لازالت الشمس ذاك الكوكب المحير لعقول العلماء و الباحثين ! فهي من أكبر الادلة على التناقض الداخلي في ديناميتها ، حيث إنها ترسل انهارا من الجسيمات بطاقة حرارية تصل في الغلاف الجوي إلى 2.8 مليون درجة مئوية!
قد تطرح السؤال عن مكمن التناقض المحير في عمل الشمس و الذي دفع بوكالة "ناسا" الامريكية الى ارسال تلسكوب صغير الى مدار حول الارض.. و ستتعجب إن علمت أن تلك الشمس الحارقة ترسل جسيماتها الملتهبة بملايين الدرجات المئوية من سطحها الذي يعد باردا نسبيا ! فهو لا يتجاوز في حرارته 5500 درجة مئوية فقط!!
هذه الغرابة في التحول من البارد(!) الى الساخن في الرحلة من محرك الصهر العملاق الذي يسمى شمسا إلى الغلاف الجوي للأرض الذي هو في الحقيقة أقل حرارة من الشمس ، هو الذي اقلق العلماء عبر أزمنة البحث العلمي قديمها و حديثها!! و الذي يقلق أكثر أن تلك الحرارة لها تأثير على كل الحضارة الحديثة التي بين يديك من نظم الاتصال التي لا تقوى على الاستغناء عنها ،إذ إن العواصف الشمسية تشوش على تلك النظم!!
هذا السلوك الشمسي المتناقض يشبهنا كثيرا ، فنحن في كثير من الاحيان نطلق سهامنا في الاتجاه الذي نريد!! ألسنا نحن مبدعي القول: اضرب بالبارد!! و معنى الضرب بالبارد في ما أفهم أن يقوم الضارب بتوجيه كلام يظهر عاديا و يخرج من مصدر تبدو عليه البرودة ليصل إلى المخاطب ملتهبا تزيد حرارته شيئا فشيئا!!!
إننا شمسيون! لكن الفرق بيننا و الشمس أن "الناسا" لن تحتاج إلى 145مليون دولار لترسل تلسكوب لمدة عامين لفهم سلوكنا الشمسي!!!
التعليقات (0)