فى مقالة للكاتب توماس فريدمان نشرتها جريدة الشروق المصرية فى 31/3/2011 تحدث عن الوضع فى المنطقة بأحداثها الجارية وتمنى بوجود أكثر من زعيم عربى كمانديلا حيث إستخدم العراق كمثال لفهم جوانب القوة والضعف للتحول الذى تشهده الدول العربية وهذا مثال وبالتالى البناء عليه ـ وللأسف ـ ليس فى محله .
فما حدث فى العراق هو إحتلال واضح إرتكب خطايا فى تفكيك أجهزة الدولة القائمة فى سبيل القضاء على شخص واحد وهو صدام حسين ، وجاء الإحتلال بأنظمة تحكم ـ تحت مظلته ـ حتى ولو جاءت بشكل ديمقراطى حر ، أما ما حدث فى مصر وتونس فهو ثورة شعبية واضحة حمتها جيوش وطنية .
وأتفق فى أن " بناء الحرية أمر صعب. وسيكون صعبا بدرجة كبيرة فى دول الشرق الأوسط ذات الأغلبية المتجانسة الكبيرة، مثل مصر، وتونس وإيران. كما سيكون صعبا بدرجة مضاعفة فى الدول المقسمة بين هويات قبلية وعرقية وطائفية، وحيث يكون خطر الحرب الأهلية ماثلا دائماً "
فبإختلاف الطريقة التى تم بها إزاحة الغطاء السلطوى بين العراق من جهه وكلاً من مصر وتونس من جهه أخرى إختلفت أسباب التوترات التى أعقبت تلك الأحداث سواء كان إحتلال كما فى الأولى أو ثورات فى الثانية ، لذلك فأن التحكيم الخارجى ـ وليس الإحتلال ـ على الرغم من أنه قد يكون ضروريا، إلا أنه غير كاف .
وإذا كانت الدول العربية تحتاج حكام مثل نيلسون مانديلا فعلينا أن نُذكِّر بإختلاف أوضاع نظام حكم التمييز العنصرى فى جنوب أفريقيا وبين إستبداد وديكتاتورية أنظمة الحكم العربية ، وإن كنت أتفق مع تلك الجملة الجميلة التى قالتها شخصية مانديلا فى فيلم "الحر" ( علينا أن نفاجئهم بضبط النفس والكرم ) فهذا لا يمنع أن يكون ذلك تحت مظلة القانون .
والثورات العربية الحالية ليس لها إلا زعيم واحد وهو الشعب ، لذلك فالشعوب لا تحتاج زعماء بل تحتاج لرؤساء بشر مثلهم مثل غيرهم ، يأتون ويذهبون فقط بإرادة الشعب .
رابط المقالة الأساسية لتوماس فريدمان www.shorouknews.com/Columns/Column.aspx
التعليقات (0)