نجيب محفوظ وصل للعالمية بلغة عربية صحيحة وسهلة
عبـد الفتاح الفاتحـي
أكد المشاركون في افتتاح المؤتمر السنوي لمجمع اللغة العربية، في دورته الـ77 بالقاهرة، حول موضوع «اللغة العربية ومؤسسات المجتمع المدني»، أن قضية اللغة العربية ومؤسسات المجتمع المدني تحتاج إلى عمل ضخم يقوم على توجيه الإبداع العلمي والأدبي، ليكون قيمة مضافة إلى الرصيد الإبداعي الإنساني، مستشهدين بتجربة الأديب العالمي الأستاذ نجيب محفوظ، حيث استطاع من خلال لغة صحيحة وسهلة أن يصل إلى كافة أنحاء العالم، وأن يحظى بمكانة عالمية رفيعة توجت بحصوله على جائزة نوبل عام 1988، وشددوا على تكرار التجربة ذاتها في كافة مجالات الإبداع، بحيث يجد العالم نفسه ساعيًا إلى تعلم لغتنا للوصول إلى ما تحمله من كنوز الفكر والمعرفة.
وداعا المؤتمرون المؤسسات الإعلامية والصحافية في العالم العربي إلى الالتزام باللغة العربية الصحيحة وعدم إفساح المجال للهجات المحلية؛ لأن ذلك يؤدي -بحسبهم- إلى تفكيك المجتمعات العربية وإضعاف اللغة العربية.
وطالبوا بالقضاء على ما وصفوه بـ «التلوث اللغوي» القائم الآن وإقامة يوم عالمي للاحتفال باللغة العربية في جميع الدول العربية.
وأكد وزير التعليم العالي والدولة المصري للبحث العلمي الدكتور عمرو سلامة في كلمته الافتتاحية على أن دورة المؤتمر تنعقد في وقت تعيش فيه مصر والدول العربية تحولات تاريخية كبرى من التغير والحرية.
وأضاف قائلا: "أرى أن اتصال اللغة بالمجتمع يحتاج بالإضافة إلى تضافر جهود مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني إلى خطة إعلامية لتوصيل المادة اللغوية لكل فرد في المجتمع، ولا سيما في مراحل الطفولة المبكرة والمراهقة التي تتشكل فيها شخصية الفرد، وتتقبل اللغة بأي مستوى يقدم إليها.
وشدد السيد الوزير على تخصيص مادة مستقلة لدراسة اللغة العربية في الكليات والمعاهد العلمية والتعليمية بغض النظر عن التخصص الدراسي، سيعمل على كسر الهوة العلمية والتقنية بين دول العالم العربي والعالم الغربي المتقدم.
ومن جهته أكد الدكتور محمود حافظ رئيس مجمع اللغة العربية على أهمية موضوع المؤتمر، الذي يبحث في قضية غاية في الأهمية وهي "علاقة اللغة العربية والمجتمع المدني"، مشددا على أهمية الصلات بين اللغة العربية ودور المجتمع المدني في تنميتها، مضيفا أن المؤتمر يتطلع إلى ما تجود به العقول النيرة لعلمائنا من فكر ثاقب وبصيرة نافذة في إيجاد الحلول لتصحيح المسار.
في كلمة الدكتور عبد الهادي التازي باسم الوفود العربية المشاركة في المؤتمر السنوي لمجمع الخالدين، أوضح بأن مصر الدولة القوية، قدمت طوال تاريخها الكثير للعالم العربي والإسلامي، وأضاف أن دور مصر سيظل باقيا إلى الأبد، وأن مجمع اللغة العربية بالقاهرة يبذل ما في جهده للنهوض باللغة العربية.
وأعرب المجمعي المغربي عضو مجمع اللغة العربية عن أمله في أن يعرف هذا الصرح اللغوي دفعة جديدة في اتجاه تحديث وانفتاح أكبر في العصر الجديد الذي دخلته مصر.
وقال أن على المجمع أن يوائم بين الدفاع عن اللغة العربية والانفتاح على اللغات الأخرى. معلقا أمالا كبيرة" على مصر في عصرها الجديد من أجل تحديث تنظيم وهيكلة المجمع وضخ دماء جديدة فيه وتنفيذ وتفعيل قراراته وضمان انفتاح أكبر لحماة اللغة على العالم.
وفي هذا السياق استطرد الشاعر فاروق شوشة الأمين العام لمجمع اللغة العربية القول بأن مصر اليوم تختلف عن مصر الأمس، حيث إن مصر اليوم قد تحررت من الطغيان والفساد واستردت حريتها وحقها في الحياة الكريمة من أجل حاضر جديد يتشكل يوما بعد يوم.
ويناقش علماء اللغة العربية وعلى مدى أسبوعين قضايا اللغة العربية ومؤسسات المجتمع المدني، بمشاركة أعضاء مجمع اللغة العربية من مصر والدول العربية والمراسلين العرب والأجانب، وخبراء المجمع المصريون، وصفوة العلماء والأعلام في اللغة والأدب ومختلف العلوم والفنون في مصر وجميع أنحاء العالم العربي وخارجه، من السعودية، وليبيا، والأردن، وفلسطين، والعراق، وقطر، والسودان، والجزائر، وتونس، والمغرب، وسوريا، واليمن، والكويت، وإيران، وموريتانيا، وإسبانيا، وأمريكا، والمجر، وإنجلترا، وتركيا، وهولندا، ورومانيا، والسنغال، ونيجيريا، وإندونيسيا، والصين، وباكستان، وأوزبكستان، واليابان، والهند، وأذربيجان، وكازاخستان.
ويتداول أعضاء المجمع وخبراء اللغة العربية العديد من القضايا الشائكة ومنها:
- موقع اللغة العربية في الحياة اليومية للمجتمعات العربية؛
- ثقافة اللغة العربية الصحيحة بين أفراد المجتمع؛
- دور المسؤولين في نشر اللغة العربية في مؤسساتهم وتنميتها؛
- دور الوحدات المحلية في دعم اللغة العربية؛
- عرض تجارب الدول في التعامل مع لغاتها القومية حفظا ونشرا وتنمية.
- قانون المجمع الجديد.
الكاتب العام للجمعية المغربية لحماية اللغة العربية
elfathifattah@yahoo.fr
التعليقات (0)