منذ عهد ماقبل الإسلام وشراسة أهل نجد وغطرستهم قد عرفها جاهليو العرب حتى أتى عهد النبي عليه السلام وأشار إلى حقيقة ترسخت في عقول وقلوب العالم أجمع بعد أن صرّح في أكثر من مرة بسوء نجد ,
الأولى حينما دعاه أحد المسلمين بالدعاء لنجد بالبركة فدعى للشام وأهلها بالبركة وثنّى باليمن وأهلها ,
وفي موضع آخر صرح فيه النبي ووصف تلك الأرض بالسوء حينما أشار اليها وقال من هاهنا يخرج قرني الشيطان , وفي الثالثة بقوله من هاهنا تخرج الفتن ,
ناهيك عن الأقوال التي تصف نجد بأرض الفتن ,
قد تكون لجغرافية نجد وطبيعتها دور في تشكل عقلية النجديين قديماً وحديثاً ,
فهي صحراء قاحلة لابحر ولا خضرة ولا أنهار تُضفي الرقة والصدق لأهلها وتلهمهم جمال الطبيعة وحُسنها ,
فمنذ فجر الإسلام خرج مسيلمة من اليمامة فقمعه مخلصي الأيمان في مهده ولا زالت أرض الفتن تنسج الدوائر على الإسلام وأهله بل على العالم أجمع ,
قابلت أُناس كُثُر من نجد وحاولت أن أُغير الصورة النمطية التي ارتسمت بذهني عنهم فماوجدت إلا خيبة الأمل ,
طبعاً لكل قاعدة استثناء والتعميم صفة غائبة تماماً عن هذا الموضوع ولكني أتحدث عن الأغلب فهو الصفة ,
قبل ثلاثة أيام قرأت بحث قامت به سيدة نبيلة من أهل نجد تتحدث فيه عن دراسة أُجريت على مدارس الرياض وماحولها في موضوع حساس وتابوه مخيف ألا هو الشذوذ الجنسي لدى الفتيات والشباب في المرحلة المتوسطة والثانوية ,
من الجيد أن نعرف قبل معرفة نتائج هذه الدراسة أن جميع الدراسات التي أجريت في ذات الموضوع عالمياً تقول أن أعلى نسبة شذوذ في العالم تكمن حيث مملكة السويد وهي 3 % من عدد السكان ,
تقول دراسة الأخت الفاضلة أن المسح الذي أجري على مدارس الرياض أثبت أن 46% من الطلاب والطالبات الذين شملهم المسح لديهم شذوذ جنسي يبدأ من مجرد الميل وينتهي بالممارسة المثلية من قبلات وغيره ,ولكنه داخل في مفهوم أهل الإختصاص من علماء نفس واجتماع في مفهوم الشذوذ حتى وإن كان الأمر مجرد ميل قلبي بسيط ,
لازلت أتذكر شخص عاش في نجد قرابة العشر سنوات متحدثاً عن مغامراته مع دشير نجد للدرجة التي جعلتني أقشعر من هول ماسمعت بحكم طبيعة بيئتي المليئة بثقافة العيب التي جعلت كثير من التصرفات السيئة منبوذة ولو من غير اقتناع وتنازع نفس ,
كنت أظن أن الأمر يقتصر على البيئة المنحطة للشباب السعودي عموماً والنجدي خصوصاً ولكن بان لي غير ذلك تماماً ,
فبعد احتكاك طويل في البيئة المتدينة وجدت أن الأمربالمثل إن لم يكن أسوأ , فالباطل من شذوذ جنسي وغيره باطل يسهل معرفته واجتنابه , أما وأن يُلبس الباطل ثياب الإسلام فهاهنا نرى الشيء العجاب ,
أزعم أن جميع المصائب المعاصرة التي حلت في أهل السنة خصوصاً من ناحية التمذهب الجبري والتصنيف المَرَضي والتعصب لآراء الرجال منبعها ,نجد كيف لا وقد تبنّى أهل نجد الوهابية وبدأو في التبشير بها وهي التي تقدس أقوال ابن تيمية المتشددة وكذلك تلميذه الأكثر عقلانية ابن القيم بزيادة تطرف بحكم الجلافية والبداوة التي تتميز بها حاضرة نجد وبدوها ؟ ,
مشكلة الوهابية أنها تلبست بثوب جميل لتخفي التشوه الذي أحدثه أبناء مبرز الفتن الا وهي منهج السلف الصالح ذاك الإسم الجميل اللامع الملين لقلوب أعتى جلاوزة المسلمين ,
كنت صغيراً في وقت ما وفي اثناء النقاشات مع الأقران المتدينين عن السلف كان أول مايخطر ببالي حينما يرد ذكر السلف هو ابن تيمية وسفيان الثوري وابن القيم كنت أظن وقتها أنني الوحيد الذي يحدد السلفية بهؤلاء الثلاثة وغيرهم من الفقهاء ولكن تبين لاحقاً أن الأمر مشترك بيني وبين أقراني وكل ذلك كان بفعل المد الديني النجدي الذي اكتسح البلد برمته ,
ثرثرت كثيراً هنا ... أعلم ذلك ومتيقن تماماً مثل تيقني من حنق البعض هنا حينما يصل لآخر حرف من مقالي هذا وربما ستأتي فتوى جديدة في تكفير الجريء مثلما كُفر ثلاث أرباع المسلمين وحرمو من الجنة بزعم دياثتهم بقول عابر من رأي نجدي ,
دمتم,,,
التعليقات (0)