نجاسة!
في أيامه الأخيرة، أصبح جدي شديد الحساسية، عديم التسامح فيما يتعلق بمسائل أربع أمريكا و إيران و الإخوان المسلمين ثم إرهاب الدولة. وقد جوبه بهاته البلاوي مجتمعة في صعيد واحد، حين وجد نفسه أمام جارنا الجديد سهيل العريان. الفائز بمقعد في البرلمان عن جماعة الإخوان التي زكتها أمريكا و رضيتها شريكا لوكلائها في المنطقة بعد أن خبرت ولائها و رضاها بمناصب شكلية لا تغني من إرهاب الدولة ولا تغير من دستور غربي... ففي أول و آخر لقاء جمعهما، و حين اتفق ظهور رئيس وزراء الكيان الصهيوني على الشاشة وهو يتوعد بقصف جديد يستهدف الأراضي المحتلة، صاح جارنا ألإخواني ــ الذي أراد تعريفنا بنفسه لأغراض انتخابية غير شريفة ـ وكانه يلقي خطبة:
ــ توعّد أولا تتوعد يا لئيم ، فإن زوال دولتكم سيكون على يد إيران.
عندئذ هب جدّي واقفا ثم أرسل ضرطة صعقت لصدورها عنه كما أحمرّ لها وجه جارنا الإخواني فيما كان جدي يصيح متعجبا :
ــ قلت لي أن زوال اسرائيل سيكون على يد إيران؟
قال جارنا مؤكدا:
ــ بلى و رب البيت العتيق!
صاح جدي ثانية وه يخبط على فخذيه:
ـــ .. لا.. لا… لا … هذا فوق الإحتمال.
سأله جارنا وهو يداري ارتباكه.
ــ لم تستبعد ذلك و الإخوة في إيران يجهزون سلاحهم النووي للإنقضاض..
قال جدي مقاطعا:
ـــ ما تقوله لا يعقل لا عرفا ولا شرعا.
سأله جارنا الإخواني متحديا فيما كان يجفف عرقه.
ــ أمّا عرفا؟!!
إعتدل جدي في جلسته ثم قال:
ــ أما عرفا، فلأن الكلب لا يمكن أن يعض يد سيّده.
أتسعت عينا جارنا سهيل العريان قبل ان يسأله جدي
ــ هل تصدق وجود عداوة بين إيران و إسرائيل؟
سأل النائب الإخواني بين قهقهتين:
ــ و هل في ذلك شك؟
صاح جدي:
ــ لو كانت هناك عداوة بين إيران و اسرائيل فهي لا تختلف إذن عن عداوتكم لأمريكا!
قهقه جارنا ثم سال جدي؟
ــ وهل تشك في عداوة الإخوان لأمريكا؟
رد جدي هازئا:
ــ حاشا لله ان اشك! خصوصا و انا أرى إخوان العراق و أفغانستان و فلسطين ينضوون تحت سلطة الإحتلال بل و يقاتلون الي جانبه كما حدث في ديالى وما فعلته حماس أخيرا من تصفية لمقاومين في رفح لحساب الصهاينة
كان جارنا فاغرا فاه حين أردف جدي:
ــ ثم الم يبلغك تصريح صنمكم راشد الغنوشي زعيم النهضة التونسية وهو يثني على سلطة الإحتلال في العراق؟
تجاهل النائب ألإخواني آخر ما قال جدي قال وهو ينهض من مكانه:
ــ و أمّا شرعا؟
قال جدّي وهو يقف:
ــ أمّا شرعا .. فلا يمكن إزالة النجاسة بالبول!
حين انصرف جارنا ، أستدناني جدي ثم قال:
ـــ ذات مرة دخل رجل على جماعة فسلم عليهم دون أن يحظى برد السلام حينئذ اتجه الى زاوية من زوايا المجلس ثم بال. حين عوتب عن ذلك أجاب ذلك لأنني لم أر أحدا!!.
اردت التعليق غير انه بادرني:
ــ لا شك أنك صدمت بما فعلت آنفا.
طأطات راسي مستحييا
ــ لقد فعلت ذلك لأنني أنا ايضا لم أر أحدا .
قلت لجدي:
ــ و لكنني كنت هناك!!
قال جدي ضاحكا:
ــ و لأنكم "كنتم هناك" فقد اكتفينا إكراما لشواربكم التي لم تنبت بعد بضرطة دون بولة.
كنت أضحك حين نهرني جدي قائلا:
ــ قرّب لي نعليّ يا ولد.
حين انصرفت عنه سمعته يردّد:
ــ إيران ستزيل إسرائيل.ها ها ها!
وهل تزال نجاسة بنجاسة؟ّ
أوسلو 12/5 /2010
التعليقات (0)