نجاد وفارس وهنا المغرب...

كان بالإمكان أن يتفادى نجاد الدخول في مناوشات مع المغرب، فالبلد المغاربي يحق له التعبير عن مواقفه السياسية متى وكيفما شاء، وإيران مع التقدير البالغ جدا لهذا البلد الإسلامي العزيز مفخرة إسلامية كان بإمكانها التعامل مع مختلف المواقف تجاه البحرين بالسواء، استغرب المغرب من إستدعاء سفيره بطهران كما إستغرب جميع المتتبعين للمشهد الساسي العالمي في الظرف الراهن، والوطن لم يكن أمامه إما هذا الاستفزاز إن صح التعبير سوى المقاطعة، طبعا نحن لا نرجو هذا القرار أن يكون دائما ونتطلع إلى مناقشات ديبلوماسية صحية من أجل الخروج من الباب المسدود، وطهران عاصمة أنيقة وذات سيادة وهبة وعلاقتها بالمغرب جيدة لم يكن لها لأن تقع في هذا التعثر بالرغم من خبرتها السياسية وحنكتها الديبلوماسية المعروفة، أمام هذه السحابة التي أتمنى أن تكون عابرة، بأن يلتزم الإيرانيون حيادهم بعيدا عن التدخل في شؤون المغرب الدينية وغيرها وكذلك تعاون المغرب مع البلد الإسلامي الرائد في مجالات حيوية أتذكر ذلك الرجل الطيب الرائع والمتزن الذي رحل عنا بعد صراع مع المرض، لقد كان الشيخ فارس الحسون مدير مركز الابحاث العقائدية في إيران وقم وصفافية و ممتاز رجلا واسع الخاطر ثاقب النظرة حكيم الفكر سديد الرأي إنسانا متسامحا إلى أقصى الحدود عبر عن كل هذه الصفات خلال معرض الكتاب بالدار البيضاء عام 2001 حين إستضافني في مقهى المعرض من أجل شرب الشاي المنعنع الرجل، عانق الجميع وقال كلاما كثيرا عن حسن أدب المغاربة وضيافتهم وحكمتهم واشياء كثيرة... رحم الله الفقيد وأدخله فسيح جناته