هل فاز بوتفليقة بقدر ما فاز من قدمه للترشح وهو في حالة مرضية أشبه بالشلل على ما يبدو؟ الرجل لم يخاطب شعبه منذ سنة أو أكثر، و ما يرد من صور و لقطات لمقابلات له لزعماء و قادة دوليين لا تعدو كونها ردة فعل و إجابة لمن يشكك في قدرة الرجل على التواصل فما بالك بالحكم، موقف جعل كوكبة الرئيس تنافح بقوة عن قدرته العقلية !! فحسب التصريح الأخير لعبد العزيز بلخادم "الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة في تحسن، وعقله يشتغل بصفة عادية، وهو يتابع الشؤون اليومية للبلاد، وما زال فقط يحتاج لإعادة تأهيل وظيفي لعضلات الرجلين لكي يتمكن من الحركة بصفة عادية".(الاناضول)
المرحلة القادمة قد لا تكون مرجلة استقرار و تنمية كما روج أصحاب بوتفليقة، حوالي النصف ممن يحق لهم التصويت عزفوا عن التوجه إلى صناديق الاقتراع، التخويف من مصير محزن للجزائر كما هو حال ليبيا أو سوريا أو ما يسمى الربيع العربي كان حسب محللين حجة النظام في الدعوة لاستمرار بوتفليقة كصمام أمان، نجح هؤلاء في الحشد للتصويت للرئيس، لكن نتذكر أن آخر فوز لمبارك كان بنسبة مشاركة ضعيفة، فماذا يعني الفوز بمئة في المئة إن كانت نسبة التصويت متدنية؟ هذا ما يجعلنا نقول أن حركة بركات التي بدأت مؤخرا ستجد نفسها أمام فرصة للتصعيد، المقاطعون من أحزاب سياسية و حركات سياسية هي في لحظة نصر، نسبة مشاركة متدنية و رئيس مشكوك في قدرته على الحكم و زبانية تحكم باسمه قد لا يطول الزمن على توافقها.
هل سيلعب الجيش الجزائري وهو الجهة المؤثرة من وراء ستار أي دور فاصل في حالة تعقد المشهد السياسي و باتت الدولة على محك؟ كثيرا ما نسمع أن من يحكم الجزائر هو رجل الجيش المختار، ربما اختار الجيش استمرار بوتفليقة في الحكم و هو على هذا الحال وهو يعي تبعات هذا القرار، قد تكون بداية لخطوات أخرى ستأمن انتقال سلس للسلطة من بوتفليقة العاجز إلى أحد رجالات النظام الحالي بعيدا عن صناديق الاقتراع حاليا.
التعليقات (0)