مواضيع اليوم

نجاح ثورتنا الفاشلة

أبومهند العيسابي

2012-08-28 19:10:52

0

نجاح ثورتنا الفاشلة
أبراهيم عيسي _ جريده الوطن

حانت لحظة الحقيقة

يجب أن نكون شجعانا ونعترف أن ثورة ٢٥يناير فشلت حتى الآن.

لا أريد أن أجرح وأكسر شرنقة الوهم التى يعيش داخلها كثير ممن مشى بجوارنا فى مظاهرات خمسة وعشرين وجمعة الغضب ومن هلّل وكبّر واتجنّن يوم تنحى مبارك ومن أدمنوا إطلاق صفة الثوار على أنفسهم فى صفحات الفيس وحسابات التويتر أو خناقات القهاوى، ليظل هؤلاء فى الشرنقة، فهى أفضل مكان لإقامة أصحاب الاحتياجات الخاصة.. الثورية.

لنكن فى صدق جرّاح يحكى لمريضه عن ورم سيقتله بعد ثلاثة أشهر، ونقول إن نجاح الثورة ليس بعدد من شارك فيها ولا حتى بعدالة قضيتها ولا بقدر تضحياتها وضحاياها بل بتحقيق أهدافها.

صحيح أن تحقيق هذه الأهداف ليس بالضرورة حالًا بالًا، لكن على الأقل تكون على طريق تحقيق أهدافها.

والحاصل أن الثورة قامت لإسقاط النظام، فهل سقط؟

أرجوكم لا تضحّكونى وتكلّمونى عن تنحِّى مبارك وسجنه مع رجاله، فهذا استظراف لا تحتمله جدية ما نتكلم حوله، فلم يكن هذا هو النظام الذى نسعى لإسقاطه.

كما لا تقول ما تردده ببغاوات إن الثورة عبر قرار مرسى بالإطاحة بالمشير والفريق قد أسقطت الحكم العسكرى، فالواضح أن الثورة هى التى جلبت بكل فخر وشكر المشير ومجلسه المسنّ لإدارة البلاد بالهتاف بتاع الإيد واحدة، وقد كان الهتاف صادقًا فعلًا لغاية ما اكتشفنا أننا معاقون باليد الواحدة، لأن اليد الواحدة ماتصقفش ولا تعرف تبنى ولا تهدّ.

ثم إن حكم مبارك لم يكن نظامًا عسكريًّا بل نظام بوليسى فاسد بامتياز، ومن ثم لم يسقط حكم العسكر، لأنه لم يكن يحكم بل كان موجودًا فقط فى شعارات شبابنا المتحمس والمخنوق من تصرفات الظلم والبلادة.

كويس، ولكن الإجابة الوحيدة التى تحصل عليها من سؤالك السخيف عن نجاح الثورة هى أن مرسى جاء أهلًا به كل الهناء فى قربه على رأى نشيد العيد فى القراءة الرشيدة ويؤسفنى أن أقول إن مرسى ليس دليلًا على نجاح الثورة، بل على نجاح الإخوان فى الانتخابات، فالثورة لم يكن فى أهدافها المجىء بجماعة دينية لتحكم البلد بديلًا عن جماعة مبارك.

لقد كانت الانتخابات الرئاسية صراعًا بين فشلَين للثورة، فشل معلن واضح مثل نجاح شفيق، وفشل مستتر ملتبس على كثيرين مثل نجاح مرسى.

البلد الآن فى حالة فوضى وانفلات وعصبية وتعصب وتكفير وتخوين وإضرابات واحتكاكات وحرق بجاز وصَلْب مواطنين على أعمدة الكهرباء وشائعات وبذاءة وقلة أدب ونفاق ومزايدات وكآبة، وبلد مابتضحكش مغمومة ومنزعجة ومتوترة وقلقة على المستقبل وخائفة من المجهول، وسيناء قِبلة القادمين من بيشاور وتورا بورا ومكفّراتية الطير على الشجر، وما زلنا تحت حكم صندوق النقد وإملاءات واشنطن والعلاقة المتينة بين عمامة الإخوان وقبّعة البيت الأبيض وحكم مغرور وجماعة جلياطة مع مخالفيها وتهدد معارضيها وتنفّذ خطة هلمّ بنا نسوّد عيشتهم، وشخصيات تدير وطنًا، بينما لم تكمل علاجها النفسى لإزالة آثار السجون الطويلة على سلوكها، وتجارة بالدين واتّجار مزرٍ بجهل الناس بالإسلام وغوغاء يسيطرون على كل مخارج ومداخل الحياة السياسية.

فشلت الثورة فى تحقيق أى شىء من أهدافها حتى الآن، وأرجو أن لا تقول لى إنها جعلتنا أحرارًا، فعن نفسى أنا حر قبل وبعد الثورة، والعبيد والجبناء الذين حرّرتهم الثورة لم يحافظوا على الحرية بل حوّلوها غضبًا وغلًّا وقطع طرق وبلاغات للنائب العام تتهم بالخيانة وبالكفر.

نقول إن الثورة فشلت، لا لكى نبكى ونتلقى العزاء فى سُرادق يليق بميت مهم، بل كى نستطيع أن نستعيد قدرتنا وقوتنا ونكمل الثورة طبعًا من غير متصابى الثورة وغباوات الثوار




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !