مواضيع اليوم

نجاح الاستبداد : إيران نموذجا

أحمد قيقي

2015-03-22 22:10:33

0

كتبت كثيرا مطالبا الرئيس المصرى باتخاذ إجراءات أكثر حسما وصرامة ضد  مثيرى الشغب  من جماعات التطرف الإسلامى فى مصر  اعتقادا منى  أن ذلك يصب فى صالح قوة الدولة المركزية ويحفظ تماسكها ويصون اقتصادها من الضعف والانهيار , فأنا لا أتصور ان تكون الحرية وسيلة لسفك الدماء وزعزعة الاستقرار وتجويع الناس  وتركيع الدولة . هنا سأتخذ من إيران نموذجا للاستبداد والتسلط وركل  ممارسات التعددية وحقوق الإنسان , وأظننى لست بحاجة إلى بيان كيف تُحكم إيران  وكيف يتم التنكيل بأية أصوات معارضة فيها , وهنا يبرز السؤال  وهو : ما أثر هذا الاستبداد على كيان الدولة الإيرانية ؟  و أظن أن أحدا لا يستطيع أن يمارى فى أن إيران الدولة  تعتبر من أكثر الدول التى تتمتع بالأمن والاستقرار الداخلى كما أن الجميع  يعلم أنها أفلتت من تأثير العقوبات الاقتصادية الغربية عليها  وأنها تمضى بخطا ثابتة فى تطوير برنامجها النووى  كما نلاحظ أن الدول الغربية بقيادة أمريكا بأتت تشعر أن محاولة قهر الإرادة الإيرانية  لن تكون مجدية  بعد فشل العقوبات الاقتصادية  وأن التفكير فى شن هجمات عسكرية لإجهاض برنامج إيران النووى سوف يكون عملا  محفوفا بمخاطر لا يمكن التنبؤ بمداها ,   وأما عن تأثير إيران فى محيطها وعالمها  فمن المعروف أنها تكاد تكون محتلة للبنان من خلال حزب الله  وانه لا يمكن لأية حكومة وطنية لبنانية أن تتخذ من السياسات  مالا ترضى عنه طهران , كما أن صمود النظام السورى مدين  كلية لتدخل إيران  من خلال حزب الله والحرس الثورى ,   كما أصبح النفوذ الإيرانى هو الأعلى صوتا فى العراق التى دمرتها الديموقراطية ,   وإذا نظرنا إلى اليمن  فقد كان الدعم الإيرانى وراء  سيطرة الحوتيين على صنعاء  وزحفهم على عدن ليسيطروا على باب المندب  ويتحكموا فى التجارة العالمية ,   وإذا تركنا المنطقة فإننا نجد إيران موجودة  بقوة  فى إفريقيا  , كما ان هناك تقارير ازعجت الغرب  أخيرا عن تسلل النفوذ الإيرانى إلى امريكا اللاتينية   

وربما يقول البعض : ولكن الكثيرين من أفراد الشعب الإيرانى يعانون من القهر الفكرى  والإقصاء السياسى  وأقول  ردا على ذلك  أنه يكفى كونهم يعيشون فى دولة آمنة مهيبة  مستقرة .  وربما يتهمنى البعض أننى من أنصار الاستبداد  وهو يتنافى مع ما أزعمه لنفسى من  علمانية  وليبرالية  فأقول : إننى مع الاستبداد  إذا كان بديله تفتيت الشعوب وتهديد أمنها   والقضاء على هويتها .  وأخيرا أقول للرئيس السيسى   إنه إذا كان من الجيد  أن الجيش المصرى  هو الجيش الأكثر قوة  وتماسكا فى المنطقة  وأنه يدين بالولاء للرئيس كما أن الغالبية العظمى من المصريين  تقف خلفه رفضا للدولة الدينية  إلا ان هذا كله من الممكن ان يضيع  إذا ازدادت أعمال الإرهاب والتخريب وانتشرت إلى الحد الذى يفوق طاقة المصريين على الصبر والتحمل  , وانا لدىّ يقين أخشى أن تُثبت الأيام صحته  وهو أن الانحناء أمام صكوك حقوق الإنسان والسماح بتظاهرات  أنصار الإرهاب  فى هذا المنعطف التاريخى  سوف يقوض أركان  الدولة المصرية   ويقذف بها إلى طريق مجهول !!!!!          




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !