أكدت صحيفة هافينجتون بوست الامريكية (huffingtonpost) ان نتيجة تردد الولايات المتحدة في دعم مملكة البحرين في هذا الوقت ، هي قيام جمهورية إسلامية متحالفة مع آيات الله في طهران. وهذا السيناريو يجب تجنبه بأي ثمن، وطالبت واشنطن أن تضمن أن تكون البحرين مستقرة ومزدهرة وخالية من الهيمنة الإيرانية.
وأشارت الصحيفة التي تعد الأبرز والاهم بين الصحف الأمريكية الالكترونية في تقرير لكاتبها روب سبحاني إن أحد الأهداف الأساسية للنظام الإسلامي في طهران هو الإطاحة بالنظام الملكي في البحرين وقيام جمهورية إسلامية. وقد كان ذلك هدفًا لرجال الدين منذ أن جاءوا للسلطة في عام 1979.
واكدت ان ذلك يعد احتمالاً حقيقيًا لأنه في حين تطالب المعارضة في البحرين بتحسين فرص العمل والسكن، وتمثيل أقوى في قوات الأمن، يتم تشجيع وتمويل عناصر أكثر راديكالية من قبل مراكز دينية في قم بإيران.
واستذكرت الصحيفة تصريحات مستشار الزعيم الأعلى الإيراني «علي خامنئي»: «إن البحرين هي المحافظة الإيرانية الـ14»، حيث استغلت طهران احتجاجات البحرينيين الأخيرة حول ظروف معيشية أفضل لإسقاط هذا الحليف المؤيد للولايات المتحدة.
واشاد الكاتب في تقريره بحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى خلال لقائه به في عدد من المناسبات مشددا على ان عاهل البحرين» قائد عقلاني يفهم التحديات التي تواجه بلاده، فقد قال: «نحن بحاجة لتنمية اقتصادنا، وخلق المزيد من فرص العمل لجميع البحرينيين بغض النظر عن خلفياتهم».
واكد الكاتب ان عاهل البلاد المفدى اعتلى العرش في مارس 1999، وعلى مدى العقد الماضي اتخذ خطوات كبيرة لجعل التنمية السياسية في بلاده أقرب إلى التنمية الاقتصادية، من خلال إعادة البرلمان، والتواصل مع المجتمعات الشيعية المهمشة، وتوفير حرية التعبير والشفافية الحكومية والمساءلة، ونمو المجتمع المدني. ووفقًا لتقرير السفارة الأمريكية في المنامة، «الملك «حمد» ملتزم بمكافحة الفساد، ويفضل القيام بأعمال تجارية مع الشركات الأمريكية نظرًا لشفافيتها». كما أنه عين أول سفيرة في الولايات المتحدة من المجتمع اليهودي في البحرين.
واضافت الصحيفة ان « ما يمكننا أن نفعله الآن لحليفنا الذي مد يده بالتعاون والحوار لمعارضته التي قوضت ذلك نتيجة رجال الدين في إيران: أولاً، يجب على الرئيس «أوباما» أن يطلب من الدول المجاورة الأكثر ثراءً من البحرين تشكيل «خطة مارشال» للبحرين؛ حيث هناك قطر الغنية بالطاقة التي يمكنها توريد الغاز الطبيعي إلى البحرين بأسعار مخفضة. علاوة على ذلك، يجب على واشنطن العمل مع الفيفا وقطر أن تُلعب مباريات مجموعة من مجموعات بطولة كأس العالم 2020 في البحرين، كا يجب أن تتضمن «خطة مارشال» الإسراع في بناء جسر يربط بين قطر والبحرين، وذلك للسماح للبحرينيين بالعمل في قطر، كما يمكن للبحرين الحصول على قرض بدون فوائد من الإمارات العربية المتحدة لبناء 50.000 وحدة سكنية على الفور بتكلفة 1.5 مليار دولار.
كما اكدت الصحيفة في مقال كاتبها على وجوب قيام الكونجرس بدعوة الملك «حمد» إلى واشنطن لتسليط الضوء على أهمية البحرين في الأمن القومي الأمريكي، كما يتعين على الولايات المتحدة تحذير إيران من مغبة التدخل في الشؤون الداخلية للبحرين من خلال توضيح أن الولايات المتحدة ستقف إلى جانب حليفتها تحت أي ظروف.
واضافت ان السؤال الأساسي الذي يجب ان يسأله الرئيس «أوباما» وأعضاء الكونجرس الأمريكي لأنفسهم هو: كيف يمكن لواشنطن حماية المنامة من إيران، وفي الوقت نفسه كيف يمكن مساعدة الحكام في معالجة مظالم مواطنيهم؟ إنه سؤال مهم، لأن استقرار الخليج الغني بالنفط مرتبط باستقرار البحرين. وتعتبر العلاقة بين الولايات المتحدة والبحرين أمرًا حيويًا لأمن الطاقة في واشنطن ومصالح حلفائها. كما أنه يوجد بمنطقة الخليج 67% من احتياطيات العالم من النفط الخام، وتمر حوالي 30% من صادرات النفط العالمية يوميًا عبر المياه الإقليمية للبحرين في طريقها إلى المستهلكين في جميع أنحاء العالم.
واردفت: ليس غريبًا أن تكون المنامة هي مقر الأسطول الخامس الأمريكي - القوة البحرية الأمريكية بالخليج - الذي يعد هدفه الاستراتيجي هو الحفاظ على تدفق نفط الخليج. وفي الواقع ظلت هذه الأمة التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة حليفًا استراتيجيًا للولايات المتحدة منذ عام 1947. وقد قال الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة الأدميرال «كراو»: «ما زالت البحرين أفضل صديق للولايات المتحدة في المنطقة».
صحيفة هافينجتون بوست الامريكية
عن جريدة الأيام البحريبية
22/10/2011
التعليقات (0)