مواضيع اليوم

نبوؤة شعب الميايا ، حقيقة وخيال .

محمد قاسمي

2012-12-22 14:14:02

0

 

نبوؤة شعب الميايا ، حقيقة وخيال

  ان نبوؤة شعب المايا تخفي في اعماقها خفايا شعب احبط بالياس والاكتئاب الذي كان الاساس في ما تصورته من مستقبليات خارقة  تقبلها البعض منا في القرن الحادي والعشرين وانسجم معها وامن بها . في حين ان هناك من اعتبرها محض خيال لا تصلح الا للاعمال السنمائية وحركية افلام الخيال العلمي .

فلماذا وجد مؤمنون بالرزنامة ؟؟

ولماذا وجد كذلك متهكمون ومنطقيون لا يؤمنون الا بالحسابات الفلكية الدقيقة ونظريات انشتاين ونيوتن ؟؟

قلت في بداية هذا المقال ان رزنامة المايا لم تكن الا نتاج عقد نفسية تكونت لديهم اثر عدة تحولات بيئية فاقمة لديهم الاحساس بالعقاب الالهي بعد ان قضى الجفاف على محاصيلهم الزراعية مما اسس لديهم الاعتقاد - باله الماء -  الذي لطالما منحوه القرابين التي شملت في بداية الازمة  حيواناتهم  ومواشيهم . لكن سرعان ما استفحل الياس لديهم ليقدمو قرابين بشرية والقائها في المياه العميقة ومن سوء الاقدار انهم اعتبرو الاطفال مقدسيين لدى الالهة فاقدم المايا على سفك دماء اطفالهم والقاء جثتهم في الماء .

مع كل هذا التخلف والانحطاط الروحي لدى شعب المايا صدق كثيرون في عالم اليوم رزنامتهم ونبوءاتهم فلماذا حدث هذا الامر في زمن غزو الفضاء والاقمار الصناعية ؟؟؟

لاشك ان الياس هو اساس خيبة الامل والاكتئاب الحاد ولاشك شك ان المايا معذورون فيما تبؤو به من خوارق كونية من شانها انهاء وجود البشر وبداية ما اسموه دورة كونية جديدة تخلق فيها الالهة منظومة خلق تحرص على رضى الالهة التي انتقمت من مخلوقات الدورة السابقة والذين سخطت  الالهة من اعمالهم الشنيعة وظلمهم وتخلفهم واحتقارهم للذات البشرية . من هذا المنطلق ينموا الاحساس بالفشل والاكتئاب الحاد الذي  لا يفضي نهاية المطاف الا الى الموت، وتبقى نظرية الفناء الشامل احدى تجليات الاكتئاب العميق .

اليوم تعيش البشرية جمعاء اوضاعا مزرية منذ عقود عان الملايين من البشر من جشع الاقلية التي باتت تسيطر على الثروات الاقتصادية والطبيعية بشكل كرس للفقر والمجاعة والقهر والظلم والاستبداد . ومن المؤكد ان البشرية جمعاء مقبلة على صراعات دموية لا تبقي ولا تدر .وان آمن شعب المايا بنظرية الفناء الشامل نتاجا لنفس ازمات العصر الحديث فان الاحساس البشري هو ذاته لان النفس البشرية هي ذاتها والاحساس بالاكتئاب لا دخل لها بالتطور الصناعي والطبي الخ الخ الخ .

ان حكومات القرن الحادي والعشرين هي اكثر غطرسة  وطغيانا من سابقاتها عبرآلآف السنين وبمقارنة شمولية تثبت مصداقية هذا القول، يعلم اليوم سكان القارات الخمس ان من بين مليارات البشر لا نجد على راس هرم الثراء الفاحش الا اشخاصا معدودين على رؤوس الاصابع مما يؤكد وبالملموس استحواذ الاقلية على حق المليارات من البشر  في العيش الكريم – ان هذا الامر لا يقبله العقل بتاتا وانها لقمة التكبر والتجبر الذين ولدتا سمات الياس والاكتئاب الحاد لدى عشرات المجتمعات البشرية ضحية هذا الاستهتار وسياسة التفقير والتجوييع التي تنهجها الشركات الثماني الكبرى حول العالم .

هكذا اصبح من المنطقي جدا ان تؤمن الاغلبية الساحقة من الناس بنظرية الفناء الشامل .اي ان الانسان المكتئب قد يودي بحياته . فماذا لو اصيب اغلبية سكان العالم بهذا النوع من المرض؟؟ والجواب انهم متشبتين بهذه النظرية ، فبطريقة اوباخرى من وجهة نظرهم سيفنى الكون اما عن طريق عقاب الهي ياتي من السماء او بحرب عالمية نووية تبيد الحجر والبشر .

اما العقلاء اليوم فهم الذين يتنعمون بعذابات الاخرين وهم ايضا ذوي النفوذ الذين وان اصابهم الملل فهم في غنا عن الاكتئاب الحاد وهم ايضا المترفون على كوكب الارض وهو ايضا ملوك الدولار واليورو ورحلة ابولو .

محمد قاسمي 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !