نبوءات يسوع عن عدم موت من يحفظ أقواله ويؤمن به
- الحق اقول لكم ان كان أحد يحفظ كلامي فلن يرى الموت الى الأبد. (يوحنا8/51)
هذا النص من الوضوح بما لا يدع مجالاً لأي قول أو تفسير من الكنائس المختلفة, إذا كانت تتبع يسوع وتحفظ أقواله, فهنا يقول يسوع ان من يحفظ كلامه فلن يرى الموت إلى الأبد.
فهل بعد هذا القول الواضح والذي لا مدخل فيه لأي لبس أو شكّ يمكن أن يأتي أحد ويقول لنا إن يسوع لم يتنبأ, أو لم يَعِد, تلاميذه وأتباعه الذين يحفظون كلامه بعدم الموت إلى الأبد, إلا إذا قال إن جميع تلاميذ وأتباع يسوع هم في الحقيقة ليسوا من أتباعه, لأنهم ماتوا ويموتون كل يوم, أو يقول انه لم يوجد أحد منهم حفظ كلامه على مدار التاريخ ولهذا فهم ماتوا ويموتون؟!
هل هذه النصوص وحدها فقط التي تنبأ بها وقالها يسوع بخصوص منحه الحياة الأبدية لتلاميذه وأتباعه؟
لنلق نظرة على النص التالي:
- الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة ابدية,
أنا هو خبز الحياة,
آبائكم أكلوا المنّ في البريّة وماتوا,
هذا هو الخبز النازل من السماء لكي يأكل منه الانسان ولا يموت,
أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء,
ان أكل أحد من هذا الخبز يحيا الى الأبد,
والخبز الذي أنا اعطي هو جسدي,
الذي أبذله من أجل حياة العالم,
فقال لهم يسوع الحق الحق أقول لكم ان لم تأكلوا جسد ابن الانسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة في انفسكم,
من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية,
وأنا اقيمه في اليوم الاخير,
هذا هو الخبز الذي نزل من السماء,
ليس كما أكل آبائكم المنّ وماتوا,
من يأكل هذا الخبز فانه يحيا الى الابد. (يوحنا6/47-59)
في هذا النص نجد أن يسوع يقول, وبصيغة الواثق من كلامه الذي تزول السماء والأرض وكلامه لا يزول, ويستخدم القسم بتكرار قوله الحق الحق أقول لكم وهذه الصيغة هي أشد ما يستخدمه يسوع للتدليل والتأكيد على صدقه, ان من يؤمن به فله حياة أبدية, وقد يعترض أحدهم كما اعترض على النصوص السابقة, بالقول انه يقصد الحياة الآخرة.
ولكن يأبى يسوع إلا أن يوضح كلامه لهذا المعترض وغيره, بأن قصده إنما هو الحياة الدنيا بقوله لليهود إن آبائكم أكلوا المنّ في البرية وماتوا, فلو انه قصد الحياة الآخرة لما كان لهذه الجملة معنى لأنه في الحياة الآخرة لا بد أن يكون من اليهود من يحيا إلى الأبد مثل موسى وهارون وباقي أنبياء إسرائيل والمؤمنون من اليهود, فيسوع كان يقصد الحياة الدنيا ولهذا زاد في توضيح معنى كلامه حتى لا يأتي أحد فيما بعد ويقول انه كان يقصد الآخرة فقال عن نفسه انه هو خبز الحياة النازل من السماء وانه الخبز الحي لكي يأكل منه الإنسان ولا يموت, وان من أكل من هذا الخبز فانه يحيا إلى الأبد, وليس بعد هذا التوضيح من يسوع نفسه لمقاصد كلامه من توضيح, فهو يُصرّ على القول ويؤكد أن من يؤمن به ويأكل جسده فانه يحيا إلى الأبد, وهذا يدل على أن الكنائس المختلفة وهم يحتفلون بأكل الخبز مدّعين أنهم يأكلون جسد يسوع إنما يأكلون خبزاً لا يمتّ لجسد يسوع بصلة, لأنهم لو كانوا يأكلون جسد يسوع الحقيقي فيسوع يعدهم بان يحيوا إلى الأبد, وهم يموتون في كل يوم منذ أكثر من تسعة عشر قرناً!
فان اصرّت الكنائس على القول بان ما قاله يسوع ليس على الحقيقة, وإنما كان يقصد الحياة الآخرة فهم يقولون كما قال كثير من التلاميذ إذ سمعوه يقول هذا القول, كما في النص التالي:
- فقال كثيرون من تلاميذه اذ سمعوا,
ان هذا الكلام صعب,
من يقدر ان يسمعه,
من هذا الوقت رجع كثيرون من تلاميذه الى الوراء ولم يعودوا يمشون معه. (يوحنا6/60-66)
فكل من لا يصدق يسوع في أقواله هذه فهو يقول إن هذا الكلام صعب, من يقدر أن يسمعه!
وللتأكيد على أن أقواله تعني الحياة وعدم الموت الى الأبد قام بإحياء لعازر كما كتب يوحنا في إنجيله, وهذه القصة سأُناقشها بالتفصيل في فصل معجزات يسوع ولكن في هذا المقام سأقتطف منها الفقرات التي تتعلق بنبوءات يسوع عن عدم موت تلاميذه وبقائهم أحياء إلى الأبد.
- فلما أتى يسوع وجد أنه قد صار له أربعة أيام في القبر,
.........
فلما سمعت مرثا أن يسوع آت لاقته,
فقالت مرثا ليسوع يا سيد لو كنت ههنا لم يمت أخي,
لكني الآن أيضاً أعلم ان كل ما تطلب من الإله, يعطيك الإله ايّاه,
قال لها يسوع سيقوم أخوك,
قالت له مرثا أنا أعلم انه سيقوم في القيامة في اليوم الأخير,
قال لها يسوع أنا هو القيامة والحياة,
من آمن بي ولو مات فسيحيا,
وكل من كان حياً وآمن بي فلن يموت الى الأبد,
أتؤمنين بهذا,
قالت له نعم يا سيد, انا قد آمنت انك انت المسيح ابن الإله الآتي الى العالم. (يوحنا11/17-27)
كما هو ملاحظ في النص فإن مرثا عندما التقت بيسوع سارعت بالقول له لو كنت يا سيد ههنا لم يمت أخي, فيرد عليها يسوع قائلاً سيقوم أخوك, وكما يتبادر إلى ذهن أي إنسان يستمع إلى إنسان آخر يتحدث عن قيامة الأموات من قبورهم, أجابت بالقول أنا أعلم انه سيقوم في القيامة في اليوم الأخير, وهو نفس جواب الكنائس إلى هذا اليوم بان المقصود بمن مات مؤمناً بيسوع فانه سيحيا في القيامة في اليوم الأخير, كما نقرأ ونسمع منهم.
ولكن بماذا رد يسوع على فهم مرثا لقوله إن أخوها سيقوم, بأن المقصود منه هو القيامة في اليوم الأخير؟
قال لها يسوع لتوضيح معنى كلامه بشكل لا يقبل التأويل أنا هو القيامة والحياة, ولم يكتف بهذا القول بل زاد الأمر توضيحاً لمرثا, ولمن يأتي من بعدها ممن يحاول أن يفسر كلامه كما تشتهي نفسه, فقال لها للتأكيد مرة أُخرى وبشكل أوضح من السابق من آمن بي ولو مات فسيحيا.
هل هذا فقط أي إن من مات مؤمنا بيسوع فسيحيا؟
كلا, ليس فقط من آمن بيسوع ومات فسيحيا, بل وكل من كان حياً وآمن به فلن يموت إلى الأبد!
فهل يجرؤ أحد أن يغير هذا الكلام ليسوع الذي يقول فيه ان كل من كان حياً وآمن به فلن يذوق الموت إلى الأبد, وإذا كان هذا الكلام غير مفهوم المعنى فما هو الكلام المفهوم؟!
وللاطلاع على المزيد من نبوءات يسوع التي لم تتحقق وغيرها من المواضيع المثيرة والغريبة في الاناجيل ارجو التكرم بزيارة المواقع التالية:
http://gospelsources.blogspot.com
http://gospelspersons.blogspot.com
http://historicaljesus-isa.blogspot.com
نادر عيسى
التعليقات (0)