عندما قال الشاعر اللبناني الكبير جبران خليل جبران كلمته عن بعض أشباه الرجال المنافقين فاقدي الرجولة و المبادئ أظنه من بين الفئة التي كان يقصدها هي الصحافة العربية في قوله : "ويل لأمة تستقبل حاكمها بالتطبيل وتودعه بالصفير، لتستقبل آخر بالتطبيل..!".ولقد رأينا بأم أعيننا الصحافة التونسية المنافقة عندما كانت تكذب على الشعب و تغلط في الجماهير بانجازات الرئيس... و التقدم والرقي و الازدهار ووو...و التي كانت تمسح حذائه و تلمعه من الأدران بتلاقي أموالا حراما و رشاوى مقابل هذه المهمة القذرة ....وعندما ثار الرجال الشرفاء الأحرار وصفتهم باللصوص و مثيري الشغب و حتى بالإرهابيين أي على خطى الحبيب الطاغية بن علي...و لما جاء الحق و زهق الباطل و هوى الصنم هبل من فوق عليائه و سقط ثم فر بجلده كما النساء بالذهب و الفضة ....انقلبت على عاقبيها كمن يتخبطه الشيطان من المس و بدأت تعد مساوئه....و تذكرت أخيرا بأنه ليس من المعصومين الأبرار و أنه يخطأ و يصيب مثله مثل كل البشر ...بعدما أنزلته منزلة في أعلى عليين و من المقربين ...لذا من غير المعقول من شعب التونسي أن يثق في مثل هذه الصحافة التي تفتقد إلى المصداقية و المبادئ و حتى للرجولة ...فمستحيل أن يؤتمن الخائن فلن ينسى أبدا أخلاقه السابقة ...و نحن كذلك في الجزائر عنينا و نعاني من صحافة النفاق و سوء الأخلاق التي لا تستحي من نفسها و تدعى بأنها في خدمة المواطن و لكن هي في الأصل في خدمة النظام و المخابرات بالتبييض الأسود و ترقيع المرقع.... أما صحافة مصر خاصة المرئية بترسانتها من الصحفيين كانوا في الموعد ولم يخيبوا أبدا رئيسهم المبارك الذي حسبهم قدم لمصر أشياء لم و لن يقدمها أي مصري أخر ... و أما الأحرار التي تتظاهر ضده في الشارع فهم مجرد مشاغبين و أعداء مصر ... هذه هي صحافة الشعب التي تنصر المظلومين و المقهورين و التي ستتغير بمجرد سقوط الطاغية فتصبح من ألد الأعداء و بعدما كانت تطبل و تصفق .... ستصفر له و سوف تعود إلى الأرشيف لتصطاد الأخطاء التي غظت البصر عنها لسنين و لكن لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور....صحافة التي تدعوا إلى تقديس البشر و تزمر يوميا لهذا... فلقد فهمها الشعب بأنها في الأصل تدعوا إلى تقديس الاستبداد و الطغيان وجعله قضائنا و قدرنا لكي لا نشتكي منه أبدا على شاكلة دعاوى شيوخ بائعي فتاوى الأفيون ....و لكن هم أغبياء و جبناء لم يفهموا مقولة نيلسون منديلا عندما قال " أن البقاء للأمة و ليس للأفراد " .
........و جحيمنا سيستمر إلى حين..............
التعليقات (0)