ناقصات أعزكم الله
كثيرة هي السلبيات المنتشرة بين الرجال، والمقصود بالسلبيات هنا النظرة والتفكيرالسلبي تجاه الأشياء ونظرة الرجل السلبية تجاه المرأة فعل سلبي يعززه المجتمع عبر مؤسساته المختلفة وعبر مواقف إجتماعية وأراء دينية يلف حولها الغموض.
تتعرض عقول وحقوق النساء لكم هائل من التجريح والتسطيح ، فيكفي أن تفتح كتاباً فقهياً أو رسالة وعظيه أو منهجاً يٌدرَّس في مدارس البنين والبنات لتكتشف تلك الحقيقة , مناهج وكتب ورسائل تلقينية وعظيه أستندت على الأجتهاد في التفسير والتعبير فأخرجت المرأة بصورة مغايرة لصورتها الإنسانية الأدمية الحقيقية صورة جعلت منها كأن غير مرغوب فيه لأنها سبب للفتنة والإفتتان كيف لا وهي قالب الحلوى اللذيذ! ، بل ستجد أيضاً في مجالس الرجال عبارات مخجلة عندما يحل ذكر المرأة كعبارة أعزكم الله وكأنها من القاذورات وليست بأدمية مثل تلك العبارة وغيرها الكثير ناتج طبيعي لأراء تغلغلت بالعقول على مر السنين وناتج طبيعي للجهل وغياب العقل حتى وإن بدأت تندثر تلك العبارات الإ أن النظرة باقية على ماهي عليه فالنظرة جنسية لا إنسانية وبسببها حٌرمت المرأة من أشياء كثيرة حتى حريتها بالأسواق تٌنتهك بفعل تلك النظرة الحيوانية .
لم يقل رسولنا الكريم عندما ذكر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أعزكم الله بل قال عنها الرسول عليه الصلاة والسلام: «خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء» .
قد يبرر البعض ممن طبع الله على قلبه وعقله مثل تلك العبارات والنظرات والسلوكيات بتبريرات واهيه تستند على حيوانية بغيضة , فالمرأة فتنة تفتن العين والجوارح وهي السبب الرئيسي للحرام, تبرير سنده فهم خاطيء للنصوص وإستناد على عادات وأراء توارثها المجتمع ومن يسوق ذلك التبرير وغيره لم يفهم حقيقة التكوين الغريزي للإنسان ذكراً وإناثا , ولم يفهم نصوص صريحة تأمر الجميع بغض البصر والحياء وضبط الشهوات , ولم يعي ذلك العقل أن خروج المرأة للعمل أو للتنزة أو لحاجة تقضيها لا يبرر إنتهاك خصوصيتها بالتحرش أو بالمضايقة , فهي لم تٌخلق لأن تكن الة لقضاء الجنس وأسيرة لشهوة الرجل الحيوانية , خٌلقت لأمر عظيم عبادة الله والمساهمة في عمارة الأرض!
المرأة نصف المجتمع لها مالها وعليها ما عليها , لكن أن تقع أسيرة لاراء تنال من حريتها وكرامتها , او تقع أسيرة لشهوات البعض فذلك لا يتقبله العقل , فمن يحميها في الشارع والسوق والعمل من نظرات وسلوكيات خادشة ومن ياخذ حقها من ظلم زوج أو عقوق أبن أو غدر زمن والمجتمع الذكوري ينظر إليها نظرة جنسية لا إنسانية , لأن النظرة تحدد طريقة التعامل في نهاية الأمر, من يفكر بتلك العقلية لم يسأل نفسه سؤال من اين خرج إلى الدنيا اليس من رحم إمرأة يقول عنها ناقصة عقل وأعزكم الله, أمة ومجتمع مٌضحك يعيش في سبات عميق وظلام دامس ولن تتغير تلك النظرة وتندثر تلك السلوكيات الإ إذا تغيرت طريقة التفكير والتنقيب والبحث في المسائل والحقائق , فالرأي الواحد قد يدمر أجيال وكم من أراء دمرت الحياة وجعلتها أسيرة للقصص والخرافات وللعبارات والتفسيرات الإجتهادية المخجلة ؟
التعليقات (0)