د .أزهار رحيم
ـــــــــــــــــــــــ
السياسة فن، والإعلام بكل ميادينه فن، حتى السياقة فن... فلماذا لايكون الحب فن.. طالما ان كل ما يدخل في سياق الإبداع والخلق والتغيير هو فن.. فمن البديهي ان يكون الحب هو أرقى أنواع الفنون ما دامت له القدرة على أحلال السلام بديلا عن الحرب، والألفة بديلا عن القطعية والوئام بديلا عن الكره ،، والحياة بديلا عن الموت.. الا يحق للحب ان يوضع في قمة هرم الحاجات الإنسانية التي باستطاعتها إدامة نسخ البشرية على الأرض.. من يطالع الصحف العراقية من الفها ليائها، او يمارس هواية قتل الوقت بالتفرج على البرامج اليتيمة التي تعرضها الشاشات المحلية بطريقة مستهلكة ولا تتحدث سوى عما يجري من شد وجذب سياسي وصراع هنا وهناك ودماء تسفح تحت زغاريد قذائف الهاون الفرحة بموت الأبرياء وعمليات الخطف المبررة بشعارات زائفة ورخيصة لطرد الاحتلال والهدف من ورائها هو سرقة الآلاف الدولارات كفدية من ميزانية دول الضحايا.. وبهذا ينتظم نوع جديد من لصوص مقاومة الحياة الى جيش فيروسات الحواسم..
بعد كل ما سلف,, الا يحق للحب ان نكتب له وعنه ونرعى برعمه الفتي في ارض الفوضى والقرف وزحام مطالب الحياة.. كي نهرب من جلادي العنف وقيود الاحباط الى فسحة الحب التي تمنحنا دفقا حارا نابضا في شرايين الجسد الذي تعب من اغلال ما فتى ان يفك احداها.. ليقيد باخر..
هكذا اعترفت ,, امرأة بأنها تحب.. وتعشق .. وتتحدى كل الفتاوى ودعاوى العيب والممنوع والحرام.. لننشد لحنا حانيا في سمفونية أيامها القاسية، وتتأوه من زلازل قلب كل القواعد التي دأبت لسنين على دق إسفينها في إسفلت كينونتها.. الكل يدعي بان الحب نظرة.. ثم ابتسامة .. ثم سلام.. و .. ولكن حبها بدا بلمس أصابع تلاقت بغير قصد.. وعينان التهمت بعضها عبر أثير مكهرب.. نعم .. أنها تقر بان العينين الكاذبتين اللون.. قد سرقتها من كل ما حولها.. كما سرقت ألوانها من الطبيعة.. فتارة تستعير من لون خضرة الشمس، فتبدوا خضراء.. وتارة من لون زرقة السماء فتبدون زرقاء.. وتارة من لون وجه الأرض فتبدو بلون الحجر.. فهل تستطيع امرأة ان ترفض إبهار كل الألوان في تلك العينين الصافيتين المدهشتين بالبراءة.. لتدفن نفسها في دوامة (لا وقت للحب ألان).. هي تعشق وبدأت تسلق سلم الحب بالطيران الى أعلى السلم، وليس بارتقاء درجاته فبدأت من الشغف والهيام.. لتنتهي بحب هدم كل السدود وأغرقها.. فان كانت تراوغ.. وتناور خلف قناع الاتزان، فليس ذلك سوى لتحميه من انفضاح توسل صمتها امام الاخر.. وهي تعلم انه يابه لما يقوله الآخرون.. ورأيهم لعنه عليهم تحمل الانصياع لها.. لتذبح إحساسهم وفق قانونها الظالم..
ان نادته بسيدها الأوحد.. فلن تكون جارية ولن تثور النساء ممن يطالبن بالمساواة، فهو سيد قلبها الصغير المدمى من ضربات من تلتقيهم على قارعة الحياة.. هو سيدها مادام يمنحها حضنا أمنا، تتكور فيه طفلة هانئه، وغابات خضراء تغرد فوق أشجارها كعصفورة هربت من قفص سجانها، وبراري واسعة تهرول فيها ، كفرس برية نزعت عنها لجام مروضها... فهل تترك فسحات الامل تلك مخافة لوم من نسى ادميته، ومن يدعو لبذر الشوك بديلا عن الزهور.. والانغلاق بديلا عن فتح النوافذ على دواخل الآخرين.. نعم انها تعترف بإثم العشق.. حتى ان كانت تنزف لهفة ورغبة من طرف واحد على باب موصد.. او مفتوح..
كاتبه وصحفية عراقية
التعليقات (0)