مواضيع اليوم

نارٌ ودُخانٌ من اليمن ..

عبدالسلام كرزيكة

2009-09-30 13:11:39

0

 

جاء في أثرنا الإسلامي أن القيامة لاتقوم إلا على ضوء علامات تنبئ الناس باقتراب ذلك ، وجاء فيه أيضاً أن للحدث العظيم علاماتٌ صنف بعضها كعلامات صغرى منها ما جاء في الحديث :((يكون بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا)) .. والوصف النبوي للفتن كقطع الليل المظلم ففي الظلام يفتقد العبد الوجهة الصائبة، ويكون العثار والسقوط والارتطام، للفرد والجماعة والأمة والعالم والجاهل، وترى من يكون نعلا لأقدام الطغاة محللا أو محرما يبيع دينه من أجل الفتات الذي يقذفه له السلطان فنسأل الله العافية....وما جاء في أحاديث أخرى مُتفرقة ما معانيه : أن ترى الحُفاة العراة رعاة الشاة يتطاولون في البنيان ، وأن تلد الأمَة ربّتها ، وترى الكاسيات العاريات ، فساد الأخلاق ، الفساد السياسي ، كثرة الناس السعداء من اللئام الذين لاتشغلهم إ لا أنفسهم ، أن ينسى الناس ربهم ، ذهاب الصالحين ، كثرة القتل واستباحته ، النفاق في العلاقات وقطيعة الأرحام ، كثرة الزلازل ، ظهور أدعياء للنبوة ، ذهاب بركة الأوقات .... وصنف البعض الآخر كعلامات كبرى وهي كما جاء في الحديث : ((إنه لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات: فذكر الدخان، والدجال والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى بن مريم، ويأجوج ومأجوج، وثلاث خسوفات: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم)) ....

ومع كل تلك العلامات والمؤشرات ، ومع ماظهر منها فعلا ، وما ينتظر حتى يحين وقته ليظهر، أردت تسليط الضوء على آخر علامة من العلامات الكبرى : (.. وآخر ذلك نارٌ تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم ) ...

فقياساً على كونها الأخيرة لم يُثني أهل اليمن - على مايبدو - عن إستعجالها بتفجيرهم المُستمر لتلك البراكين من الفتنة الأشد فتكاً من النيران ومِن حمم البراكين، لأنها تأتي على صلة الأرحام فتقطعُها بأبشع طريقة وهي التناحر بين الإخوان  مِن أبناء الوطن الواحد ، والأهم من ذلك أنهم أبناء العروبة الواحدة ، بل الأهم من هذا وذاك أنهم يسجدون لربٍ واحد ، ويتوجهون في ذلك نحو قبلة واحدة ، وتجمعهم في كل ذلك كلمة الحق والتوحيد أشهد أن لاإله إلا الله وأشهد أن محمدٌ رسول الله ...

أليست كل الأطراف مُذنبة مادامت تستبيح دماء بعضها البعض باسم كلمة الله ، والله بريءٌ مما يدّعون جميعاً ومهما كانت دوافعهم وأسبابهم ، وهم في ذلك كمن إحتوتهم (قِدرُ) خارطة وطنهم اليمن وسكب عليهم الشيطان بنزين الفتنة  ، ليحترقوا بها وفيها جميعاً وفي تصور كل طرف أنه سينجو في النهاية مع أن  نيرانٌ كنيران الفتنة لاتدعُ أحداً ولاتذر.

وندعوا الله من هذا المنبر أن يهدينا جميعاً ، ويُطفئ نيران الفتن بين الإخوان وبين البشر ، وأن لايُسلط على بعضنا بأس بعض لأنه أسوأ بأس وأشد بأس ... آمين يارب العالمين.

 

تاج الديـــــــــــــن : 2009




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات