ناديا كومانتشي:ملكة الجمباز

ناديا كومانتشي:ملكة الجمباز

بقلم د صديق الحكيم

فاتحة القول : يقام اليوم الجمعة 27 يوليو حفل افتتاح منافسات دورة الألعاب الأوليمبية التي تستضيفها لندن خلال الفترة من 27 يوليو الجاري حتى 12 أغسطس المقبل على الملعب الأوليمبي بستراتفورد.وبهذه المناسبة التي تتكرر كل أربع سنوات سأفرد مقالي هذا للحديث عن بطلة أولمبية تلقب بملاك الجمباز أوملكة الجمباز وفي قصتها دروس مستفادة لمن يسعي للإتقان
إنها ناديا كومانيتش (ولدت في12 نوفمبر 1961) هي لاعبة جمباز رومانية أبهرت عالم الرياضة أواخر السبعينيات وخاصة في أولمبياد مونتريال عام 1976. أحرزت تسعة ميداليات في مشاركاتها في أولمبياد مونتريال 1976 منها خمس ميداليات ذهبية، وثلاث فضية، وواحدة برونزية.
اللاعبة الرومانية وأسطورة الجمباز العالمي والتي ولدت في الثاني عشر من نوفمبر عام 1962، هذه الأسطورة هي أول منافس رياضي في التاريخ تحصل على علامة 10 من عشرة في حدث جمباز اولمبي، وقد حققت هذه الأسطورة خمس ميداليات ذهبية اولمبية وقد ساهمت بشكل كبير في نشر اللعبة عالميا.
ولدت كومانيتشي في مدينة اونستي في رومانيا، وسبب حملها اسم ناديا هو ان امها كانت تشاهد فيلما روسيا بطلته اسمها ناديا فاطلقت عليها هذا الاسم، وللعلم فقط فان اسم ناديا في الروسية هو ناديازادا ويعني الأمل، وقد بدأت أسطورة الجمباز اللعب منذ طفولتها مع فريق روماني للاطفال أطلق عليه اسم الشعلة.
بدأت حياة كومانيتشي الرياضي في عام 1969 وعمرها تسع سنوات حيث حققت المركز الثالث عشر قبل أن تصبح أصغر لاعب جمباز يفوز بالبطولة الوطنية في رومانيا للجمباز وذلك في عام 1971، ولم يطل الانتظار حتى حصدت ناديا نتائج عملها ليكون الانتصار الأوروبي الكبير عام 1975 بالبطولة الأوروبية حيث حققت الميدالية الذهبية في منافستين وثالثة فضية.
فلم يكن مستغربا ان يتم اختيار كومانيتشي كأفضل رياضية في العالم لعام 1975. بداية نجاح نادي الأسطوري كان في عام 1976 وبالتحديد في اولمبياد مونتريال في كندا، سجلت ناديا في ذلك اليوم أعلى رقم ممكن تحقيقه في اللعبة وهو عشرة (10) ولاول مرة يتم تحقيق هذا اللقب في تاريخ الجمباز، حتى انه في تلك المسابقة لم يكن هناك في لوحة التسجيل اعدادات لتسجيل النتيجة عشرة فاضطرت اللجنة لاظهار النتيجة على شكل 1.00 بدلا 10.0، في تلك الأولمبياد فرضت ناديا نفسها في الفوز بثلاث ذهبيات وفضية (مع الفريق) وبرونزية.
ناديا أصبحت بعد الأولمبياد نجمة اعلامية كبيرة، فجميع وسائل الاعلام الكبرى ركزت على ناديا حتى ان اغنية على طريقة الاوبرا تغير اسم هذه الاوبرا لتصبح ناديا لان قناة الاي بي سي بثتت هذه الاوبرا مركبة على صور لناديا مما اضطر الملحن لتغيير اسما من الشابة التي لا تتعب لتكون ناديا.
وقد اختارها كذلك وكالة البي بي سي كشخصية العام الرياضية حول العالم. كما انه تم تكريمها في رومانيا بلقب بطلة العمال الاجتماعية. في البطولة الأوروبية لعام 1977 كان هناك حدث غير مجرى حياة ناديا، فالرئيس الروماني انذاك طلب من البعثة العودة إلى البلاد طعنا في النتائج، وبعد هذه المسابقة قام الاتحاد الروماني بطرد مدرب كومانيتشي الذي دربها منذ الطفولة وصاحب هذه التغييرات طلاق والديها وبالتالي اضحت نادية حزينة للغاية كما ان لياقتها تراجعت كثيرا.
وفي عام 1978 كانت عودة كومانيتشي لمدربها القديم ديفا واستطاعت بالتالي الفوز في البطولة الأوروبية عام 1979 ليكون هذا هو الفوز الثالث على التوالي لها في نفس البطولة، وفي نفس العام استطاعت ناديا مساعدة فريقها على الفوز بلقب العالم للجمباز رغم اصابة تعرضت لها تسببت بدخولها المشفى لعدة ايام لتلاقي العلاج.
وشاركت ناديا في اولمبياد عام 1980 وحققت ميدالية فضية قبل أن تعلن اعتزالها في عام 1981وعمرها عشرين عاما  واقيم لها حفل تكريم في عام 1984، بعد هذا الاعتزال كان هناك حدث يعرفه السياسيون قبل الرياضيين، هذا الحدث كان عندما تم منع سفر ناديا لاي بلد خارج رومانيا ما عدا روسيا وكوبا وتم منعها من حضور اولمبياد 1984 في لوس انجلوس،
وصبرت على هذه الاقامة المفروضة عليها حتى عام 1989 لتهرب هي ومجموعة من الشباب في رحلة طويلة مرت في المجر ثم النمسا لتنتهي في أمريكا لتبدا مرحلة الهجوم عليها في رومانيا والتي لم تدم طويلا لان بعد هربها باسابيع كان انقلاب 1989 في رومانيا والذي اسقط النظام الدكتاتوري في بوخارست. ويذكر ان ناديا تزوجت في اوكلاهوما في الولايات المتحدة وأصبحت مواطنة أمريكية في عام 2001 واستعادت في نفس الوقت حق مواطنتها الرومانية التي سحبت منها قبل أن تصبح اما في عام 2006.
خاتمة القول :كانت هذه قصة نادية كومانتشي وفيها من الدروس المستفادة علي المستوي الرياضي والحياتي
للتواصل مع الكاتب (231)sedeeks@yahoo.com