مواضيع اليوم

ناجي العلي: 20 عاما على اغتياله

إدريس الهبري

2009-02-24 13:07:15

0

"احذروا "ناجي" فالكون عنده أصغر من فلسطين، وفلسطين عنده هي المخيم، إنه لا يأخذ المخيم إلى العالم، ولكنه يأسر العالم في مخيم فلسطين.. ناجي لا يقول ذلك، ناجي يقطر، ويدمر، ويفجر لا ينتقم بقدر ما يشك، ودائمًا يتصبب أعداء، وليس فلسطينيو "ناجي" بالوراثة وحدها، كل الفقراء في عالم ناجي فلسطينيون، والمظلومون والمسحوقون والمحاصرون والمستقبل والثورة.. كلهم فلسطينيون.." محمود درويش

 


ولد ناجي حيث كانت ولادة المسيح، بين طبريا والناصرة، في الشجرة بالجليل الفلسطيني الأعلى...هناك، في مخيم عين الحلوة كبر ناجي، تهجى بريشته وجه لوحته الأولى...اكتشفه الرائع صانع "رجال في الشمس"...فشهد ناجي لهذا الأب الاستثنائي بالجميل:..."المرحوم غسان كنفاني هو الذي اكتشفني وقدمني للإعلام، ففي إحدى زياراته الدورية لمخيم عين الحلوة وقع على ثلاثة رسوم لي وضعها تحت إبطه ومضى، وبعد فترة فوجئت بها منشورة في مجلة الحرية حيث كان يعمل في تلك الفترة؟
لم تصدق عيناي ما رأتا ولا كذلك قلبي الذي أخذ يتراقص فرحًا بهذا الإنجاز الكبير، شعرت بعد ذلك أن غسان كنفاني هو أب من نوع استثنائي خاص.. أب للإبداع يكتشفه ويقدمه ويشجعه على المضي في المغامرة"...
و بعد حين، ولد حنظلة (1969)...كان ناجي يحبه، يعشقه إلى حدود الحلول المتبادل بينهما...قال عنه - ذات مرة - بكل فخر: "هذا المخلوق الذي ابتدعته لن ينتهي من بعدي بالتأكيد، وربما لا أبالغ إذا قلت إنني قد أستمر به بعد موتي"...
كانت أبجديات ناجي الكاريكاتيرية ثرية...علم..قلم..أرقام..بيروت التي كان يرى فيها العلي خط الدفاع الأول عن فلسطين..الكوفية..شخصيات العلي الخيّرة: حنظلة وفاطمة وزينب والزلمة...الخ...
سلط ناجي ريشته لفضح الفساد و المفسدين..لكشف عورات المنبطحين..لإسقاط أقنعة المتخاذلين المتراجعين..كان العين التي لا تنام..كان السوط الذي جلد ظهور زناة السياسة وبائعي الهوى للعدو...
فكان أن أعلن بذلك الخروج من بيت الطاعة..انحاز لمن هم تحت..اختار أن يكون بدلا من أن لا يكون..وهو يؤمن بالقضية..يقدم روحه قربانا لها..قال ناجي ذات مرة: « إلي بدو يكتب عن فلسطين، وإلي بدو يرسم لفلسطين، بدو يعرف حاله ميت، أنا مش ممكن أتخلى عن مبادئي ولو على قطع رقبتي»...وكأنه كان يؤثث المشهد الأخير ويرتب قطعه السينوغرافية ليلعب دور الحياة المناهض للموت...
يروي نضال حمد:"حوالي الساعة 13 : 5 من بعد ظهر أربعاء 22 / 7 / 1987 وصل ناجي العلي إلى شارع " اكزويرت بليس" أ . س دبليو 3 ثم مشى عبر شارع "درايكوت افنيو" إلى شارع "ايفز" في وسط لندن حيث تقع مكاتب "القبس- الدولية". توجه سيراً على الأقدام في اتجاه مبنى مكاتب الصحيفة لقطع مسافة لا تزيد على 30 متراً. وروى أحد زملائه في الصحيفة أنه رأى ناجي وهو يسير باتجاه المبنى من نافذة غرفته المطلة على الشارع حيث كان يتتبع خطاه شاب "شعره أسود وكثيف" يرتدي سترة من نوع "الجينز" لونها أزرق فاتح من طراز "دينيم", وبعد ذلك بثوان عدة سمع دوي ناري نظر على أثره من النافذة فوجد ناجي ملقى على الأرض، في حين شاهد الشاب الذي كان يتعقبه يلوذ بالفرار إلى جهة مجهولة من شارع " ايفز" الضيق."..."في مقبرة بضواحي لندن يرقد الشهيد ناجي في القبر رقم 230190. لم يسمحوا له بقبر في المخيم، ولم يسمحوا له بقبر في الشجرة تحت شجرته الباقية أطول عمراً من تاريخ الغوغاء."...
اليوم 22 تموز (يوليو) 2007 يكون ناجي العلي قد أكمل العشرين عاما في عالم الشهداء الأحياء، عالم الرجال الذين طاولت جباههم قمم الجبال...في مثل هذا اليوم رحل ناجي، لكن ظل حنظلة روحه التي لا تفنى، يحكي لنا عن رائع بنى عالمنا من أبيض وأسود، وعينه حارسا أمينا عليه..يمنحه الحياة والبقاء الذي يستحق...




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !