مواضيع اليوم
غزة- - مروان المجدلاوي: قصفت إسرائيل أمس مقر عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في مدينة غزة ما تسببت باشتعال النيران داخل المقر وإصابة 3 من موظفيه، وذلك في سياق يوم عاصف بالغارات والقصف الشديدين على مناطق القطاع، وصفته مصادر فلسطينية بأنه الأعنف على الإطلاق منذ بدء العدوان قبل عشرين يوما. وتزامن القصف غير المبرر للمؤسسة التابعة للأمم المتحدة، مع وجود الأمين للمنظمة الدولة بان كي مون في إسرائيل، في مهمة ترمي إلى "وقف إطلاق النار". وقال عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي لـ"الأونروا" في غزة، إن العديد من القذائف الإسرائيلية سقطت في مقر العمليات بحي الرمال "غربي غزة" الذي يعتبر المقر الرئيسي في منطقة الشرق الأوسط، مما أدى إلى إلحاق دمار كبير به واشتعال النيران داخله، مشيرا إلى أن المبنى يحتوي على مخازن تضم أطنانا من المواد الغذائية. وأعرب بان كي مون عن احتجاجه وغضبه الشديدين بسبب هذا القصف، بالرغم من تقديم رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي ايهود أولمرت "أسف حكومته" على هذا الفعل. وقالت مصادر في الوكالة الأممية إن خمس قذائف سقطت على المبنى، ثلاثة منها فوسفورية، وأضافت أن المبنى كان يستخدم أيضا كمأوى لمئات الفلسطينيين الفارين من الهجمات الإسرائيلية المستمرة منذ 20 يوماً. وأثبت القصف الجديد أن الحرب العدوانية المفتوحة التي تشنها إسرائيل على غزة منذ نحو ثلاثة أسابيع، هي حرب إبادة شاملة، تستهدف مقدرات الحياة من مأوى وغذاء قبل أي أهداف عسكرية، إن وجدت، ولا تراعى حرمة أي منظمة دولية حتى وإن كانت الأمم المتحدة. ويوم الأربعاء أطلقت طائرة استطلاع اسرائيلية صاروخا على سيارة كانت تحمل إشارة الأمم المتحدة، ما أدى إلى إصابة السائق بجراح متوسطة نقل على أثرها إلى المستشفى. وكان الجيش الإسرائيلي قد استهدف ثلاث مدارس تأوي لاجئين فلسطينيين فروا من القصف العنيف في شمال وجنوب قطاع غزة. وكان أبرزها ارتكاب مجزرة بشعة في مدرسة الفاخورة في جباليا شمال قطاع غزة الثلاثاء قبل الماضي، ما أدى إلى استشهاد 46 فلسطينيا وإصابة العشرات بجراح. وبفعل القصف العنيف الذي يصل الليل بالنهار أصبح قطاع غزة عبارة عن "كتلة من المأساة"، جعلت الكثير من الضمائر الحية في العالم تنتبه لما ترتكبه إسرائيل من جرائم ضد الانسانية، ودفع الكثير من المنظمات الحقوقية إلى تصعيد مطالبها بضرورة محاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين. ولاحظ مراقبون اهتمام وسائل الإعلام الغربية، حتى تلك المحسوبة تقليديا على إسرائيل، بفضح الجرائم من خلال التغطية الكبيرة للحرب الإسرائيلية ونشر صور الأطفال والنساء والعجزة من الضحايا الذين يسقطون بالعشرات يوميا. وقبل أن تغرب شمس الخميس، بلغت حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ بدئه، نحو 1073 شهيدا وأكثر من 5000 جريح، وتوقعت مصادر طبية ارتفاع الحصيلة مع دخول عشرات الآليات المدرعة إلى وسط منطقة تل الهوى في جنوب غرب مدينة غزة، وهي أول منطقة مكتظة بالسكان يدخلها الجيش الإسرائيلي. واتهمت صحيفة "التايمز" البريطانية "المحسوبة تقليديا بدعم إسرائيل" في تحقيق أعدته مراسلتها من القدس المحتلة شيرا فرانكيل، باستخدام قنابل الفوسفور الأبيض لضرب المدنيين. وأكدت الصحيفة "العثور في حي الشيخ عجيلين غربي مدينة غزة على بقايا شظايا وقذائف الفوسفور الأبيض، إذ وُجد على غلافها الخارجي دمغة مكتوب عليها الرمز "M825A1". ونقلت الصحيفة عن شهود عيان قولهم إن تلك القذائف التي تم العثور عليها في المنطقة المذكورة كانت قد أُلقيت في التاسع من الشهر الجاري، وتم الاحتفاظ بها لتشكل الدليل على استخدام الجيش الإسرائيلي للقنابل الفوسفورية في قصفها لغزة. من جهتها نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن طبيبين نرويجيين، هما مادس غيلبرت واريك فوسي، قضيا الأيام العشرة الأولى من الهجوم الاسرائيلي في القطاع قولهما "إن الوضع في مستشفيات غزة كان أشبه بالجحيم". وقال أحد الطبيبين "ان مستشفى الشفاء كان اقرب الى مشهد من جحيم دانتي"، وتابع يصف "فكرت +لا بد أن الجحيم يكون كهذا+. كل الصراخ، كل اليأس، كل الدماء، كل الاعضاء المبتورة"، مستحضرا يوم تعرض سوق الخضار في غزة للقصف في الرابع من كانون الثاني- يناير. وكان هارالد فين، وهو جراح بريطاني أمضى أسبوعين داخل قطاع غزة، روى لصحيفة الديلي تيليغراف مشاهداته عن مظاهر "الذعر والمعاناة المرَّة التي يحياها سكان القطاع تحت القصف الإسرائيلي." وتنقل الصحيفة عن هذا الجراح، قوله: "لقد عملت في مناطق الحروب من قبل، لكن عدد الأطفال الذين يعانون من إصابات مروِّعة كتلك بلغ حدا كبيرا، في إشارة واضحة إلى حجم الجريمة الإسرائيلية التي ضربت الغرب في الصميم. |
التعليقات (0)