علي العربي ( نابليون بونبرت )
مدير المدرسة ، صاحب الخيزرانة الخاصة بالفلقة ، مدرس الاجتماعيات الى جانب مهمته كمدير للمدرسة ، كان فلسطينيا متميزا ، محبا لفلسطين لدرجة ملحوظة جدا ، في رحلة مدرسية ، رافقنا فيها ، وقفنا امام نهر الاردن ، من جهة الحمة الاردنية ، طريق العدسية..ز اوقف الباص ، ونزلنا واحدا واحد ..ووقفنا على شكل نصف دائرة ، وقف في الوسط ، وادار لنا ظهره ، ووجوهنا جميعا نحو الغرب ، امامنا بيارات البرتقال والحمضيات ، وهي مثمرة ، بالبرتقال والكلمنتينا والبوملي والليمون .. رفع ذراعيه على امتداد كتفيه وقال بصوته الجهوري المعروف :
استنشقوا رائحة فلسطين ... هل ترون تلك الجبال ..هل ترون تلك البيارات .. انها فلسطين الحبيبة .. ومن ذلك اليوم حرصت ان اتبع كلمة فلسطين في كلامي بالحبيبة فلا اقول فلسطين الا واقول فلسطين الحبيبة ..ولكثرة ما ارددها اصبح بناتي يرددن هذه العبارة مثلي .
درست في مدارس الوكالة ( مدرسة ذكر مخيم الحصن – قبل ان يتحول اسمه الى مخيم الشهيد عزمي المفتي - )طوال المرحلة الابتدائية والاعدادية ، وتقلب على المدرسة اكثر من مدير ، ثم انتقلت الى مدرسة الحصن الثانوية للبنين لدراسة المرحلة الثانوية ، وتقلب عليها اكثر من مدير ، ثم تشاء الاقدار ان اعمل في مجال التعليم ، في الاردن وخارجها ، وقدر لي ان ارى الكثير من مدارء المدارس طوال فترة الخدمة ، واقسم بالله انني لم ارى مديرا كمثل المدير الاستاذ علي العربي ..
كان جنرالا معتزا بنفسه اكثر مما يتصور أي انسان ، كان يمشي مشيتا تقول للارض اهتزيهذا علي العربي ، لم اره قط خارج هندامه الرسمي ..البدلة وربطة العنق ، وعصا المارشالية تحت ابطه ، يتجول بين الطلاب وفي الصفوف ومرافق المدرسة كجنرال يتفقد جيشه العرمرم ..
كانت لهيئته وطلته ومشيته وحديثه بالفصحى حين يتكلم ..هالة تحيط به ، وتجعل كل من يراه او يكلمه يشعر بعظمته ومهابته وسلطانه ..كان جنرالا بكل معنى الكلمة .. ولهذا كله استحق الى اليوم لقب (نابيلون بونبرت )ولا تزال ذاكرة الكثير من ابناء ذلك الجيل يتختزن الكثير من القصص والحكايات عن ( نابيلون بونبرت – علي العربي ) كما لا يزالون يحتفظون بكل معاني الاحترام لشخص هذا المدير المتميز .
التعليقات (0)