الزحامات المرورية الخانقة وكثرة نقاط التفتيش لغرض بسط الامن والقاء القبض على الارهابيين واصحاب السيارات المفخخة كما يقولون, وغير المفخخة واقصد المسروقة واصحاب المركبات الذين لم تسجل بعد باسماءهم,كل هذا جعلني غالبا ما اسلك الطرق المختصرة وغير المزدحمة, من اجل الوصول الى مكان عملي وقضاء مشاويري,لعلي اصل المكان المقصود بشكل اسرع, واكسب بعض الوقت,
ولكن يبدو ان هروبي المشروع هذا من الزحامات ونقاط التفتيش, قد ان اوانه لينتهي, وان اعود نادما لها ,بعدما اصطدمت بعقبة اخرى,
الا وهي عقبة المشاريع الخدمية التي باتت تنتشر في اغلب مدن وشوارع العاصمة بغداد ,
وقد يتساءل البعض كيف اصبحت المشاريع الخدمية عقبة امام الناس,سيما ان تعدد المشاريع شيء يبعث على التفاءول والاطمئنان ,بان امانة العاصمة وغيرها من الدوائر الخدمية تعمل على توفير الخدمات للمواطن,
نعم لقد اصبحت عقبة ليس امامي فحسب بل امام الجميع,والا ماذا يعني ان تحفر الشوارع وبعمق امتار لغرض مد شبكات مياه الصرف الصحي ومياه الشرب,وتترك لشهور,او سنة, او اكثر ,وعندما نسأل عن السبب, نجد الجواب يكون كالاتي :
لقد هرب المقاول المسؤول عن المشروع!
تخصيصات هذا المشروع غير كافية!
ننتظر اقرار الموازنة العامة للبدء بالمرحلة الثانية من المشروع!
هذا المشروع من المشاريع الاستراتيجية ويتطلب وقت اكبر من المحدد لانجازه!
وغيرها من الاجوبة التي اعتدنا على سماعها, ناهيك عن حكاية (المقرنص) فمخلفاته وانقاضه لازالت على جوانب الطرقات, والارصفة ترفع وتستبدل باخرى كل سنة, والشوارع تعبد بين الحين والاخر,
اما المشاريع الوهمية فما زالت الطريق الاسهل والاقصر لنهب الاموال ,ويكفي وضع لوحة اعلانية كبيرة يكتب عليها اسم المشروع الى جنب لوحة امانة بغداد
(نأسف لازعاجكم..نعمل لخدمتكم)
وبما ان الحديث يدور في فلك المشاريع الوهمية فانه يجرني الى حكاية ذلك المهندس المعماري الذي سئل عن اجمل واسرع عمل انجزه في حياته واكثره ربحا؟ فاجاب :كثيرة هي الاعمال التي انجزتها, والاعم الاغلب منها يتصف بالجمال والروعة في منظوري والاخرين,وتتفاوت سرعة انجازها من واحد لاخر,ورغم كثرة اعمالي الا ان ذلك لم يدر علي بالمال الوفير,الا اني اعتز بهن جميعا واحسبهم مثل اولادي,ولكن يبقى هناك عملا مميز في حياتي,فقد انجزته بسرعة فائقة جدا , اتسم بروعة التصميم ,وجماله الاخاذ,وجنيت من وراءه اموال كثيرة,وما هو ذلك العمل ؟
انه الجسر.
أي جسر؟
الذي يربط جانب هذه المدينة بالجانب الاخر,
واين يقع؟
فاشار الى النافذة, انظر اليه,ما اروعه,
نظر, اني لا ارى أي جسر علما ان بصري 6/6 ,
عندها اجاب المهندس : بالطبع انك لم ولن تراه من النافذة,والافضل ان ارسمه لك على الورق حتى تراه بوضوح لانه غير موجود الا على الورق فقط!!!
ان الاجدر بالدوائر المسؤولة عن تلك المشاريع ان تضع لوحة
(نأسف لخدمتكم .. نعمل على ازعاجكم ) بدلا من كتابتها بالعكس فالموشرات الموجودة على ارض الواقع تتماشى مع هذا الشعار , واعتقد انه لا يوجد مبرر للاسف والاعتذار.
التعليقات (0)