مُغلق للصلاة
ستة أعوام ومجلس الشورى لم يحسم دراسة إغلاق المحلات التجارية والأسواق الساعة التاسعة مساءً وبالتالي هيّ ليست بموضع التطبيق وستستمر بموضع التعليق إلى أن يشاء الله، مُبررات الإغلاق أمنية وإقتصادية واجتماعية وصحية أيضاً هكذا يقول عنها المختصون والمؤيدون فمدننا لا تنام مُبكراً بسبب المولات والتسوق الإستهلاكي الذي لا ينتهي ولذلك تبعات لا يجهلها عاقل ، تلك الأسواق والمجمعات تُغطي جزء من حاجة المجتمع للترفية فهي مكان للنزهه وسط غياب المسرح والفعاليات الفنية والمعرفية المتميزة، إغلاق المحلات التجارية الساعة التاسعة يعني عملياً ضبط ساعة الأفراد وتنظيم أوقاتهم رغم من يرى في ذلك الإغلاق إن تنفذ ضرر ، الذي لا يفهمه البعض أن دراسة إغلاق المحلات التجارية المعطلة بمجلس الشورى لا تشمل الصيدليات ومحطات الوقود المنتشرة على الطرق السريعة بل تشمل المولات وسلسلة المطاعم ومجاميع السوبر ماركت التي غزت الأحياء بكثرةِ لا يعلمها إلا العاملين بالبلديات ووزارة التجارة ، جميع المحلات تُغلق أبوابها مع ارتفاع صوت الأذان من صلاة الظهر وحتى صلاة العشاء وهذا يعني هدر ساعتي عمل ومن أجل ذلك يعمد أصحاب المحلات إلى تعويض تلك الساعتين بتمديد العمل حتى الساعة الثانية عشرة ، اذا أغلقت المحلات الساعة التاسعة فتمديد ساعات العمل ستصبح من الماضي وبالتالي يتوجب البحث عن طريقة لإيقاف هدر الوقت والضرر بصاحب المال والمتسوق الذي يلزمه العرف والتوجيهات المكتوبه بالتوقف عن التسوق حتى إنقضاء وقت الصلاة ، الطريقة المُثلى والتي لا ضرر منها ولا تُخالف نصاً قرأنياً أو نبوياً هي ترك المحلات التجارية والأسواق تعمل وقت الصلاة وترك الناس تتسوق وتتبضع في تلك الأوقات بلا قيدِ أوشرط فالأمر الرباني مخصوص بصلاة الجمعة دون غيرها وهذا واضح وجلي بالقرآن الكريم ، الصلاة لا تعني تعطيل مصالح الناس والإضرار بهم هي تعني وبشكلِ مُبسط التواصل الروحي والجسدي مع الله وفق شروط وأركانِ مُعينة ، إلزام الناس بترك أعمالهم ومصالحهم وقت الصلوات وإلزامهم بصلاة الجماعة تشدد منافِ للقرآن والسنة فالله لا يكلف الأنفس إلا بحسب ما تُطيقه وهذه قاعدة غفلنا عنها كثيراً ، يقول قائل أهل الذكر اعلم ونسي أن أهل الإقتصاد وعلم الاجتماع والفرد المتضرر أعلم أيضاً لكن الأعلم الأول منهزم بينه وبين الواقع تنافر وجماعته منقسمة وبينهم خلاف عظيم لا إختلاف رحيم بينما الأعلم الثاني بينه وبين الواقع إنسجام و بسبب ذلك فهم الأشياء على حقيقتها ونظر إلى المقاصد والمصالح بعينِ ثاقبة ، إغلاق المحلات التجارية والأسواق ومن في حُكمها التاسعة مساءً لا ضرر فيه الضرر الوحيد يكمن في إغلاق تلك المحلات والأسواق بعد كل آذان وجلوس المتسوقين على الأبواب بحججِ فقهية قديمة يغلب عليها الإجتهاد لا النص الواضح الصريح .
@Riyadzahriny
التعليقات (0)