مُضيفة طيران
البعض لديه حساسية تجاه بعض الأعمال التي انخرطت بها المرأة مؤخراً تلك الحساسية تعود إلى النظرة المتوارثة تجاه ذلك الكائن الذي صوره الخطاب الديني المتطرف و بعض العادات والتقاليد بصورةِ قبيحة فهو عارُ وشيطانُ يفتن البشر وكارثة يجب الحد منها بأي وسيلةِ كانت ، لم يرق للبعض عمل المرأة في محلات بيع الملابس الداخلية فأخذ يشن عليها الحملات حتى وصل الأمر إلى التهديد بالدعاء على وزير العمل آنذاك بمرض السرطان واتهام أُسر من ستعمل بالدياثة ، لم يلتفت المجتمع لنائحات الصحوة فقد تجاوز خطابهم و بات على دراية بمكارثية خطابهم الذي يُعبر عن العقلية الضحلة لقائله وإضطراب نفسية من يؤمن به ، بالأمس القريب أعلنت طيران ناس عن قُرب إنخراط الفتاة السعودية للعمل على متن طيرانها كمُضيفة بعد عقود طويلة من غيابها تحريماً إستناداً على فتاوى بشرية جعلها البعض مقدسة لا تقبل النقض أو الترك ، دخول المرأة لسوق العمل وعملها في قطاع الطيران كمضيفة ليس عيباً فهي تعمل من أجل الكسب المالي وتحقيق الاستقلال الذاتي وهذه خطوة ستكون متبوعة بالعمل ككابتن طيار وموظفة بالخدمات اللوجستية بذلك القطاع الذي سيطرت عليه جنسيات محددة .
العمل حق وليس منه ولا فضل وليس عيباً أن تعمل المرأة وتكسب المال ولا يوجد في الدين الإسلامي ما يمنع المرأة من العمل لكن هناك من اصطنع إسلاماً ووضع ضوابط وشروط مُجحفة فالممانعون يرون في عمل المرأة شر وبلاء لأنه سيتسبب في خلع المرأة لحجابها وسيكون وسيلة لوقوعها في براثن الخطيئة وخروجها على القيم والعادات التي تضع الرجل عالياً والأنثى في أسفل القاع ،كل ذلك مجرد هراء لا أصل له فالحجاب أمرُ مختلف فيه وهو عاده أكثر من كونه عبادة لن يكون العمل وسيلة وغطاء لممارسة الجنس ومواعدة العُشاق ولن يكون "العمل" سلاحاً تحارب به المرأة أسرتها ومجتمعها بل هو حق ووسيلة تحقق للنفس حاجاتها ورغباتها فالعاطل عن العمل ذكراً كان أم أنثى كالميت الذي لم يعد له أي دور في الحياة ، بعد عقود طويلة من الممانعة والتحريم هاهي المرأة السعودية تنخرط بسوق العمل تعمل وتكافح وتُسهم في البناء كالرجل تماماً فهي ليست للفراش كما تعتقد الغالبية العُظمى بل هي للحياة أيقونه إن غابت أو غُيبت فعلى الحياة بكامل تفاصيلها السلام.
التعليقات (0)