مواضيع اليوم
مـَحْــَرم معاليها (1-3) الجزء الأول كانت الشيخة ( فريال مشبب ) منكبةٌ كعادتها على كُتبها في مكتبتها تعد لدرسها الفقهي الأسبوعي لطالبات دار (عاتكة لتحفيظ القران الكريم) وبما أنها قد بلغت في الشرح إلى كتاب ( العتق ) فقد كانت تؤصل مسألة عويصة شاب فيها كثيٌر من طلبة العلم السابقين واللاحقين وهي : حالةُ إذا كان رجلين قد اشتركا في أمه أو كما يقال في اللغة العصرية الدارجة ( تقاطوا) فيها ثم أعتقها أحدهما فما الحكم ؟ هناك من العلماء من قال أنها تكون يوماً أمةً ويوماً رقيقة وهناك من قال بل تكون في أول النهار أمة وفي أخره رقيقة وعليه فهناك عدة مسائل : لو تلف بعض جسدها كثدي أو نحوه فهل يهلك على من أعتق أم على صاحبه الآخر ؟ ولو قال من لم يعتق : أريدها ليلاً فهل يجاب لذلك ؟ ولو شارطت الأمة ( سيدها) الذي من لم يعتق وقالت سأكون عندك أسبوعا أو شهراً على أن أكون الأسبوع الآخر أو الشهر الآخر حرة فهل لها ذلك ؟ وماذا لو تقاسم الرجلين جسدها فقال الأول: لي جزئها الأعلى ولك الأسفل أو العكس ودفع من أخذ الأسفل الأرش وتراضوا على ذلك فهل يجابون لذلك ؟ وماذا لو اعتدى أحدهما على قسمة الآخر فاستمتع منها بقسم صاحبه هل يُعزر ؟ الخ وكانت الشيخة فريال حفظها دائماً ما تُرجّح القول الذي يصب في مصلحة الأمة تماشياً مع حقوق الإنسان ( وخصوصاً المرأة ) في الإسلام ومع ( فلسفة) و( مقاصد الشريعة ) التي حفظت للمرأة حقها قبل .... الخ وفجأة وهي منغمسة في الطيبات و الملذات المباحة ( مال أول) وإذا برسائل الجوال تنهمر على هاتفها المحمول تهنئها بالمنصب الجديد وظنت باديء الأمر أن الأمر لا يعدوا أن يكون مزحة أو لعله أضحوكة شوال( أسلمة كذبة أبريل) لكن الأمر وصل إلى حد جعلها تتصل ببعلها (لؤي ) لتستنكه منه الأمر ...فلم تصدق ما سمعت من بعلها ... (أنا أُعين وزيرة ) قالت وهي تكلم نفسها ثم أردفت : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ... والله إنه ليوم الجوائز للقامعين والصابرين على مجالدة بني لبرل وأبناء علمن ومن لف لفهم ودار في فلكهم ... وضعت قلمها ومحبرتها وصوبت نظرها نحو لوحة معلقة على أحد الجدران في المكتبة وكأنها تتأملها لأول مرة وتعيد قرأتها بعناية كان مكتوب عليها ( جو خالي من المنكرات ... تَطهّر من المنكرات قبل أن تتجاوز هذا الخط) مع رسومات معبرة للشجاع الأقرع وشيئاً من الزفرات الصامتة وما تيسر من الدماء المختلطة بدموع التائبين .. والفضل يعود لـمرسام الفرقة الناجية ( تعريب الفوتوشوب) كانت تلف مع تلك اللوحة شريط ذكراياتها وتتذكر معها خطواتها الأول في ( الالتزام) في دار عاتكة للتحفيظ القران الكريم وسويعات الأنس مع الأخوات وأيام ( الشقاوة) السياسية عندما شاركت في مظاهرة ( مكافحة النَمَص) أمام مبنى وزارة الإعلام ومشاركتها في اعتصام ( قامعات من أجل التغيير) للمطالبة بحظر عباءة الكتف وأدوات التشقير و( حاملات النهود ) . ولا يمكن أن تنسى يوم تخرجها من دار عاتكة و تقلدها أول المناصب في حياتها : ( مساعدة حاضنة ) في مكتب توعية الجاليات قسم المسلمات الجدد وكانت مهام وظيفتها تنحصر في التكبير والدعاء للمسلمات الجدد بالتثبيت والبكاء أو التباكي وبعد الجد والمثابرة رُفعت إلى ( حاضنة ) ومهمتها احتضان المسلمة الجديدة مع زميلاتها الحاضنات الأخر وتدرجت في المناصب الدعوية حتى مَنّ الله عليها وعلى شباب وشابات الصحوة أن كانت أول جارية تعين وزيرة... ثم تنهدت وهي تتمتم : ( لقد جاء ما يسؤكم بني علمن ) . وفي اليوم التالي أخذت صاحبة المعالي الشيخة فريال تتجول في خِـوان المنزل ( تعريب صالة ) ثم التقطت إحدى الصحف الليبرالية التي كان لا تلج بيتها إلا إنها دخلت هذا اليوم للضرورة لتقرأ ردود أفعال الكتاب والكاتبات من فصيلة ( الليبراليون الجدد ) كما كان يروق لها أن تسميهم . كان ا المنشت الرئيسي لصحيفة ( لبراليٌ أنا أخشيني ) : [ نصوم .. نصوم ونفطر على بصله ... فريال وزيرة] وعنوان آخر: [... والشرق الأوسط راح إصلاحه بلاشي... قراءة في توزير فريال ... بقلم دحيم الرشدان ] ألقت تلك الصحيفة من يدها وهي تبتسم ابتسامة الغضبان وتردد ( قل موتوا بغيضكم) ثم أخذت تتصفح جريدة ( الصحوة اليوم ) وكان عنوانها الرئيسي : [ تعيين صاحبة الفضيلة الشيخة فريال مشبب وزيرة لشئون المرأة ] وفي مكان آخر [ ثقة ولاة الأمر بالمشائخ وطلبة العلم تتجدد : قراءة عقدية في توزير الشيخة فريال ... بقلم ماجد الحمد ) بعد قراءتها للمقال تناولت بُراق الجُحْفَة ( تعريب الريموت كنترول) وفتحت على قناة المجد وإذا بها قد أعدت برنامجاً تفاعلياً عن الحدث استضافت فيه مجموعة من المشائخ وطلبة العلم وعلى رأسهم الشيخ محمد العرفي لـ ( يحلّل) الحدث من الناحية الاستراتيجية بحكم تخصصه في التحليل السياسي الاستراتيجي المؤصل بالكتاب والسنة وأقول السلف وما تيسر من فتاوى الخلف وكانت الرسائل في أسفل الشاشة تتقاطر فرحاً بنصر الله بعد جفاف وسنين عجاف عاشتها الصحوة المباركة بعيدة عن مراكز صناعة القرار هذه الاخت في الله ( أنين الجهاد) تقول : ( ياقاهرتهم يافريال ) والأخ ( صائد الجواري) يقترح إجازة رسمية اليوم في كل حلقات تحفيظ القرآن بشقية ( الجواري والغلمان) والصيام واحتساب الأجر لولي الأمر . تنهدت ثم قرأت وردها اليومي وانطلقت لمطبخها لتجهز القهوة والشاي لضيوفها ( أعضاء الهيئة الشرعية ) الذي عينتهم البارحة من المشائخ وطلبة العلم الذي سيحتسبون في مراقبة أعمال الوزارة من الناحية الشرعية ويرسموا خططها واستراتيجيتها المستقبلية ... طبعاً برئاسة الشيخ سليمان الخرشان حفظه الله ورعاه . يتبع ... ملاحظة: الأحداث والشخصيات خيالية لا علاقة لها بزمان ولا مكان . | |
التعليقات (0)