مواضيع اليوم

ميّتٌ يَخْتِنُونَهُ.ا..

جمعة الشاوش

2011-06-04 10:33:21

0


كثيرة هي النكت السياسية اللاذعة التي تداولها الشعب التونسي قبل الثورة للتعبير عن سخريته من واقعه السياسي والتنفيس عن كبته.كانت هذه النّكت تفضح،إلى حدّ كبير، رداءة مؤسسة الحكم على مستوى هرم السلطة وتكشف انفرادها بالرأي إلى حدّ أنّ الاختلاف في تشخيص الأوضاع،إن جاز حدوثه،فهو لا يكون إلاّ بين الرئيس المطاح به وزوجته "حاكمة قرطاج"،وأنه لا يحُقّ لأيّ طرف الانحياز لموقف أحدهما دون الآخر وإلا كان مصيره اللعنة وفقدان الجاه والامتيازات.وكم يكون الاختبار صعبا وتكون المهمّة شديدة الإحراج حين يجد المقرّبون منهما من ذوي المناصب القيادية في هرم السلطة أنفسهم مدعوين اضطرارا للإدلاء برأيهم أو شهادتهم حول ما اختلف بشأنه "الزوج الرئاسي"...من ذلك أنّ الخيال الشعبي التونسي وهو منشغل بفساد حكمه ابتدع،فيما ابتدعه من نكت مستلهمة من تفاهة الرأي والرأي المخالف في القصر الرئاسي،طرفة تقول(بتصرّف):
ركب الرئيس زين العابدين بن علي سيارته مصحوبا بزوجته ليلى الطرابلسي وكبير مستشاريه بغرض الفسحة في شوارع العاصمة.توقّف عند تجمّع شعبي،وهو الذي ينزعج من التجمعات الجماهيرية التي لا تكون بإذن منه ولغاية تمجيده،لفت انتباهه ترديد شعارات أقرب ما تكون إلى الابتهالات فخلص إلى استنتاج أنّ القوم مجتمعون لتشييع جنازة مستفسرا زوجته بالقول:"إنه ميّت يُشيّعون جنازته،أليس كذلك؟.."
أجابته مصحّحة جازمة:"بلى،إنه موكب خِتَانٍ،ألم تشُمّ رائحة البخور؟"
وإزاء إصرار كلّ منهما على صحّة استنتاجه،تحوّل الحوار بينهما إلى صياح وشجار انتهى باتفاقهما على الاحتكام إلى كبير المستشارين الذين كان يُرافقهما دون أن ينبس ببنت كلمة.طلبا منه الإجابة على السؤال التالي:
"ماذا ترى،هل الموكب الذي تشاهده لميّت أم لِخِتَانٍ؟"
أجاب كبير المستشارين الخبير بهما:"المعذرة،إني أرى ميّتا يختنونه..."
كان لا بدّ أن يهتديَ كبير المستشارين إلى حلٍّ لا يُغضب الزوجين معا وإلا ساءت عاقبته.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !