ميلادُ آيــة
مِنا مَن يُحسن الحديث عن نفسه ، ومنا من يجد صعوبة في ذلك ، ومنا مَن يتففن في إبراز نفسه مع كل ما تحمله من مساوئ وسلبيات ، في حين تختفي جواهر النفوس ونفيسها في القاع ، لأن تركيزها على نقائصها أنساها محاسنها التي تزن كفة لوحدها وأكثر النفوس البشرية في الكفة الأخرى.
لكن ماذا عن الحديث عن فلذات الأكباد من الأبناء ؟ ... ماذا عن الحديث عن زينة الحياة الدنيا التي تنشق من أصلابنا ومن ذواتنا ؟
هل أستطيع ( أنا العبد الضعيف) الحديث عن ميلاد آية ؟ .. آية تجسدت فيها آيات الرحمان وصفاته ؟
هل أستطيع إعطاء الخالق حقه من الحمد والشكر ؟ ... وهل أستطيع إيجاد عبارات الثناء عليه وهو الذي لا تنفد كلماته حتى ولوكان البحر مدادا لها ، ونفِد البحر وجيء بمثله مددا ؟
كلا والله لا أستطيع الثناء على الخالق كما أثنى هو على نفسه .. وهوالذي لم يخلق العالمين عبثا لأنه لو أراد عبثا لاتخذه مِن لدنه..أما المخلوق فإني أقسمت بعزة ربي وجلاله أن لا أثني عليه بما يفوق مستواه (الضعيف بلا حول الله وقوته) ومهما كان غاليا فهو لن يكون أغلى من حبيب الله وصفيه وعبده ورسوله الهادي المصطفى (حبيبي)عليه وعلى آله وصحبه ألف صلاة وأزكى تسليم.
فهل تراني أستطيع التعبير عن فرحتي بآية ؟
آية هي إيماني بالله وبكلامه في محكم تنزيله ، وشريعة العالمين ، الأولين منهم والآخرين .. آية تبدأ بنطفة ..فعلقة..فمضغة..فمضغة مُخلقة ..فجنين..فميلاد الآية.
أسميتها آية ..طفلتي التي وُلدت يوم السبت 11/07/2009 ..إيماناً بك ربي وخالقي وخالقها..وتعبيرا عن عظمتك .. وفضلك علي وعليها وعلى والدتها (توأم روحي) و(رفيقة دربي) التي أصبحت كنيتها أم آية..
أسميتها آية ..لأنني أعرف أنها ستسأل يوما عن معنىً لإسمها فيُقال لها إنها آية من آيات الرحمان بدأت نطفة ، وستنتهي جيفة ، وما بين البداية والنهاية رحلة صعبة أرجوا المولى تبارك وتعالى وهو اللطيف أن يلطف بها ويهديها نحو سبله لأنها سبل الرشاد ، وأن يثبت قدميها على خدمته عبدة (مُحبة لسيدها) ، وسيدة على نفسها وهواها وشيطانها.
أسميتها آية ..لتكون آيات الرحمان صديقاتها اللواتي تشتاق لمُحادثتهن لأوقاتٍ طويلةٍ ماشاءت ، ولن أعاقبها ، ولن أعاتبها على تأخرها في مسامرة صديقاتها.
أسميتها آية ..راجيا قبولها وقبولي وقبول والدتها ووالدي في أمة الهادي صلى الله عليه وسلم وهي خير أمةٍ أخرجت للناس..آمين.
تاج الديــن : 2009
التعليقات (0)