مواضيع اليوم

ميكى ماوس شهيدا !

حسن توفيق

2009-03-17 06:34:59

0

 

 

ميكي ماوس شهيداً!
 

 

بقلم: حسن توفيق

 
 
 .. لقد رأيت في فرنسا إسلاماً بغير مسلمين! .. هذا ما قاله - بصيغ مختلفة - أكثر من كاتب عربي مسلم غيور، ممن زاروا عاصمة النور وأقاموا فيها فترات متفاوتة، لكنها كانت كافية لأن يطلقوا أحكاماً أو يرسموا انطباعات تجاه ما شاهدوه ولمسوه بأنفسهم. والحق أن التفسير البسيط لهذا الذي قيل، يتمثل في أن هناك تناقضاً بين جوهر الإسلام و سلوك كثيرين من المسلمين، خاصة عند تجمد العقول، والرضا بأعمال النقل على حساب شحذ العقل وهذا ما لا يحدث إلا في أزمنة التخلف الحضاري على امتداد تاريخنا العربي والإسلامي.. وعلى سبيل المثال، فإن المتنبي العبقري كان قد رصد في زمانه هذه الظاهرة التي تشوه الجوهر بحسن نية أو بسوء تقدير على حد سواء، فأطلق صيحته التهكمية الساخرة الشهيرة:
أغاية الدين أن تحفوا شواربكم
يا أمةً ضحكت من جهلها الأمم
تابعت وأتابع طوفان الفتاوى التي تندفع من أفواه من يفترض فيهم انهم حكماء أو على الأقل راشدون عقلاء، فوجدت أن هذا الطوفان أشد فتكاً وخطورة من تسونامي ومن السيول التي اجتاحت مؤخراً مناطق في اليمن والمغرب، وذلك لأن هذا الطوفان الفاتك والخطير يعصف بعقول الشباب الذين لم تنضج مداركهم تماماً أو ممن يستسهلون الحصول على المعرفة بطريقة سهلة عبر برنامج تليفزيوني من البرامج التي تستضيف هؤلاء الذين يفترض فيهم انهم حكماء أو على الأقل راشدون عقلاء!
أحد هؤلاء كان قد افتى بقتل ميكي ماوس بحجة أن الشيطان هو الذي يحرك الفئران، ومن أشهرها هذا الفأر الكرتوني الشهير، ويبدو أن هذا الذي فتح فاه ليطلق فتواه لا يعرف أن تجارب علمية بشرية، خاصة في ميدان الطب، تعتمد على الفأر، كما انه يجهل أن كثيرين من المسلمين يتعاملون مع الفأر - Mouse - عندما يستخدمون الكمبيوتر، وإذا كان ما قاله هذا الذي فتح فاه ينطبق عليه يا أمة ضحكت من جهلها الأمم فإن من يتصيدون أخطاءنا قاموا بالدفاع عن ميكي ماوس، لدرجة أن منهم من اعتبره شهيداً للتطرف الإسلامي في كل مناحي الحياة، بما فيها الأفلام الكرتونية!
قرأت مقالا مطولا حاد اللهجة في إحدى الجرائد الخليجية بعنوان حراج الفتاوى.. يدمر عقول الشباب وقد أشار المقال إلى عدد من الفتاوى التي يرفضها أي عقل إنساني، سواء أكان مسلماً أو غير مسلم، ومن هذه الفتاوى تحريم الجلوس على الكرسي و حرمة مشاهدة المسلسلات التركية و فتوى إعدام مقدمي برامج الأبراج .. وهكذا!!
لست مؤهلاً بالطبع لإصدار أية فتوى، وإلا لكنت قد أفتيت بما يستحقه أولئك الجهلاء الذين يطلقون طوفانا من الفتاوى، أشد فتكاً وخطورة من كل الفيضانات التي يواجهها العالم بين حين وآخر.. ويا ميكي ماوس.. كن مطمئناً.. فلن يقتلك أحد!
 



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !