ميكانيكية الغش
لطالما كان الغش تجربة مثيرة عاشها أغلب الناس إذا لم يكن كلهم, وهو مرحلة يمر بها الجميع على مختلف أعمارهم ومستوياتهم المعيشة ، فالطالب يغش في الامتحان,والموظف يغش في العمل ، والبائع يغش في الوزن ، وهكذا دواليك.وهنا قد يستغرب البعض هذا القول ، فليس من المعقول أن يكون كل الناس غشاشون لا ضمير لهم يرجعون إليه وهذا بالضبط ما يجعلنا ندرك أن للغش أسباب ومسببات.
وحين تعود بي الذاكرة لأيام المدرسة كنت استعجب من الطالبات حين يسهرن طيلة الليل في صنع ما يطلق عليه (البرشام) وكل العناء الذي يتكبدنه في الكتابة بالخط الصغير,هذا إذا لم يلجأن لطرق أخرى ، وإذا لم يتمكّن من ذلك فهن يصنعنها بأنفسهن ، ويبتدعنها من العدم وكنت أتساءل حينها عن الفائدة من كل ذلك ؟ لأنه من وجهة نظري شقاء يوازي معاناة المذاكرة وأكثر, لكن الإجابة جاءت في يوم من الأيام لتعلمني بأن ما وراء ذلك هو الإثارة في التحاشي من المعلمة والخروج من الاختبار بزهو الانتصار لأنهن خدعنها ، وفي النهاية الدرجات لا تهم فالكل ناجحات!! كما يتضح أيضا أن هذا الفعل لم يكن سوى رغبة من الطالبات في مخالفة القانون وحبهن للإثارة كان الدافع الرئيسي وراء الغش.
وفي حين آخر عرفت أيضاً أن الغش في العمل له أسباب كثيرة ،لكن قد لا يعرف البعض أن من بين تلك الأسباب يأتي الملل في الدرجة الأولى ، كونه عنصراً رئيسياً في سأم الموظف من تأدية واجبه على الوجه الأكمل فالعمل لا يتغير والناس تتوقع خدمة ممتازة من موظف غرق لسنوات طويلة في ذات الروتين وهو ما قد يسميه البعض غش بينما هو مجرد غش صادر عن ملل لا أكثر.
وقد لا يقتصر الغش على الملل أو الإثارة بل قد يشمل مرحلة التعب التي تحرق طاقة الإنسان وتجعله غير قادر على أن يؤدي الواجب المطلوب حتى لو كان واجبا بسيطا وبالرغم من ذلك يظل الغش غشا مهما كانت أسبابه وأشكاله فهو فعل ضار بالناس لما يخلقه من تعطيل لمصالحهم .
التعليقات (0)