مواضيع اليوم

ميقاتي و الأربعين إرهابي

سعيد منصوري

2011-02-21 22:05:07

0

و نحن نتابع كواليس تشكيل حكومة ميقاتي بعد الانقلاب السياسي الذي نفذه حزب الله بقمصانه السوداء و الترهيب باستعمال السلاح و التهديد بسبعين أيار جديد لفرض شروطه و أجندته و محوره نقف أمام حجم الصراع و تناقض المصالح داخل الفريق الذي وسم خطه بالوطنية و المقاومة و بناء الدولة و هذا يشي أن المكونات الحزبية و الشخصيات السياسية التي شكلت بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان فريق 8 آذار ليشمل فيما بعد العونيين و أخيرا الجنبلاطيين لم يتأسس حول ورقة سياسية واضحة المعالم و البنود لبناء حسب زعمه الدولة الحديثة بل كان الهدف الاحتماء وراء القوة العسكرية لحزب الله بعد خروج الجيش السوري رغم البروبغاندا التي أثيرت حول ورقة تفاهم كنيسة مارمخايل بين التيار الوطني الحر و حزب الله التي بقيت حبرا على ورق و استهلاكا إعلاميا كلما تجدد الحديث عن التعايش الطائفي.
حسنا فعل سعد الحريري حين أعلن في مهرجان البيال بمناسبة ذكرى 14 شباط الانتقال إلى المعارضة إيمانا باللعبة الديمقراطية و احتراما لأسس الدستور و تداول السلطة بطريقة سلمية رغم أن انقلاب حزب الله يعد إطلاقا لرصاصة الرحمة على الديمقراطية التوافقية التي يمتاز بها لبنان بالنظر إلى حجم الطوائف التي يتشكل منها البلد و التي تقتضي العمل المشترك و التفاهم حرصا على السلم الأهلي، لهذا كان حريا بأزلام و فلول نظام الأسد قبل أن يعتلوا المنابر لتقديم فتاويهم السياسية حول الديمقراطية أن يعملوا على الدعوة لانتخابات نيابية جديدة تفرز خريطة سياسية تأخذ بعين الاعتبار التكتلات و الاصطفافات الجديدة.
لقد كان من الأولى للشعب اللبناني كلما تناهى إلى علمه سقوط احد الحكام العرب قبل الهرولة إلى السفارات لتقديم التهاني و التحية للشعوب أن يسارع إلى التوجه لقصور أمراء الحرب للمطالبة بالمحاكمة و القصاص من الذين أمعنوا في دماء الأبرياء ل 15 سنة و لازالوا بلغتهم القديمة يسيطرون على المشهد السياسي، فوليد جنبلاط و نبيه بري و ميشال عون و حسن نصر الله الذين سيعملون بجانب نجيب ميقاتي في حكومته العتيدة لبناء وهم الدولة اللبنانية يستحقون أعلى النياشين في سفك الدماء و التقتيل و البطش و على اللبنانيين الاستعداد للمشانق في الساحات العمومية كلما ارتفع صوت محتجا على غياب العيش الكريم و امتعض من سعر الطماطم و الموز بتهمة إضعاف الشعور الوطني بل إن عدم تزيين المنازل بصور علي خامنئي و بشار الأسد ستكون عقوبتها الهدم و التدمير.
المأزق الذي لا يدركه نجيب ميقاتي بعد أن جر عليه الغضب السني أن حكومته إن رأت النور و التي تحتاج إلى ولادة قيصرية دقيقة تقتضي الجمع بين شراهة عون و أنانية نبيه بري و عجرفة حسن الله و دهاء جنبلاط ستعمل على ضخ المزيد من الفتنة الطائفية و الحروب بدل التنمية و إنعاش الاقتصاد و الاستجابة للحاجيات الاجتماعية و الخدماتية الملحة لأنه باختصار أن أقطاب 8 آذار الجدد ليسوا الا امراء الحرب القدامى يستعدون من جديد لنفض الغبار عن أسلحتهم و أنيابهم.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !