الفرق واضح بل يمكن القول انه شاسع مثل الفرق بين طرفي الزاوية المنفرجة، بين ميدان التحرير في جمعة التنحي، وبينه في جمعة التطهير ..
ففي جمعة التنحي كانت القلوب متحدة، والنفوس معبأة بالروح الثورية، التي تمنع دون ترتيب قيام الثورة المضادة، كانت الوحدة الوطنية متجلية بكل معانيها، سلوكا لا قولا، عملا لا شعارا، منصات مختلفة تستوعب اتساع الميدان وعدم قدرة منصة واحدة على إدارته، هذه منصة الإخوان، وتلك منصة شباب 25 يناير، وهذه منصة هنا، وتلك منصة هناك، اختلفت المنصات وتعددت، لكن الروح واحدة، والمضمون واحد، تستطيع أن تتجول بينها فلا يمكنك التمييز، لأن ما تسمعه هنا، هو ما تسمعه هناك، اختلفت الألفاظ لكن المضمون واحد، توحد الجمع على اختلاف التوجهات والأيديولوجيات على هدف واحد " الشعب يريد إسقاط النظام"..
لكن في جمعة التطهير اختلف الأمر، كثرت المنصات، والأيديولوجيات، والرؤى، والمطالب، والأهداف، فكان الميدان خليطا من الناس لا يجمعهم سوى مكان واحد هو أرض الميدان، وفقدت روح الوحدة، حتى صرت تستشعر أن هذا ليس ميدان التحرير الذي تعرفه ..
ودخل في اللعبة أطراف لم تكن ترى من هذا العمل سوى أنه إما جريمة كبرى في حق الحاكم الذي تجب طاعته، وإما هو لعبة كبيرة تودي بأصحابها إلى الهلاك المحقق لا محالة، والكل الآن يدعى وصلا بليلى، ولكن ليلى لا تقر لهم بذاك..
الضغط الشعبي مطلوب لتحقيق مطالب الثورة، فما زال الكثير منها لم يدخل حيز التحقيق، لكن لابد من صحوة ضمير تزيل النفاق وتغليب المصالح الشخصية على المصالح العليا للوطن، وإلا فالتطهير يجب أن يطال هؤلاء أولا ....
محمد عبد الفتاح عليوة
Ostaz_75@yahoo.com
التعليقات (0)