ميتافيزيقا النزوى
و تدحرجت صخرة أحلامك
في حنجرة صرخة سيزيف
المتربع بين فعل العبث اللامتناهي
يستجدي من الأقدار وصية
تلهيه عن بعض القتل
تلهيه عن كل خراب
و صفير صلصلة الأحزان
تتوضأ عنده كل الأرواح الأشجان
تتوضأ بشمس الصبح الأيام
و الفجر صلاة نبتهل سكينته سلام
و القناع وجه نلبسه لكل الأزمان
و ميتافيزيقا النزوة تفوح باصقة اشمئزاز
من اخضرت شواربه في حب الأوطان
و اللهو حكمة المصفقين على رصيف الوجود
المنبثق كالخمرة من بين يد الله سلطان
سؤال لماذا؟ لماذا الوجود وليس العدم ؟
ألا يمكن للوجود أن يكون دون سؤال؟ دون لماذا؟ دون سأم ؟
لماذا الحياة ملطخة بالجنون ؟
لماذا لا تختفي كل لماذا من الحكايات الطويلة
المعمرة في شظايا الخرافة المندسة في حصون القبيلة
لماذا لماذا دون لماذا؟
أما هناك حيث هناك ولا أنا
حيث الركض فوق الثلوج البيضاء البلورية
و حيث الشتاء زمن الأبدية الموحشة
وحيث كبرى مدن العالم تجلس على ركبتي راقصة
غارقة في ميتافيزيقا النزوة الساقطة
لا يحدثونك سوى عن الكلاب الشريدة
و حقوقها التي يجب أن تكون جزء من حقوقك
و فوق حقوقك
لأنك وجه غير وجوههم
لأنك دم من الأغيار ولسان يتبرج بالقرآن
فحقوقك مدفونة في نفاق وجوههم المهجرة عن الفرقان
يتضرعون لله والشيطان معا
أن تغرق مدينتك في بحر الطوفان
وتطوى صفحات تاريخك من كل مكان
واتقد الحلم فجأة كعري الأبدية الناضج من كل الأزمان
ممسكا حفنة من الممكنات والأمنيات
هل يمكن أن تتخيل
ماذا يمكن أن تصنع بها وتصنع بك ؟
إذا كانت أحلامنا وأمانينا مجرد ميتافيزيقا لنزوة فاجرة
فيجب قطعها
كما قطع زوربا إصبعه
حين حال دون تشكيل الصلصال
سلمى بالحاج مبروك
التعليقات (0)