الطابة ما غيرها... طابة الفوتبول ... هالأيام غريب شو حابينها وحابتنا... صارت سيطرتها واضحة على عقولنا، يخرب زوقها شو تاعبتنا .... من هوسنا فيها، عن أشغالنا ومصالحنا مأخرتنا.... صرنا منفيق ولياقتنا البدنية خاذلتنا .... وأجسامنا مكسرة من التعب ... كأنا نحنا اللعيبة أو كأنا مشقفين حطب ... وبتحليل المباريات والتزريك والنكايات غرقانين لشوشتنا ... عاملة على فهمنا ووعينا بلوك وحائط صد، وبنص ملعبنا محاصرتنا ... ضاغطة على أعصابنا، وبمقاعد الإحتياط عن سيسرة أمورنا وانتباهنا عاللي عم يصير حولنا مقعدتنا.
يا محلا ضربة الشمس إذا صابتنا ... من وجع ضربة الجزاء يللي أهدرتها فرقتنا. صرنا منحتار كيف نمرر دوام عملنا، ومنتعمد إضاعة الوقت لأنو ما دايرلنا شي ... هي بس أجواء الفوفوزيلا دايرتلنا. مننطر مناطرة صفرة نهاية الدوام، تا نركض على بيوتنا أو قهوتنا ... ويا دوب نلحق الشوط التاني إذا عجقة السير ما منعتنا ... ولك يا دلو إذا إجا شي زبون بالوقت الضايع، واضطرينا نمدد لوقت إضافي فتح دكانتنا
صرنا ببيوتنا وقت الفوتبول مننفرد بأكبر تلفزيون عنا، وبناخد كورنر حتى المباريات نحضر... واذا جرب حدا من ولادنا يحاكينا أو يلهينا، فنرفعلو فورا الكارت الأصفر ... للتنبيه من مغبة التشويش ومحاولات الإختراق لتركيزنا، وانذار أول إلو حتى فعلو ما يتكرر. وإذا كان فريقنا آكلها جول طازة أوعن التأهل وضعو مخوطر... يمكن نفاجئ فلذة أكبادنا من قهرنا، بشوطة أرضية زاحفة، أو بـدبل كيك على المقص الأيسر ... وإذا كان حظو حلو منرفع بوجو بس الكرت الأحمر .... ومنطردو لبرا آوت أو من إيدو لبرات الغرفة بـيتجرجر
صارت لمسة اليد من نسواننا منقابلها ببرود ... ودعوتهن إلنا لشي ماتش، منواجهها بعرقلة لمساعيهن أو بسرود ...أو مندعي الإرهاق والشد العضلي، ووقت المباريات عالفرص الضايعة والأهداف منـنطنط متل القرود.
هلق أكيد في نسوان كمان بتتابع المونديال وبيصير معها نفس حالة الشرود ... إن كتًرت تكرم عينك بين الشوطين قبل ما اللعيبة عالملعب للشوط التاني تفوت. وفي نسوان بتحس كأنو إجا الفرج الموعود... وبتدعي للفيفا من نص قلبها على هالمبادرة الكروية، وبتتشكرها على التنظيم وعلى هالمجهود .... وبتلاقيها فرصة سانحة ما بتهدرها، وبالبـيت ما بـيعود يجـيها قعود .... ولحقوا يا بعض الرجال على مصاريف الشوبنغ وعلى خربان البيوت
إنو بـيصير هيك ملهيـين؟ عالفوتبول نايمين وقايمين؟ ناسيـين البلد والمونديال مسيسين... وتاركين هالشويطة حوالينا راحتهن آخدين... بيـشوطونا كل يوم ميت شوطة لا مننهز ولا حاسين ... وبيـسجلوا أهداف بمرمانا ويا ريتها أهداف نظيفة ونحنا لابدين
كانوا كل يوم يهزوا شبكتنا العصبية وحبوب الزانكس على طول كنا مجهزين. وكانوا كل يوم والتاني يـنطحونا ويتلاعبوا فينا متل الطابة ونحنا راسنا مطاطاييـن ... متحزبيـن ومتفرقين ... وعالعمياني وراهم ماشيـين. كان كل كابتن منهن متصدر مجموعتو وعامل منها تيم .... وجايب لفريقو مدرب أجنبي، بدل المدرب الوطني، على قد ما غشيم ... ومعين حراس لمرماه وناس عن سعادتو مدافعين ... وعندو خط وسط كشـتبـنجية حتى يمسكوا الساحة ويلعًبوا عالشكَر بَكر مجموعات المنافسين ... وشي تنين مسؤولين تقالة على الهجوم، واحد وينغ شمال وواحد وينغ يمين .... وشي تنين حريفة، حتى يلعبوا كرأس حربة مهاجمين .... ليهدف فريقو بمرمى الفرق التانيين .... ويتفوق هو ويسيطر لوحدو عالسلطة، ويبلع خيرات البلد وكل شي فوقها وتحتها في فيتامين ... يحتل الصدارة ويسيطر على الوزارة ونحنا على المصلحة العامة مش منتبهين ... وكنا هانز بأيدينا واوف سايد بإجرينا عم نسجل جوال بحالنا ومرمى وطننا ومش واعيين
اليوم بشهر المونديال بالفوتبول جانين وفانًين ... تاركينهن يشوطونا قد ما بدهن وعليهن ما رادين ... وعم ينفردوا فينا على راحتهن ويمرقوا بين بعضهن باسات ونحنا ساكتين ... وتاركين الأتحاد الدولي عم يحضرنا خطة هجوم سياسي ودبلوماسي ونحنا مشغولين ... بالمنافسة على كاس العالم ولمنتخبات الدول الغربية مطبلين ومزمرين. وبالتزريك لبعضنا صقلى ومكترين ... متناسيين موضوع سفينة مريم وناجي العلي، لا متابعين أخبارهن، ولا إمتى على غزة طالعين
شو لابقلنا نكون وطنيين ... منكسين أعلامنا وأعلام غيرنا رافعين ... ومزينين سياراتنا بصور نسوانهن يللي نص تيابهن شالحين. ركبنا صورنا بنص علم الأرجنتين ورسمنا على خدودنا علم الاسبانيين ... وجوهنا احمرت واصفرت واخضرت من كتر التلوين .... ولك فنالات فرقهن صرت تشوفنا عالصبحية وبالسهرية لابسين. ويمكن في منكن مش فطنانين...على التياب الداخلية ياللي بأعلام المنتخبات المشاركة متلاية الدكاكين .... يمكن عارفين إنتو وحضرتكن منها شاريين ...ونحنا لا شايفين شي ولا قاشعين ... دخلكن ... بيناتنا ... لمين عم تلبسوها لمين
ولك فاول علينا كلنا وستميت فاول حاجي تايهين ... بأرض ملعبنا وبين جمهورنا مفرطعين ... خوفي ما يفقعونا شي شوطة بنالتي تجيبنا عالأرض يا حكم ونحنا مش منتبهين ...على تسلل الجواسيس وأعوان العدو يللي بيناتنا مندسين
إمتى رح نتأهل ونوعى ونصير فريق واحد تخمين ... ونسجل أهداف ذهبية لصالح الوطن وصالحنا نحنا المواطنين ... بدل ما نبكي على الأطلال لخسارة البرازيل أو الأرجنتين. إمتى رح نتأهل بلبنان لنكون كلنا إيد واحدة ومع بعض متحدين ... ويترابط خط الضهر مع خط الوسط والهجوم، ونصير ملعبنا اللبناني من أولو لآخرو ماسكين ... ونمرك على أعداء الوطن، مش على بعضنا نبقى فايرين ... وساعتها بتتحسن أحوالنا وبينتعش اقتصادنا بدل ما نبقى هيك ضعفا مفككين ... وبوقتها ما تستغربوا، إذا بيوم من الأيام خضنا التصفيات، وتأهلنا تا نلعب بشي مونديال، من تنظيم قطر أو واحدة من جزر الفيليبين
التعليقات (0)