مولد النبي بين السلف والخلف
إحياء يوم مولد نبي هذه الأمة " محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم " بدعة وضلال لم يقم بها أصحابه بعد وفاته ولم يقم بها التابعين الأوائل هذا ما يحتج به الفقهاء , هناك صوت أخر يرى جواز الاحتفال بمولد النبي وعدم قيام الصحابة والتابعين بإحياء ذلك اليوم لا يعني أنه مٌحرم بل اجتهاد منهم رضوان الله عليهم فترك الصحابة لأمرٍ ما في زمانهم ليس دليلاً يحتج به وهذا هو الأصل الثابت الذي يجهله كثيرٌ من الناس .
فقهاء وطلبة علم يرون جواز الاحتفال بيوم ولادة النبي وتلك رؤية لا أثر لها على أرض الواقع خاصة في الجزيرة العربية منبع الرسالة المحمدية , إحياء مولد النبي ليس ترفاً بل سيفتح للناس باب الذكريات والاستلهام والحنين لماضي لا يٌنسى وسيتذكر الناس صفاته وأخلاقه وتعاملاته وفي ذلك فرصة لإظهار عظمة الدين وقيمه والرد على من سلك طريق التزمت والتشدد والتطرف !.
كل بدعة ضلالة قاعدة فقهية مستخدمة منذ القدم والعلة تغليب منطق الرأي الواحد والحجر على بقية الآراء بشتى الوسائل والأدوات تلك القاعدة أداة فالمجتمعات تٌكمل العبارة بعبارة وكل ضلالة في النار " حديث مروي عن النبي عليه الصلاة والسلام " وهنا إنزال النصوص في غير محلها , ليس كل أمر مخالف للذهنية الفقهية الواحدة بدعة فما هي البدعة أهي الأمور الطبيعية الناجمة عن الحراك المدني المجتمعي أم هي استحداث أمرٌ أو إضافة شيء بالدين مما ليس فيه " المسلمات والأركان الخ " , البدعة هي إضافة شيء بالدين مما ليس فيه أصلاً هذه هي البدعة وليست الأمور والنتائج الناجمة عن الحراك المجتمعي المدني والتعايش والتعددية والتقارب بين المجتمعات التي تٌضيف المفيد وتبني ولا تهدم وإحياء يوم مولد النبي ليس إضافة في الدين قدر ماهو استذكار ليومٍ عظيم .
الأجيال القادمة والحالية بحاجة لوسائل تزرع القيم وتٌعزز مالديها من قيم وذكريات ونماذج يٌفخر بها والاحتفال بيوم مولد نبي هذه الأمة وسيلة ناجحة ناجعة لبعث الذكريات واستذكار الدروس والعبر وزراعة القيم وسقايتها بدروس من تاريخ خير البرية عليه أفضل الصلاة والسلام , يوم مولد النبي حير المجتمعات فالسلف والخلف متقدمين ومتأخرين يرى بعضهم الحٌرمة والبدعة ويرى آخرون الجواز وما بينهما صوت يرمي بأبشع التٌهم كل من يٌحيي ذلك اليوم أو يدعو له وتلك حالة متطرفة لها أسبابها المتشعبة ,على المتقدمين الخروج من منطقة المتأخرين وإعادة النظر في استخدام القواعد وتضييق الواسع الذي لا ضرر منه ومن ذلك إحياء مولد رسولنا الكريم الذي بٌعث رحمه للناس أجمعين .
التعليقات (0)