موكــب الياسمـين

( إهداء إالى جميع النساء  العربيات بمناسبة اليوم العالمي للمرأة )

ويندهني الصباح الحلو
صوتك أيتها الأنثى
الأم
الحلم
يجثم فوق نبض الصدر
عند بوارق الرؤية
وزنديك
كم تورق النبضات أنثى
كم تضيء
فتصرخ الأكوان أمي
( ست الحبايب ياحبيبة )
فياتراتيلاً تطوف على الزمان وأمنياتي
أتعبرين لأرتديك ِ ؟
ياأم ياحبيبة
يارداء الياسمين
وعند تواتر الشفتين
غنينا وغنيت ِ
( الله يرضى عليك ياولدي )
وناديت
فمن شرق ٍ الى غرب ِ
تناثر فوق جسم الكون والارض والحنين
وريح الليل تلفح بسمة ُ الأطفال
تقتلع الهدايا
تطبق الأحزان في أعناق هذا العالم المزروع
بالدم ِّ والحروب
أزور بستان الأماني
أعد ُّ أبواب الدروب
أراك ِ تستبقين أقدامي
وصوتك ِ يحمل الأفراح
واللحن الحبيب
( الله يرضى عليك ياولدي )
وأمضي
صوتك ِ يعبر الآفاق
يشبهني
يلبسني
يارعدا ً
ويا كل البروق
تواكبي
قد تمطر الأحزان وردة
للأرض موسمها العريق
وأهز غصنك
تنثني الأزهار
تعجن عطرك ِ المعجون بالوطن المفدى
لبيروت تسبقني إليك ِ الطريق
وأفتدي فيك ِ الطريق
قالوا لعيد المرأة ِ وردة
وأتيت تحملني الأكف إليك ِ
في عيد الورود
مع الصباح
فعندما كنت ُ صغيراً
في أزاهير الوجود
تلوت عطرك ِ للسنابل
قلت ُ أمي تستحم اليوم َ
في ريح القنابل
والشظايا
والهدايا
لمن تعدين َ يا أم المدائن ؟
إن َّ للأزمان ِ عينا ً
مارمتني بالجحود
أدور في الأكوان
أبحث ُ عنك ِ
ياصوت َ الرعود
وأحتويك ِ
سجينة خلف َ القيود
فتطل ُّ أصوات َ القوافل
تستقي نبض الأمومة
تصرخ الأشجار
والأزهار
( أمي )
أمي
ويعبر صوتك ِ الآفاق

يارعدا ً
وياكل البروق
يميتني المطر المكبل في سحائبهم
وتكذب ريحهم يوماً
علي َّ
وتسرق الصوت َ الرخيم
تجيء من سحب ِ المساء
سواحل العين النديَّة
بنصف ِ أشواق ٍ تضيء ُ لنا الرجاء
ألوذ بالصدر ِ المفدى
ألثم ُ الأثداء
والأردان
في عطش الحنين
ويحتسيني
حضنك ِ المزروع بالدفء ِ الوثير
ويشتريني
وأحايل الأرياح علي أفتديك ِ
تشد في عنقي السلاسل
والقيود
أراك ِ ترتعشين في حضن الخلود
تحدثين َ الوجد َ عني
فوق أغطية ِ الزمان
تركتني أمي
طفلاً يغني
ثم فارقتها
وكنت ُ شاعر
وأتى أبي ليكمل َ مشوار الرحيل
فيذهب هو إلى عالم الخلود
وأظل وحدي
أقتات جرحي
ومرايا الذكريات
وحسبها أمي
كانت هنا
وكان أبي
أنا الآن وحدي
أنا الآن َ وحدي
هل فهمتم
كيف أقتات َ الرحيل
فيشدني لعينيك السفر
ثم أرحل
وأرحل
فيجيء صبحك ِ هنا يغني
في موكب الياسمين
بلوعة ِ الحنين
( ست الحبايب ياحبيبة )
د. حكمت الطرابلسي / تركيا