مواضيع اليوم

موقف من السيرة النبوية ..

Fatma alzahra

2010-11-06 22:09:12

0

 

السلام عليكم .. قد تكون المواقف العظيمة لا تنتهي من سيرة المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم .. و لكن و أنت تقرأ السيرة و تحاول استيعاب السطور وما بين السطور تستوقفك أيها الشغوف بحب النبي و آله وصحبه بعض المواقف .. فتُحفر في ذاكرتك و تُبعث المشاعر الجياشة في نفسك .. فتحن لرؤية هذا الإنسان العظيم بالنجوم المتلألأة التي كانت تلتف من حوله .. و تهفو نفسك الحزينة لبسمة أمل تنطلق من شفته الكريمتين لتعيد لك الحياة من جديد و تبث فيك روح الإنسانية التي باتت تُسرق منا و تُغتال باسمها و بأسماء أخرى .. إنه النبي محمد بن عبد الله عليه وعلى آله و صحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم ..

من هذه المواقف التي أثرت فيَ كثيرا و رققت من مشاعري لحد لا يوصف .. موقف النبي محمد صلى الله عليه وسلم من رأس النفاق في المدينة عندما اقترب أجله إنه عبد الله بن أبي من سلول .. حيث طلب هذا الأخير أن ياتيه النبي وهو على فراش الموت يحتضر .. فلما أقبل النبي عليه فإذا به يمدح اليهود و يُثني عليهم .. و يتحسر على الأيام الخوالي التي قضاها بجانبهم قبل أن يُطردوا من المدينة بسبب خيانتهم وبسبب محاولاتهم المتكررة لقتل النبي .. فلما رآه النبي على هذا الحال قال له : أما نهيتك عن حب يهود !! فرد عليه : إنني الآن أحتضر يا محمد و لا وقت لللوم أو للعتب .. وطلب من النبي أن يكفنه بثوب للنبي كان يرتديه وأن يصلي عيه .. فرد عليه النبي : و لك ذلك ..

فلما مات عبدالله بن أبي بن سلول جاءه النبي وجمع الصحابة للصلاة عليه .. إلا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يعجبه هذا الحال و لم يتقبل أن يصلي النبي على إنسان معلوم النفاق و قد أظهر نفاقه و كرهه ذلك مليا في تعامله مع النبي ومع المسلمين بشكل عام .. فقال عمر للنبي : لا تصلي عليه يا رسول الله .. فرد النبي : دعني يا عمر ( لعل الله يغفر له ) .. فرد عمر : يــا نبي الله لا تصلي عليه .. وقد تجرأ عمر هذه المرة وجر النبي من ثوبه .. إلا أن النبي أصر على موقفه وأصر على أن يصلي عليه .. و قال دعني يا عمر فالله خيرني ( إن تستغفر لهم أو لا تستغفر لهم ) و أنا اخترت أن أستغفر لهم .. لننظر لهذه الرحمة و لهذه الإنسانية المتجلية في موقف نبي الإنسانية !! و مع أن هذا رأس النفاق قد آذى النبي مرارا وتكرار و في مواقف عديدة و حرجة .. و آذاه عليه الصلاة والسلام في أهله حيث كان اول من تحدث بحديث الإفك في المدينة و الذي أنزل الله فيه تبرئة السيدة عائشة من فوق سبع سماوات .. إلا أن النبي اختار أن يصلي على هذا المنافق و أن يستغفر له و قال : سأستغفر له أكثر من سبعين مرة يا عمر و لعل الله يغفر له .. ولأستغفرن له سبعين وسبعين وسبعين .. فأي إنسانية هذه التي كانت تغمر روح النبي !! و أي حب كبير للأمة هذا الذي كان يتدفق من قلبه الحاني تجاه أمته !! عليك أفضل الصلاة و أتم التسليم يا رسول الله يا حبيبي ..

و قد نزلت الآيات بعد ذلك تؤكد موقف عمر رضي الله عنه حيث يقول رب العزة (( ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون )) .. فأين هذه الرحمة من قلوبنا هذه الأيام !! ولمَ نزعت منا فاصبح دم المسلم وعرضه و النيل منه أسهل ما يكون علينا !! حتى أن أحدنا لا يتورع أن يحكم على أحدهم أهو في النار أم في الجحيم !! لماذا ما عدنا نتراحم !! بل و أصبحنا نتزاحم على أبواب القدح و الطعون و التشكيك والتجريح !! و نتراشق بكل ما أؤتينا من قوة بأقسى الألفاظ وأبشع أنواع الأساليب في خطاباتنا و تعاملاتنا بشكل عام ..

لعل هذا الموقف من النبي تجاه منـــــــــــــــافق معلوم النفاق يجعلنا نرحم بعضنا البعض أكثر.. فليس أقسى أن تُحارب وأنت على الحق و أن تُطعن في أهلك وهم كالتبر الخالص .. ومع ذلك نرى أن النبي ترفع عن هذه المشاعر لتعلوها مشاعر أرقى و أسمى .. لذلك فلنتناصح و نذكر بعضنا بالله دون أدنى شعور بالأفضلية .. فليس منا من هو معلوم بنفاقه وليس منا من هو مؤكد بإيمانه و هذا من رحمة الله .. ودمتم جميعا بخير ..

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات