قبيل الغزو الأمريكي الإجرامي للعراق عام 2003 ، شاهدت صورة تناقلتها المواقع الإلكترونية في ذلك الوقت ، يظهر فيها حاملة طائرات أمريكية في مياه الخليج العربي ، مدججة بكل مظاهر القتل " الحضاري " ، وعليها عبارة بالإنجليزية من كلمتين ، فهمت كلمتها الثانية : العراق ، ولم أفهم معنى الكلمة الأولى ، المؤلفة من أربعة أحرف ، أولها "F " ..
وحين عرفت معناها ، أدركت الشر المستطير الذي ينتظر العراق وأهله وأرضه ومقدراته ، وعرفت ، كم هو " نبيل " ذلك الغزو البوشي الهمجي القذر ، الذي جيِّش العالم " المتحضر " ، وحشده ، لاغتصاب الأرض وخيراتها ، ولقتل شعب آمن ، أنهكه الجوع والحصار والمرض ، ويبعد عن أمريكا مسافة ضوئية ..
وكل ذلك ، بغطاء دولي أممي لا يقل قذارة ودنسا عن الغزو نفسه ..
وفهمت أيضا أن السياسة المسلحة ، سياسة .. لها حجم ومقاييس ووزن وشكل ولون وطعم ورائحة .. وتتصف بصفات كل المخلوقات الآدمية ، أعضاء وشكلا ومضمونا ..
إلا أنها تختلف عنهم في شيء واحد فقط :
فهي تتمتع بذنـَبٍ طويل ناعم أملس أو ، كما يُقال : " حلس ملس " ، ليس له نظير عند الآدميين ، والحمد لله ..
ولذاك الذنب العجيب ، وظائف متعددة ..
فهي وإن كانت ـ تلك الوظائف ـ تلتقي في الهدف والمصير والغاية ، مع بقية الأذناب التي خلقها الله لمخلوقاته الأخرى ، إلا أن الذنب العجيب ذاك ، له فضائل أخرى ، كثيرة وهامة وعملية وضرورية ، تتناسب مع جميع الأجناس والمقاسات والأحجام ، والمراحل العُمْرية ، وتناسب جميع الفصول ، وكل الصرعات والصراعات ، والتقليعات والمساحيق ، والأزياء الداخلية والخارجية ..
وقد استحق بوش على ما فعله ، ذلك الوسام ( الزيدي ) ، المرصع بكل ما في الكون ، من حقد وكراهية وغضب دفين في صدور الأمهات الثكلى ، ممزوجا بطهر ونقاء الشعب العظيم الصابر ، ليتلقاه بوش ، محني الرأس والهامة ، ذليلا ، منكفئا ، يحاصره عار الهزيمة ، وانكسار الهدف ، وخِسّة الأداة .. لاعقا مرارة صنيعه وصنيع والده من قبله ، على مر ثلاثين سنة عجفاء ، أصابت العراق في مقتل شنيع ، لم يستفد منه إلا أعداء العراق ، وأعداء أمة العراق ..
لكن شمس الحضارة الحقيقية لن تغيب ، وإن حاول أعداء الإنسانية تغييبها ، أو إخفاءها عبثا ..
أما آن الأوان أيها الإخوة ؟؟
الجمعة ـ 26/11/2010
التعليقات (0)