مواضيع اليوم

موقف أئمة من التصوف

رهن المحيس

2011-11-15 15:45:26

0

 

إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقى إلا بالله ) 
وهذا هو رأى الشيخ محمد بن عبد الوهاب في التصوف والصوفيةوثناؤه عليهم كما جاء في القسم الثالث من مؤلفات الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهابجزء " فتاوى ورسائل " في الصفحة (31) المسألة الخامسة ، وسئل رحمه اللهعن مسائل مفيدة فأجاب : ( اعلم - أرشدك الله - ان الله سبحانه وتعالي بعث محمدا] [r بالهدي الذي هو العلم النافع ، ودين الحق الذيهو العمل الصالحفإذا كان من ينتسب إلى الدين : منهم من يتعاني بالعلم والفقه ويقولبه كالفقهاء ، ومنهم من يتعاني العبادة وطلب الآخرة كالصوفية ، فبعث الله نبيهبهذا الدين الجامع للنوعين " أى الفقه والتصوف

قد نقل العلامة الجليل الشيخ محمد منظورالنعماني في رسالته " دعايات مكثفة ضد الشيخ محمد بن عبد الوهاب طبعة مكتبةالفرقان ، صفحة (76) .
وينهى الشيخ عبد الله بن محمدبن عبد الوهاب رسالته هذه بقوله : (ولا ننكر الطريقة الصوفية وتنزيه الباطن منرذائل ا وهذا هو العلامة ابن القيم من كبار الصوفية كما ذكر الإمام الحافظ ابن رجبالحنبلي في الذيل علي طبقات الحنابلة ( الجزء الثاني ) صفحة (448) عن ترجمة ابنالقيم بقوله :
( وكان عالما بعلم السلوك وكلام أهل التصوف وإشاراتهم ودقائقهم ، له في كل فنمن هذه الفنون اليد الطوليلمعاصي المتعلقة بالقلب والجوارح مهما استقام صاحبها علي القانون الشرعي ) . وجاءفي كتاب مدارج السالكين عن تعريف التصوف لابن القيم في الجزء الثاني من صفحة"307" ما نصه :

الدين كله خلق ، فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين ، وكذلك التصوف قالالكتاني : التصوف : هو الخلق فمن زاد عليك في الخلق فقد زاد عليك في التصوف .
وذكرأيضا في صفحة "366" ما نصه :
قال أو عبد الرحمن السلمي : سمعت محمد بن مخلد يقول سمعت جعفرا يقول سمعت الجنيديقول : " المريد الصادق غنى من العلماء " ، وقال أيضا : سمعت الجنيديقول : "إذا أراد الله بالمريد خيرا أوقعه إلى الصوفية ومنعه صحبة القراء" قلت : إذا صدق المريد وصح عقد صدقه مع الله ، فتح الله على قلبه ببركةالصدق وحسن المعاملة مع الله ما يغنيه عن العلوم التى هي نتائج أفكار الناسوآرائهم وعن العلوم التى هى فضله ليست من زاد القبر .
وفي الجزء الثالث صفحة (128) ما نصه : قالالشافعي رضي الله عنه : صحبت الصوفية فما انتفعت منهم إلا بكلمتين سمعتهم يقولون :الوقت سيف فان قطعته وإلا قطعك ، ونفسك أن لم تشغلها بالحق وإلا شغلتك بالباطل قلت: يا لهما من كلمتين ، ما انفعهما واجمعهما وادلهما علي علو همة قائلهما ويقظته ،ويكف في هذا ثناء الشافعي علي طائفة هذا قدر كلماتهم.
الصوفي عند ابن تيمية في " مجموع الفـتاوى "11/16" : "
"هو ـ أي الصوفي ـ في الحقيقة نوع من الصديقين فهو الصديق الذي اختص بالزهد والعبادة على الوجه الذي اجتهدوا فيه فكان الصديق من أهل هذه الطريق كما يقال : صديقو العلماء وصديقو الأمراء فهو أخص من الصديق المطلق ودون الصديق الكامل الصديقية من الصحابة والتابعين وتابعيهم فإذا قيل عن أولئك الزهاد والعباد من البصريين أنهم صديقون فهو كما يقال عن أئمة الفقهاء من أهل الكوفة أنهم صديقون أيضاً كل بحسب الطريق الذي سلكه من طاعة الله ورسوله بحسب اجتهاده وقد يكونون من أجلّ الصديقين بحسب زمانهم فهم من أكمل صديقي زمانهم والصديق من العصر الأول أكمل منه والصديقون درجات وأنواع ولهذا يوجد لكل منهم صنف من الأحوال والعبادات حققه وأحكمه وغلب عليه وإن كان غيره في غير ذلك الصنف أكمل منه وأفضل منه /.
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى "جزء 12 – صفحة 36" :
"وأما جمهور الأمة وأهل الحديث والفقه والتصوف فعلى ما جاءت به الرسل وما جاء عنهم من الكتب والاثارة من العلم وهم المتبعون للرسالة اتباعا محضا لم يشوبوه بما يخالفه ".
3- التصوف تكلم به الإمام أحمد ابن حنبل وسفيان الثوري والداراني وغيرهم
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى "جزء 11 – صفحة5 "
" أما لفظ الصوفية فانه لم يكن مشهورا فى القرون الثلاثة وإنما اشتهر التكلم به بعد ذلك وقد نقل التكلم به عن غير واحد من الأئمة والشيوخ كالإمام احمد بن حنبل وأبى سليمان الدارانى وغيرهما وقد روى عن سفيان الثورى أنه تكلم به وبعضهم يذكر ذلك عن الحسن البصرى" .اهـ ملحوظة : عبارة لم يكن مشهورا لاتنافي انه كان موجود.
وقال في مجموع الفتاوى "11/17" : 
"طائفة ذمت الصوفية والتصوف وقالوا أنهم مبتدعون خارجون عن السنة ونقل عن طائفة من الأئمة في ذلك من الكلام ما هو معرفون وتبعهم على ذلك طوائف من أهل الفقه والكلام وطائفة غلت فيهم وادعوا أنهم أفضل الخلق وأكملهم بعد الأنبياء وكلا طرفي هذه الأمور ذميم , والصواب أنهم مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطىء وفيهم من يذنب فيتوب أو لا يتوب ومن المنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه عاص لربه وقد انتسب إليهم من أهل البدع والزندقة ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم ".اهـ
أقوال ابن القيم في التصوفقال ابن القيم في كتابه مدارج السالكين " ج1 ص135" أنهم "أي الصوفية" كانوا أجل من هذا وهممهم أعلى وأشرف إنما هم حائمون على اكتساب الحكمة والمعرفة وصهارة القلوب وزكاة النفوس وتصحيح المعاملة … أما في "ج2 ص307" فنجده يقول : "التصوف زاوية من زوايا السلوك الحقيقي وتزكية النفس وتهذيبها لتستعد لسيرها إلى صحبة الرفيق الأعلى,ومعية من تحبه , فان المرء مع من احب .كما قال سمنون : ذهب المحبون بشرف الدنيا والاخرة , فان المرء مع من احب, والله اعلم/. قال ابن القيم في كتابه طريق الهجرتين "ص261-260" "ومنها أن هذا العلم "التصوف" هو من أشرف علوم العباد وليس بعد علم التوحيد أشرف منه وهو لا يناسب إلا النفوس الشريفة/. قال ابن القيم في مدارج السالكين "1/ 499" /الدين كله خلق , فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين , وكذلك التصوف/ . قال أبو بكر الكتاني : " التصوف خُـلـق فمن زاد عليك في الخُلق زاد عليك في التصوف ". وقيل : التخلي من الرذائل والتحلي من الفضائل ". الي ان قال : قال شيخ الاسلام "أي شيخ الاسلام الهروي الصوفي" : "واجتمعت كلمة الناطقين في هذا العلم : أن التصوف هو الخلق , وجميع الكلام فيه يدور على قطب واحد وهو: بذل المعروف وكف الاذى". قلت : "ومن الناس من يجعلها ثلاثة : كف الاذى واحتمال الاذى وايجاد الراحة ومنهم من يجعلها اثنين – كما قال الشيخ بذل المعروف وكف الاذى . ومنهم ومن يردها الي واحدة بذل المعروف والكل صحيح "اه. قال ابن القيم في كتابه " شرح منازل السائرين" : "الصوفية ثلاثة أقسام : صوفية الأرزاق ,وصوفية الرسوم ، وصوفية الحقائق ، وبدع الفريقين المتقدمين يعرفها كل من له إلمام بالسنة والفقه ... وإنما الصوفية صوفية الحقائق الذين خضعت لهم رؤوس الفقهاء والمتكلمين فهم في الحقيقة علماء حكماء" أهـ . الصوفية والفقراء عند ابن القيم : قال ابن القيم في مدارج السالكين "ج2 ص 368" "ثم انهم – في انفسهم فريقان : صوفية وفقراء , وهم متنازعون في ترجيخ الصوفية على الفقراء أو بالعكس أو هما سواء , على ثلاثة اقوال :- فطائفة رجحت الصوفي , منهم كثير أهل العراق ,وعلى هذا صاحب العوارف وجعلوا نهاية الفقير : بداية الصوفي . -وطائفة رجحت الفقير , وجعلوا الفقر لب التصوف وثمرته , وهم اكثر أهل خرسان. -وطائفة ثالثة , قالوا : الفقر والتصوف شيئ واحد , وهؤلاء هم اهل الشام". قال ابن القيم في مدارج السالكين "ج1 ص199" وهويصف الشيخ عبدالقادر -بالشيخ – العارف - القدوة قال ابن القيم : "وهو معنى قول الشيخ العارف القدوة عبدالقادر الكيلاني : "الناس اذا وصلوا الي القضاء والقدر أمسكواالا انا فانفتحت لي فيهع روزنة فنازعت أقدار الحق بالحق للحق , والرجل من يكون منازعا للقدر لا من يكون مستسلما للقدر/. تعريف العارف بالله عند الصوفية قال ابن القيم في مدارج السالكين "ج3 ص334" "فالعارف – عندهم -أي الصوفية ,:من عرف الله سبحانه بأسمائه وصفاته وأفعاله , ثم صدق الله في معاملته , ثم اخلص له في مقصوده ونياته, ثم انسلخ من أخلاقه الرديئة وآفاته ,ثم تطهر من أوساخه ومخالفاته , ثم صبر على احكام الله في نعمه وبلياته , ثم دعا على بصيرة بدينه وآياته ,ثم جرد الدعوة إليه وحده بما جاء به رسوله , ولم يشبها باراء الرجال واذواقهم ومواجيدهم ومقاييسهم ومعقولاتهم , ولم يزن بها ماجاء به الرسول عليه من الله أفضل صلواته . فهذا الذي يستحق اسم العارف على الحقيقة – اذا سمى به غيره على الدعوى والاستعارة ". قال ابن القيم في مدارج السالكين "ج3 ص335" "قال بعض السلف : نوم العارف يقظة , وأنفاسه تسبيح , ونوم العارف أفضل من صلاة الغافل . وانما كان نوم العارف يقظة لان قلبه حي وعيناه تنامان وروحه ساجدة تحت العرش بين يدي ربها وفاطرها , جسده في الفرش وقلبه حول العرش". الانتفاع بمجالسة العارفين عند ابن القيم قال ابن القيم في مدارج السالكين "ج3 ص335" "وقيل : مجالسة العارف تدعوك من ست إلى ست : من الشك إلى اليقين , ومن الرياء الى الإخلاص , ومن الغفلة الى الذكر , ومن الرغبة في الدنيا الى الرغبة في الاخرة , ومن الكبر الى التواضع , ومن سوء الطوية الى النصيحة" . الإمام الشافعي وإنتفاعه من السادة الصوفية قال ابن القيم في مدارج السالكين "ج3 ص128" "قال الشافعي رضي الله عنه : صحبت الصوفية فما انتفعت منهم الا بكلمتين , سمعتهم يقولون : الوقت سيف فإن قطعته والا قطعك , ونفسك إن لم تشغلها بالحق وإلا شغلتك بالباطل . قلت : يالهما من كلمتين ,ماأنفعهما وأجمعهما وأدلهما على علو همة قائلها ويقظته , ويكفي في هذا ثناء الشافعي على طائفة أي السادة الصوفية . هذا قدر كلماتهم .وهذا ما حذر منه الإمام إبن القيم ابن القيم يمتدح طريق التصوف و يحذر مخالفيهم من الفهم السقيم عنهم قال ابن القيم في مدارج السالكين "ج3 ص330" مانصه :"فاعلم أن في لسان القوم "أي الصوفية" من الاستعارات واطلاق العام وإرادة الخاص , وإطلاق اللفظ وإرادة إشارته دون حقيقة معناه ماليس في لسان احد من الطوائف غيرهم ,ولهذا يقولون : "نحن أصحاب اشارة ولا أصحاب عبارة , و"الاشارة لنا والعبارة لغيرنا". وقد يطلقون العبارة التي يطلقها الملحد ويريدون بها معنى لافساد فيه . 
وصار هذا سببا لفتنة طائفتين : طائفة تعلقوا عليهم بظاهر عباراتهم فبدعوهم وضللوهم . 


وطائفة: نظروا الي مقاصدهم ومغذاهم فصبوا تلك العبارات وصححوا تلك الاشارات ,


فطالب الحق يقبله ممن كان ويرد ماخالفه على من كان ". 


قال ابن القيم في مدارج السالكين "ج3 ص151": "فإياك ثم إياك والألفاظ المجملة المشتبهة التي وقع اصطلاح القوم عليها ,


فإنها أصل البلاء , وهي مرد الصديق والزنديق , فإذا سمع الضعيف المعرفة والعلم بالله تعالى لفظ "اتصال , وانفصال ,


ومسامرة , ومكالمة , وأنه لاوجود في الحقيقة الا وجود الله , وأن وجود الكائنات خيال ووهم , وهو بمنزلة وجود الظل القائم بغيره ",

فسمع منه مايملأ الاذان من حلول واتحاد وشطحات . والعارفون من القوم أطلقوا هذه الالفاظ ونخوها ,


وأرادوا بها معاني صحيحة في نفسها فغلط الغالطون في فهم ما ارادوه ونسبوهم الي الحادهم وكفرهم".
[FONT=lucida grande, tahoma, verdana, arial, sans-serif][/FONT] 
ابن القيم يتكلم عن فناء الصوفية قال ابن القيم في المدارج "1/139" "والفناء الذي يشير إليه القوم ويعملون عليه :



أن تذهب المحدثات في شهود العبد وتغيب في أفق العدم كما كانت قبل أن توجد ويبقى الحق تعالى كما لم يزل


ثم تغيب صورة المشاهِد ورسمه أيضا فلا يبقى له صورة ولا رسم ثم يغيب شهوده أيضا فلا لايبقى له شهود ويصير الحق هو الذي يشاهد نفسه بنفس

كما كان الأمر قبل إيجاد المكونات وحقيقته :أن يفنى من لم يكن ويبقى من لم يزل حتى قال : .

..وليس مرادهم فناء وجود ماسوى الله في الخارج بل فناؤه عن شهودهم وحسهم/ اهـ .
[FONT=lucida grande, tahoma, verdana, arial, sans-serif][/FONT] 
ويقول ابن القيم في المدارج "1/155" "ولكن في حالة السكر والإصطلام والفناء قد يغيب عن هذا التميز ،


وفي هذه الحال قد يقول صاحبها: ما يحكى عن أبي يزيد أنه قال: سبحاني أو ما في الجبة إلا الله ، 

ونحو ذلك من الكلمات التي لو صدرت عن قائلها وعقله معه لكان كافرا ، ولكن مع سقوط التمييز والشعور قد يرتفع عنه قلم المؤاخذة".
[FONT=lucida grande, tahoma, verdana, arial, sans-serif][/FONT] 
وفي ص39 نجد ابن القيم يجسد نظرة ابن تيمية فيقول: "وهذه الشطحات أوجبت فتنة على طائفتين من الناس : 


إحداهما حجبت بها عن محاسن هذه الطائفة ولطف نفوسهم وصدق معاملتهم فأهدروها لما حل من هذه الشطحات وأنكروها غاية الإنكار 

وأساءوا الظن بهم مطلقا وهذا عدوان وإسراف… وهذه الشطحات ونحوها هي التي حذر منها سادات القوم وذموا عاقبتها وتبرءوا منها".
[FONT=lucida grande, tahoma, verdana, arial, sans-serif][/FONT] 
العلم اللدني عند ابن القيم يقول ابن قيم الجوزية في مدارج السالكين "ج2 ص457" "" 

فصل قال الدرجة الثالثة علم لدني إسناده وجوده وإدراكه عيانه ونعته حكمه ليس بينه وبين الغيب حجاب 

يشير القوم بالعلم اللدني إلى ما يحصل للعبد من غير واسطة بل بإلهام من الله وتعريف منه لعبده كما حصل للخضر عليه السلام يغير واسطة موسى 

قال الله تعالى آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما الكهف 65"".
[FONT=lucida grande, tahoma, verdana, arial, sans-serif][/FONT] 
يقول ابن قيم الجوزية في مدارج السالكين "ج2 ص457": "" و العلم اللدني ثمرة العبودية والمتابعة والصدق مع الله والإخلاص له 


وبذل الجهد في تلقي العلم من مشكاة رسوله وكمال الانقياد له فيفتح له من فهم الكتاب والسنة بأمر يخصه ب


كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقد سئل هل خصكم رسول الله بشيء دون الناس فقال :

لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إلا فهما يؤتيه الله عبدا في كتابه فهذا هو العلم اللدني الحقيقي"". 

ابن القيم والمقامات والأحوال : قال ابن القيم في مدارج السالكين "ج1 ص 135" 


ولارباب السلوك اختلاف كثير في عدد المقامات وترتيبها , كل يصف منازل سيره وحال سلوكه 

ولهم اختلاف في بعض منازل السير : هل هي من قسم الاحوال ؟ والفريق بينهما : أن المقامات كسبية والاحوال وهبية .

ومنهم من يقول : الاحوال من نتائج المقامات , والمقامات نتائج الاعمال , فكل من كان اصلح عملا كان اعلى مقاما وكل من كان اعلى مقاما كان اعظم حالا .
[FONT=lucida grande, tahoma, verdana, arial, sans-serif][/FONT]
[FONT=lucida grande, tahoma, verdana, arial, sans-serif][/FONT] 
الفراسة عند الصوفية : قال ابن القيم في مدارج السالكين "ج2 ص483" "ا


لفراسة سببها نور يقذفه الله في قلب عبده يفرق به بين الحق والباطل , والحالي والعاطل , والصادق والكاذب . 


وحقيقتها : أنها خاطر يهجم على القلب ينفي مضاده , يثب على القلب كوثوب الأسد على الفريسة ,


لكن الفريسة فعلية بمعنى مفعولة . وبناء الفراسة كبناء الولاية والامارة والسياسة . وهذه "الفراسة" على حسب قوة الايمان ,

فمن كان أقوى إيمانا فهو أحد فراسه . قال أبو سعيد الخذار : من نظر بنور الفراسة نظر بنور الحق , وتكون مواد علمه مع الحق بلاسهو ولاغفلة ,

بل حكم حق جرى على لسان عبده . وقال الواسطي : الفراسة شعاشع أنوار لمعت في القلوب ,


وتمكن معرفة جملة السرائر في الغيوب من غيب الي غيب , حتى يشهد الأشياء من حيث أشهده الحق إياها فيتكلم عن ضمير الخلق . 


وقال الداراني : الفراسة مكاشفة النفس ومعاينة الغيب , وهي من مقامات الايمان . وسئل بعضهم عن الفراسة ؟ فقال : 


أرواح تتقلب في الملكوت , فتشرف على معاني الغيوب , فتنطق عن أسرار الخلق نطق مشاهدة لاتطق ظن وحسبان . 

وكان الجنيد يوما يتكلم على الناس , فوقف عليه شاب نصراني متنكراً , فقال :


أيها الشيخ مامعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم "اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله" , فأطرق الجنيد , ثم رفع رأسه اليه وقال : 

فقد حان وقت اسلامك ,فأسلم الغلام . وكان إياس بن معاوية من ظاعظم الناس فراسة , وله الوقائع المشهورة , 

وكذلك الشافعي رحمه الله , وقيل إن له فيها تآليف "اه. 

ابن القيم يوافق قول رابعة العدوية بعبودية الله تعالى من غير حظوظ , لاجله ورضاه ولانه يستحق العبادة


[FONT=lucida grande, tahoma, verdana, arial, sans-serif][/FONT] 
قال ابن القيم في كتابه "الفوائد ص 109" مستشهداً " قال الأسود بن سالم: 


ركعتين اصليه لله أحب الي من الجنة بما فيها. فقيل له: هذا خطأ, فقال: دعونا من كلامكم, الجنة رضى نفسي, 
والركعتان رضى ربي, ورضى ربي أحب الي من رضى نفسي".
[FONT=lucida grande, tahoma, verdana, arial, sans-serif][/FONT] 
ابن القيم يتأدب مع شيخه الصوفي وهو : "شيخ الاسلام العلامة أبو اسماعيل عبدالله بن محمد الانصاري الهروي الصوفي".

[FONT=lucida grande, tahoma, verdana, arial, sans-serif][/FONT] 
قال ابن القيم في مدارج السالكين "ج2 ص52" "والله يشكر لشيخ الاسلام "الهروي" سعيه , ويعلي درجته , 


ويجزيه أفضل جزائه , ويجمع بيننا وبيته في محل كرامته , فلو وجد مريده "ابن القيم" سعة وفسحة في ترك الاعتراض عليه واعتراض كلامه مافعل.
كيف وقد نفعه الله بكلامه , وجلس بين يديه مجلس التلميذ من استاذه , وهو أحد من كان على يديه فتحه يقظة ومناما . 

وهذا غاية جهد المقل في هذا الموضوع , فمن كان عنده فضل علم فاليجذبه أو فاليعذر ولايبادر الي الانكار ,
فكم بين الهدهد ونبي الله سليمان وهو يقول له "احط بما لم تحط به" 

وليس شيخ الاسلام أعلم من نبي الله سليمان وليس المعترض باجهل من 
  • أبو حنيفة النعمان ، أبو حنيفة بالإضافة لكونه صاحب أحد المذاهب الفقهية الأربعة فهو صاحب طريقة في التصوف، قال علي الدقاق: أنا أخذت هذه الطريقة من أبي القاسم النصر أباذي وقال أبو القاسم: أنا أخذتها من الشبلي، وهو من السري السقطي، وهو من معروف الكرخي، وهو من داوود الطائي، وهو أخذ العلم والطريقة من أبي حنيفة رضي الله عنه، وكل منهم أثنى عليه وأقر بفضله[85].
  • مالك بن أنس ، قال: من تفقه ولم يتصوف فقد تفسق، ومن تصوف ولم يتفقه فقد تزندق، ومن جمع بينهما فقد تحقق[86].
  • محمد بن إدريس الشافعي ، قال: حبب إليّ من دنياكم ثلاث: ترك التكلف، وعشرة الخلق بالتلطف، والاقتداء بطريق أهل التصوف[87].
  • أحمد بن حنبل ، قال عن الصوفية: لا أعلم أقواماً أفضل منهم. قيل له: إنهم يستمعون ويتواجدون؟ قال: دعوهم يفرحوا مع الله ساعة[88]. وكان الإِمام أحمد بن حنبل قبل مصاحبته للصوفية يقول لولده عبد الله: يا ولدي عليك بالحديث، وإِياك ومجالسة هؤلاء الذين سموا أنفسهم صوفية، فإِنهم ربما كان أحدهم جاهلاً بأحكام دينه. فلمَّا صحب أبا حمزة البغدادي الصوفي، وعرف أحوال القوم، أصبح يقول لولده: يا ولدي عليك بمجالسة هؤلاء القوم، فِإِنهم زادوا علينا بكثرة العلم والمراقبة والخشية والزهد وعلو الهمة[89][90].
  • أبو حامد الغزالي ، قال: إني علمت يقيناً أن الصوفية هم السالكون لطريق الله تعالى خاصة، وأن سيرتهم أحسن السير، وطريقهم أصوب الطرق، وأخلاقهم أزكى الأخلاق. بل لو جُمع عقل العقلاء، وحكمة الحكماء، وعلم الواقفين على أسرار الشرع من العلماء، ليغيروا شيئاً من سيرهم وأخلاقهم، ويبدلوه بما هو خير منه، لم يجدوا إليه سبيلاً. فإن جميع حركاتـهم وسكناتـهم، في ظاهرهم وباطنهم، مقتبسة من نور مشكاة النبوة؛ وليس وراء نور النبوة على وجه الأرض نور يستضاء به. وبالجملة فماذا يقول القائلون في طريقةٍ طهارتُها - وهي أول شروطها - تطهيرُ القلب بالكلية عما سوى الله تعالى، ومفتاحها الجاري منها مجرى التحريم من الصلاة استغراقُ القلب بالكلية بذكر الله، وآخرها الفناء بالكلية في الله[91].
  • العز بن عبد السلام الملقب بسلطان العلماء، وقد أخذ التصوف عن شهاب الدين عمر السهروردي، وسلك على يد الشيخ أبي الحسن الشاذلي، قال: قعد القوم من الصوفية على قواعد الشريعة التي لا تنهدم دنيا وأخرى، وقعد غيرهم على الرسوم، ومما يدلك على ذلك، ما يقع على يد القوم من الكرامات وخوارق العادات، فإِنه فرع عن قربات الحق لهم، ورضاه عنهم، ولو كان العلم من غير عمل، يرضي الحق تعالى كل الرضى، لأجرى الكرامات على أيدي أصحابهم، ولو لم يعملوا بعلمهم، هيهات هيهات[92].
  • النووي ، قال في رسالته المقاصد: أصول طريق التصوف خمسة: تقوى الله في السر والعلانية، واتباع السنة في الأقوال والأفعال، الإِعراض عن الخلق في الإِقبال والإِدبار، الرضى عن الله في القليل والكثير، والرجوع إِلى الله في السراء والضراء[93].
  • ابن تيمية ، قال عن تمسك الصوفية بالكتاب والسنة: فأما المستقيمون من السالكين كجمهور مشايخ السلف مثل الفضيل بن عياض، وإبراهيم بن أدهم، وأبي سليمان الداراني، ومعروف الكرخي، والسري السقطي، والجنيد بن محمد، وغيرهم من المتقدمين، ومثل الشيخ عبد القادر الجيلاني والشيخ حماد، والشيخ أبي البيان، وغيرهم من المتأخرىن، فهم لا يسوغون للسالك ولو طار في الهواء، أو مشى على الماء، أن يخرج عن الأمر والنهي الشرعيين، بل عليه أن يعمل المأمور ويدع المحظور إِلى أن يموت. وهذا هو الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة وإِجماع السلف، وهذا كثير في كلامهم[94].
  • تاج الدين السبكي، قال في كتابه "معيد النعم ومبيد النقم"، تحت عنوان الصوفية: حياهم الله وبيَّأهم وجمعنا في الجنة نحن وإِياهم. وقد تشعبت الأقوال فيهم تشعباً ناشئاً عن الجهل بحقيقتهم لكثرة المُتلبِّسين بها، بحيث قال الشيخ أبو محمد الجويني: لا يصح الوقف عليهم لأنه لا حدَّ لهم. والصحيح صحته، وأنهم المعرضون عن الدنيا المشتغلون في أغلب الأوقات بالعبادة.. ثم تحدث عن تعاريف التصوف إِلى أن قال: والحاصل أنهم أهل الله وخاصته الذين ترتجى الرحمة بذكرهم، ويُستنزل الغيث بدعائهم، فوعنَّا بهم[95].
  • جلال الدين السيوطي، قال: إن التصوف في نفسه علم شريف، وإِن مداره على اتباع السنة وترك البدع، والتبرِّي من النفس وعوائدها وحظوظها وأغراضها ومراداتها واختياراتها، والتسليمِ لله، والرضى به وبقضائه، وطلبِ محبته، واحتقارِ ما سواه.. وعلمتُ أيضاً أنه قد كثر فيه الدخيل من قوم تشبهوا بأهله وليسوا منهم، فأدخلوا فيه ما ليس منه، فأدى ذلك إِلى إِساءة الظن بالجميع، فوجَّه أهلُ العلم للتمييز بين الصنفين ليُعلمَ أهل الحق من أهل الباطل، وقد تأملتُ الأمور التي أنكرها أئمة الشرع على الصوفية فلم أرَ صوفياً محقِّقَاً يقول بشيء منها، وإِنما يقول بها أهل البدع والغلاةُ الذين ادَّعَوْا أنهم صوفية وليسوا منهم[96].
  • ابن عابدين، وقد تحدَّثَ عن البدع الدخيلة على الدين مما يجري في المآتم والختمات من قِبل أشخاص تزيَّوْا بزِي العلم، وانتحلوا اسم الصوفية، ثم استدرك الكلام عن الصوفية الصادقين حتى لا يُظن أنه يتكلم عنهم عامة فقال: ولا كلام لنا مع الصُدَّقِ من ساداتنا الصوفية المبرئين عن كل خصلة رديَّة، فقد سُئل إِمامُ الطائفتين الجنيد: إِن أقواماً يتواجدون ويتمايلون؟ فقال: دعوهم مع الله تعالى يفرحون، فإِنهم قوم قطَّعت الطريقُ أكبادَهم، ومزَّق النصبُ فؤادَهم، وضاقوا ذرعاً فلا حرج عليهم إِذا تنفسوا مداواةً لحالهم، ولو ذُقْتَ مذاقهم عذرتهم في صياحهم[97].
تصوف السلطان صلاح الدين الأيوبي 1- يصف لنا ابن شداد "سكرتيره وقاضيه" شخصية صلاح الدين بقوله: (كان رحمه الله حسن العقيدة كثير الذكر لله تعالى قد أخذ عقيدته على الدليل بواسطة البحث مع مشايخ أهل العلم. وقد جمع له الشيخ "أبو المعالي النيسابوري المنعوت بالقطب"عقيدة سليمة في علم الظاهر والباطن (ترويح القلوب في ذكر ملوك بني أيوب، المرتضى الزبيدي. ت صلاح الدين المنجد دمشق 1971 مطبوعات مجمع اللغة العربية. ص899. انظر ترجمة القطب النيسابوري في جامع الأولياء ج(2) ص444.) ــــــــــــــــــ 2- وقد ورد عنه أنه خلال المعارك كان يصحب علماء الصوفية لأخذ الرأي والمشورة فضلاً على أن وجودهم يعتبر حافزاً قوياً للمريدين على القتال ببسالة وشجاعة نادرة و كان يكثر الدعاء من زيارة قبور العلماء و الصالحين و أضرحتهم ". " (انظر سياسة صلاح الدين الأيوبي في بلاد الشام والجزيرة –رسالة دكتوراة- جامعة بغداد. د.عبد القادر نوري- بغداد 1976 –مطبعة الإرشاد –ص438 وتواليها.) ــــــــــــــــــ 3- وقد سلك صلاح الدينطريق زهد الصوفية لدرجة أنه كما قال ابن شداد: "مات رحمه الله ولم يحفظ ما تجب عليه الزكاة... ولم يخلف في خزانته من الذهب والفضة إلا سبعة وأربعين درهماً ناصرية وجرماً واحداً ذهباً ولم يخلف ملكاً ولا داراً ولا عقاراً ولا بستاناً ولا قرية ولا مزرعة ولا شيئاً من أنواع الأملاك" . "وقنع من الدنيا في ظل خيمة تهب بها الرياح ميمنة وميسرة" (النوادر السلطانية، ص6، ص16.) ــــــــــــــــــ4- ويقول المقريزي إن صلاح الدين أول من أنشأ خانقاه للصوفية بمصر ووقف عليها أوقافاً كثيرة وكان سكانها يعرفون بالعلم والصلاح وولي مشيختها الأكابر. (الخطط والآثار ج(2) ص415. بدائع الزهور ج(1) قسم(1) ص242) ــــــــــــــــــ 5- وقريب من قول المقريزي يقول (ابن جبير في رحلته ص46) "ومن مناقب هذا البلد (مصر) ومفاخره العائدة في الحقيقة إلى سلطانه المدارس والمحارس الموضوعة لأهل الطلب والتعبد... وهذا السلطان الذي سن هذه السنن المحمودة هو صلاح الدين المظفر يوسف بن أيوب وصل الله صلاحه وتوفيقه".) قد استرعت انتباه هذا الرحالة الأندلسي أحوال الصوفية فقال:"وهذه الطائفة الصوفية هم الملوك بهذه البلاد لأن قد كفاهم الله مؤن الدنيا وفضولها وفرغ خواطرهم لعبادته... وبالجملة فأحوالهم كلها بديعة...". ــــــــــــــــــ 6-ويذكر ابن إياس في بدائع الزهور (تاريخ مصر) عند حديثه عن مناقب صلاح الدين "وهو أول من اتخذ قيام المؤذنين في أواخر الليل وطلوعهم إلى المآذن للتسبيح حتى يطلع الفجر... وكان لا يلبس إلا الثياب القطن والجبب الصوف وقد عدّه اليافعي في كتاب روض الرياحين من جملة الأولياء الثلاثمائة". (بدائع الزهور في وقائع الدهور (تاريخ مصر) ابن إياس الحنفي. ت. محمد مصطفى، القاهرة 1982، الهيئة المصرية للكتاب ط2. ج1 ص248) وقد لمح ذلك الصفدي ت 764هـ بقصيدة مدح فيها نور الدين وصلاح الدين وما أدخلاه من سنن حسنة فقال من قصيدة: أحيا الذي قد سن نور الدين وزاد ما أمكن من تحسين وقال آخر: ودمت صلاح الدين للدين مصلحاً يطيعك في تصريف أحوالك الدهر انظر تحفة ذوي الألباب في من حكم بدمشق من الخلفاء والملوك والنواب، الصفدي القسم(2). ص83. منشورات وزارة الثقافة- 1992. كما أثنى أحد شعراء صلاح الدين على نزعة التصوف التي تميز بها السلطان فقال: ملك له في الحرب بحر تفقه وله غداة السلم زهد تصوفأحييت دين محمد وأقمته وسترته من بعد طول تكشف انظر عيون الروضتين في أخبار الدولتين، أبوشامة المقدسي، منشورات وزارة الثقافة 1992. ج2 ص177 ــــــــــــــــــ 7- وخلال فتح صلاح الدين للقدس (583) أمر المسلمين بالمحافظة على كنيسة القيامة "وبنى بالقرب منها مدرسة للفقهاء الشافعية ورباطاً للصلحاء الصوفية ووقف عليهما وقوفاً وأسدى بذلك إلى الطائفتين معروفاً" (الفتح القسي في الفتح القدسي، العماد الأصبهاني ت. محمد محمود صبح القاهرة 1965، المؤسسة العامة للتأليف ص145.) ــــــــــــــــــ 8- ويؤكد ابن الوردي في تاريخه حضور مشايخ الصوفية فتح القدس بقوله: "وشهد فتحه كثير من أرباب الخرق والزهد والعلماء في مصر والشام بحيث لم يتخلف منهم أحد"). ( تتمة المختصر في أخبار البشر، ابن الوردي. ت. أحمد رفعت البدراوي بيروت 1970، دار المعرفة ط1 ج2 ص147) ــــــــــــــــــ 9- والروايات كثيرة تؤكد زهد صلاح الدين وتقشفه في مأكله وملبسه بينما يغدق كرمه على الفقهاء والصوفية ويوقف القرى بما تملك من موارد وأرباح خدمة للزوايا ودور الفقراء. (البداية والنهاية ج12 ص193) ــــــــــــــــــ 10- وبلغ من تعظيمهللرسول صلي الله عليه وسلم واهتمامه بمولده الشريف أنه كان يدفع للكتاب الذين يؤلفون في قصة المولد العطايا الواسعة. وجدير بالذكر أن المدائح النبوية ازدهرت في فترة الحروب الصليبية وأصبحت فناً مستقلاً بذاته فقد مدح الشعراء الرسول صلي الله عليه وسلم وتوسلوا به إلى اللهسبحانه لكشف الغمة عن أمته (الأدب في العصر الأيوبي، محمد زغلول سلام. القاهرة 1968 دار المعارف ص236) ــــــــــــــــــ 11- ومما يدل على محبة صلاح الدين للصوفية قول ابن الأثير في الكامل "كان يحضر عنده الفقراء والصوفية ويعمل لهم السماعَ فإذا قام أحدهم لرقص أو سماع يقوم له فلا يقعد حتى يفرغ الفقير" (الكامل في التاريخ ج12 ص97.). ــــــــــــــــــ 12- ويحكى عن صلاح الدين الأيوبي أنه كان إذا سمع بأحد العارفين بالله زاره في زاويته ليقتبس من أنواره وقد سار إلى بغداد للقاء شيخ الطريقة القادرية علي بن الحسين المعروف "قضيب البان" الذي شجعه على قيادة جيوش الإيمان وأرسل معه عدداً من أبنائه للمشاركة في المعركة وقد استطاع أحدهم وكانملثماً قتل أحد قادة جيوش الصليبيين وقد طلب من الفارس الملثم التقدم للمكافأة فلم يجب أحد(نهاية المطالب في أنساب فاطمة الزهراء وعلي بن أبي طالب من دمشق الفيحاء إلى الموصل الحدباء، أبحاث ودراسات حققها صلاح الدين الموصلي دمشق 1975 مطبعة الثبات ص12).ــــــــــــــــــ 13- قد شد صلاح الدين الرحال أكثر من مرة إلى زيارة أولياء عصره من ذلك ما قالهالمؤرخون "كما زار السلطان الشيخ الزاهد أبي زكريا المغربي عند مشهد عمر بن عبد العزيز –في معرة النعمان- فتبرك بزيارة الميت والحي". (انظر عيون الروضتين ج2 ص134، الأعلاق الخطيرة ج ذكر أمراء الشام والجزيرة لابن شداد- عز الدين- منشورات وزارة الثقافة 1975 ج1 قسم 1 ص174. الدر المنتخب في تاريخ مملكة حلب لابن الشحنة ص99. الكامل ج12 ص20. عند حديث ابن شداد عن المزارات التي في ظاهر حلب ص154. قال: "ومنها مشهد الحسين... ولما ملك صلاح الدين يوسف حلب زاره في بعض الأيام وأطلق له عشرة آلاف درهم. ــــــــــــــــــ 14- ذكر السيوطي رحمه الله في تاريخ الخلفاء أن صلاح الدّين هو الذي بنى تربة وقبة الامام الشافعي في مصر، ويُذْكر عنه أنه هو الذي بنى ضريح الرّاعي في فلسطين. ــــــــــــــــــ 16- قال السبكي: « دخل يومًا القاضي الفاضل وزير السلطان لزيارة الشافعي، فوجده – الخبوشاني شيخ صلاح الدين – يلقي الدرس على كرسي ضيق، فجلس وجنبه إلى القبر، فصاح الشيخ فيه، قم، قم، ظهرك إلى الإمام؟ فقال الفاضل: إن كنت مستدبره بقالبي فأنا مستقبله بقلبي، فصاح فيه أخرى وقال: ما تُعُبِّدنا بهذا. فخرج وهو لا يعقل » [طبقات السبكي 7/15 – 17 محققة].
الإمام الحافظ أبو نعيم الأصبهاني لبس الخرقة الصوفية 336 هـ:430 هـ الإمام الحافظ أبو نعيم الأصبهاني من أكابر الصوفية ولد عام 336 هـ ووفيات سـنة 430 هـ وهو صاحب كتاب تاريخ أصبهان وكتاب حلية الأولياء ودلائل النبوة ومعجم الصحابة وغيرها وكتبة لا يستغني عنها طلاب العلماء ولا العلماء ومن أشهر تلاميذه الإمام الخطيب البغدادي. ــــــــــــــــــ الإمام أبو نعيم ذكر أن الصحابة ومن ترجمهم من الصوفية حيث قال في مقدمة كتابه : فقد استعنت بالله عز وجل وأجبتك إلى ما ابتغيت من جمع كتاب يتضمن أسامي جماعة من الصوفية وبعض أحاديثهم وكلامهم ، من أعلام المتحققين من المتصوفة وأئمتهم ، وترتيب طبقاتهم من النساك ومحجتهم ، من قرن الصحابة والتابعين ، ومن بعدهم ممن عرف الأدلةوالحقائق ، وباشر الأحوال والطرائق ...) حلية الأولياء ج1 ص 3 ، 4 . ــــــــــــــــــ قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ج17 ص 454 أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران , الإمام الحافظ , الثقة العلامة , شيخ الإسلام , أبو نُعيم , المهراني , الأصبهاني , الصوفي , الأحول , سبط الزاهد محمد بن يوسف البناء , وصاحب "الحلية" ولد سنة ست وثلاثين وثلاث مائة . وكان أبوه من علماء المحدثين والرحالين فاستجاز له جماعة من كبار المسندين فأجاز له من الشام خيثمة بن سليمان بن حيدرة ومن نيسابور أبو العباس الأصم , ومن واسط عبد الله بن عمر بن شوذب ومن بغداد أبو سهل بن زياد القطان , وجعفر بن محمد بن نصير الخلدي ومن الدينور أبو بكر بن السني وآخرون . ــــــــــــــــــ وقال ابن مردويه كما جاء في سير أعلام النبلاء ج17 ص 459 : كان أبو نعيم في وقته مرحولاً إليه ولم يكن في أفق من الآفاق أسند ولا أحفظ منه كان حفاظ الدنيا قد اجتمعوا عنده . ـ

   

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !