بقلم : عدنان بشير معيتيق
يبدوا أن القذافي قد استنفذ كل ما عند من أفكار جهنمية في السيطرة على الوضع المنفلت في مملكته الضائعة والتغلب على مقاتلي الثورة في مصراته وجبل نفوسه وغيرها من المدن التي نفضت يدها من بين قبضته الحديدية, باستعماله لأسلحة غير تقليدية محرمة دوليا في الكثير من الأحيان كالجراد والراجمات والقنابل العنقودية والانشطارية على الأحياء السكنية داخل هذه المدن, فها هو يقوم بنفس الفعل والتكتيك العسكري الذكي في قتل الأبرياء والمدنيين من الشعب الذي قام به صديقه المخلص الرئيس المخلوع حسنى في موقعة الجمال بميدان التحرير بالقاهرة حيث كانت محاولة يائسة لفظ الاعتصام ودحر شباب 25 يناير وهم يطالبون بحقوقهم المشروعة في حياة كريمة ,فما كان منه إلا أن يرسل الجمال والبغال صحبة مأجورين لخلق فوضى في الميدان وتعكير صفوت الانتصار ونجاح الثورة وقتل ما أمكن من المواطنين الأبرياء بغيت الانتقام لخروجهم عن الطاعة التي كان يعتقد أو يتوهم هو وصديقه العزيز القذافي أنها سوف تدوم لهما إلى ابد الآبدين بفعل قلة قليله مأجورة من البطانة الفاسدة المنتشرة في زوايا المدن كالبكتريا والطحالب الضارة التي أفسدت كل شيء في الحياة وشوهت صورتها .
ويأتي القذافي بنفس التكتيك العسكري الذكي أيضا بإرسال فرق استطلاع من المرتزقة على ظهور الجمال حتى يتوهم الثوار أن القادم هو من الرعاة المتجولين وما أكثرهم في الضواحي الجنوبية والشرقية من محيط مدينة مصراته بغيت إرسال إحداثيات لراجمات الجراد و المدافع المتمركزة خارج المدينة لقصف كل من يتحرك على الأرض في حدود مرمى نيرانهم إن استطاعوا إليه سبيلا وهذا المشهد هو تخطيطات مبدئية لرسم لوحة إعلان الهزيمة.
وفعلا يتم الإعلان عن بداية موقعة الجمال ولكن بإمكانيات اكبر من التي استخدمها حسنى في ميدان التحرير وبأسلوب أخبث في التعامل مع المدنيين وأكثر عدوانية بقصف المدينة بكل ما أمكن من قوة لتسقط القذائف في كل مكان على رؤوسنا في وسط المدينة بغيت إفساد فرحة الانتصار في جبهات القتال على مشارف المدينة المحصنة والعصية على كتائبه المأجورة البائسة المغفلة, فالإعلان عن بداية موقعة الجمال التخريبية هو في الحقيقة إعلان عن نهاية حكم القذافي الذي استمر 42 عاما من الظلم والاستبداد.
مع هذا كله لا يجد القذافي إلا أن يستمر في عزف موسيقاه الجنائزية لمسلسله الدموي في ليبيا حتى النهاية بآلة الرعب والدمار لضحاياه اغلبهم من المدنيين وأيضا من عناصر كتائبه البائسة التي كان لها النصيب الأكبر في هذه الخسائر بكل ما كان بحوزتها من معدات والآليات قتالية من طائرات وبأرجات و دبابات وصواريخ وغيرها..التي كان من المفترض أن تكون لجيش وطني يدافع عن وطن ومواطن.
عدنان بشير معيتيق
مصراته – ليبيا
2011.06.22
التعليقات (0)