نشر في مجلة الخليج
العجوز الفرنسية وأطفال النرويج
سيسيل موزا عجوز فرنسية تدير فندقا صغيرا في منطقة فروبانس يحمل اسم دو لا فاب. والسيدة سيسيل ليست من قحطان ولا عدنان، ولا علاقة لها بالعرب البائدة، أو العرب العاربة، أو المستعربة، أو العرب عربان، وقبل مدة ظهرت صورتها في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية حاسرة الرأس، لا تغطي شعرها بحجاب إسلامي أو بكوفية عربية، وكانت تتحدث مع مراسل المجلة باللغة الفرنسية، لأن الأرض التي أنجبتها لا تتكلم عربي.
والسيدة سيسيل ليست مفتونة بشمس العرب التي أشرقت على الغرب، فهي لم تقرأ حماسة أبي تمام، ولا ديوان المتنبي.
وسبب ظهور سيسيل في صحيفة يديعوت أحرونوت، كما ذكرت الصحيفة، أن إسرائيلياً يقيم في تل أبيب رغب في تمضية إجازة استجمام مع زوجته في فرنسا، فبحث الاثنان عبر الانترنيت عن فندق مناسب في منطقة فروبانس، ووقع اختيارهما على فندق دو لا فاب تملكه السيدة سيسيل، فاتصلا بالفندق وطلبا حجز غرفة، وفوجئا برد عبر البريد الالكتروني برفض الحجز، وفي المقابلة التي أجرتها المجلة مع صاحبة الفندق السيدة سيسيل بررت القرار بالقول:
إن إسرائيل دولة عنصرية وخطر على السلام العالمي، وتمارس عملية إبادة ضد الفلسطينيين العزل في الضفة الغربية وغزة، وقالت إنها ليست الوحيدة التي ترفض استقبال سياح إسرائيليين، إذ أن معظم الفنادق في منطقتها تفعل الشيء ذاته.
وأضافت: إنني أعارض سياسة إسرائيل، وهذه هي الوسيلة الوحيدة التي أستطيع بها الإعراب عن معارضتي والفرنسيون ليسوا الوحيدين في أوروبا الذين لا يرحبون بالإسرائيليين، إذ أن ما يزيد على 68% من الأوروبيين يرون أن هذه الدولة المارقة خطر على السلام العالمي، وهذا الرأي تجري ترجمته إلى سلوك.
ويذكر الكاتب الفلسطيني نضال حمد رئيس جمعية الصداقة العربية النرويجية في أوسلو أن أطفال النرويج يقاطعون البضائع الإسرائيلية، ويرفضون شراء حتى البرتقال الذي تصدره إسرائيل، احتجاجاً على سياستها الفاشية.
والمضحك المبكي أنه في الوقت الذي ترفض فيه سيسيل استقبال الإسرائيليين في فندقها، ويقاطع أطفال النرويج البضائع الإسرائيلية احتجاجا على حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل في غزة، تلتزم الدول العربية الصمت، وكأن الأمر لا يعنيها، أو لا يعني شيئاً.لا بل ان
بعضها يسوق البضائع الإسرائيليه في البلاد العربيه ويمارس التطبيع مع الصهاينه جهارا نهارا.
( و ما تنسوا الحمير اللي بتلاقوهم في مقاهي ستاربكس ومطاعم ماكدونالدز وغيرها)
ويا سيدة سيسيل، ويا أيها النرويجيون الصغار، ليس بينكم من كان ينشد في طابور الصباح في المدرسة: بلاد العرب أوطاني، أما نحن الذين كنا نردد هذا النشيد كل صباح.. فسامحونا.
|
التعليقات (0)