مواضيع اليوم

موسيقى وأشياء أخرى

Riyad .

2016-06-15 18:47:23

0

موسيقى وأشياء أخرى

بين فينة وأخرى تٌثار قضايا لا قيمة لها عند الغالبية المٌطلقة , تلك القضايا لا تنتهي بالموسيقى ولا تبدأ بقيادة المرأة للسيارة , المجتمع متنوع متعدد منقسم ظاهرة طبيعية لا مناص منها , الحلال بين والحرام بين والأصل في الأشياء الحل مالم يكن هناك نص واضح وصريح هذا قانون الأشياء في ديننا الإسلامي , مشكلتنا الحقيقة ليست في تعددية الفتاوى و الآراء الفقهية بل في حمل الناس على رأي وقولٍ واحد وهذا ما يمكن تسميته بالإسلام المذهبي البعيد كل البٌعد عن الإسلام الشامل , الإسلام المذهبي يعني البقاء في زاوية الرأي والقول المذهبي الواحد سواءً كان حنبلياً أو شافعياً أو مالكياً أو ما إلى ذلك من الآراء والأقوال المذهبية التي يتناقلها الأفراد ويورثونها للأجيال وكأنها صالحة لكل زمانٍ ومكان , المذاهب الإسلامية المختلفة متفقه على الأصول ومختلفة فيما بينها في قضايا معينة وهذا أمرٌ طبيعي يرتبط بمدى الوعي والفهم وظروف الزمان والمكان , ليس الأمر مقتصراً على المذاهب السٌنية بل حتى المذاهب الشيعية مختلفةً فيما بينها في قضايا ليست من الاصول في شيء , كل الاختلافات طبيعية ولا تٌشكل مصدر خطر على الأصول والقيم إذا أٌحسن التعامل معها بوضعها تحت بند الحريات الشخصية للأفراد والمجتمعات .

المتعصبون لا يؤمنون بالاختلافات ولا يقيمون لها أي وزن , ولا يرون في الأفق غير رؤيتهم التي قد يكتنفها الخطأ والصواب في أحايين كثيرة , سد الذرائع وحماية المجتمع من الانحراف والضلال والأممية الاسلاموية وحمل الناس على رأي واحد بغية تحقيق صورة طبق الأصل ليس من الدين في شيء وليست من الطبيعة البشرية القائمة على الاختلاف والتنوع في كل شيء حتى في طريقة التفكير والممارسة , التعصب الفردي أو الجماعي حالة سلوكية نابعة من طريقة تفكير ضيقة وهذه حالة توجد في كل منهج ومجتمع , التعامل مع التعصب الفردي أو الجماعي لا يكون بالصدام بل بفسح الطريق له ليعيش ويختلط بمختلف الآراء ليتعلم ويكتسب المعارف ويٌراجع بعض أفراده حساباتهم ويقررون إما البقاء في كينونة التعصب أو التغيير للأفضل , هذا التعصب الغير ضار أما التعصب الضار الذي يضر المجتمعات وينشر الضوضاء والغوغاء بدعوى الاحتساب والتشغيب وينال من مختلف الآراء بالأقوال الخادشة ويقف موقف الضد من الممارسات والسلوكيات الطبيعية التي لا ضرر منها فيجب تحجيمه ووضعه تحت مجهر النقد والتصحيح فذلك النوع من التعصب ضار ويٌشكل حاضنة للتطرف والتشدد السلوكي واللفظي الذي ينتهي بالتكفير والتفسيق  واستحلال الدماء المعصومة , التعصب الضار له عدة أسباب يمكن حصرها في طريقة التفكير والتنشئة الاجتماعية وغياب الوعي والتعددية عن الواقع وبقاء الفرد محاطاً بخيلات وأحلام هلامية لا قيمة لها فضلاً عن الظروف الاقتصادية والسياسية وهنا يظهر التدين الهروبي الذي يعتنقه البعض هرباً من ظروف معينة لتغطية فشل أو تحقيق غايات دونية لا قيمة لها في الدين والدٌنيا , ملفات كثيرة تبدأ بحقوق المرأة وقيادتها للسيارة ولا تنتهي بسماع الموسيقى بحرية تامة دون منغصات قولية أو سلوكية كل تلك الملفات ليست بحاجة لآراء تٌشرعنها بل بحاجة لجملة من القوانين الحامية لها والمدافعة عنها وبحاجة لمزيدٍ من الوعي والمعرفة والانفتاح على مختلف الآراء وفسح المجال لتطبيقها على أرض الواقع وتحييد المؤسسات الحكومية عن الدخول في قضايا إيديولوجية ضيقة وهنا تظهر الحاجة الماسة للتعددية الفقهية والمذهبية والمواطنة وتجريم التعصب الضار الذي قف ضد الحقوق ومظاهر الحياة السوية عن جهلٍ وضيق أفق ....






التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات