نشر الكاتب محمد جاسم مقالاً بعنوان : موسى بن جعفر فكر مستقيم و رسالة إصلاح للعالمين
حينما نتصفح أروقة التاريخ فإننا سوف نجد الكثير من المفارقات فيه و الوقائع المتلونة بعد ألوان فمثلاً هنالك العلماء و المفكرون الإسلاميون الذين أثروا المكتبة الإسلامية بالكم الهائل من التراث و الثورة المعرفية و بكل ما من شأنه أن يعجل من تقدم عجلة الإسلام إلى الأمام و يمكنها من مواجهة كل فكر مارق من ديننا الحنيف تارة وعن كل القيم الأخلاقية و المبادئ الإنسانية التي أسست لها السماء و جسدها على أرض الواقع الكثير من العناوين الإسلامية المخلصة في قولها و فعلها ومع ما يتماشى مع جاءت به رسالات الأنبياء و المرسلين ( عليهم السلام ) ولعل من بين تلك الثلة المؤمنة بالسماء و التي قدمت المواقف المشرفة التاريخية التي جعلتها في موضع تخلده الأجيال كلما تجدد ذكرها الطيب ومنهم موسى بن جعفر ( عليه السلام ) و الذي ستهل بعد أيام قلائل الذكرى الأليمة لرحيله إلى الرفيق الأعلى رغم أن الدنيا قد خسرت تلك الجوهرة العلمية و الفكرية الرصينة حيث أغنت بعلومها و أفكارها المكتبة الإنسانية وبما يضعها في المقدمة، نعم هكذا هي شخصية الكاظم حتى أنه سمي بذلك لأخلاقه السمحة و تخلقه بمكارم الأخلاق الطيبة التي ورثها من نبي الأخلاق السامية المصطفى ( صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم ) و التي أصبحت فيما مدرسة لكل الصحابة الكرام ومن قبلهم الخلفاء الراشدين ( رضي الله عنهم أجمعين ) ففي يوم من الأيام كانت إحدى جواريه تصب له الماء من الإبريق فسقط الإبريق من يدها فشقَّ رأسه فنظر إليها نظرة عطف و مسامحة لا نظرة الجبار القادر على الاقتصاص منها بأشد العقاب فتلت قوله تعالى ( و الكاظمين الغيظ ) فقال – عليه السلام – كظمت غيظي .فقالت ( و العافين عن الناس ) فقال لها : ( عفوت عنكِ ) فقالت : ( و الله يُحب المحسنين ) فقال : اذهبي فأنتِ حرة لوجه الله . فلو سأل سائل ماذا كان يفعل العبيد و الجواري في بيت الكاظم ؟ المعروف أن أهل بيت النبوة كانوا يستقطبون تلك الشرائح في بيوتهم و يجعلون منها مدرسة لتعليمهم التعاليم و الأحكام الدينية وبعد أن يكونوا على معرفة واسعة بها يحررونهم لضمان الانتشار الواسع للإسلام هذه هي واحدة من مواقف الكاظم و الكلام يطول في مواقفه المشرفة لكن ما نريد قوله أن مثل هذه الشخصية جديرة بأن نوليها اهتماماً كبيراً و ننهل من معين أخلاقها الكريمة وفكرها النير ؛ لأنه المرآة التي عكست بفعلها و قولها جواهر رسالة الإسلام و كل ما جاءت به من قيم و مبادئ نبيلة و فكر مستقيم و ثورة علمية تستطيع بما تمتلكه من أدوات و مقدمات أن تتصدى لكل انحراف فكري و تداعيات الفكر الإرهابي الذي عاث في الأرض الفساد لأعداء الإسلام و الإنسانية اليد الآثمة التي تقف وراء دس السم لإمامنا المهضوم المظلوم وكما وصفه بذلك الأستاذ الصرخي في بحثه الموسوم نزيل السجون فقال فيه :( إن السبب فيما حصل للإمام الكاظم – عليه السلام – من أئمة الضلالة و تآمرهم عليه و تحريضهم المتكرر و المستمر لرؤوس السلطة الحاكمة ضد الإمام – عليه السلام – أدى إلى تلك النتيجة من السجن ثم السم و القتل فأين ردود فعل الناس !؟ ) .
بقلم محمد الخيكاني
التعليقات (0)