موسوعة جينس والعاطلة المتعلمة

موسوعة جينس والعاطلة المتعلمة

أظن أن موسوعة الأرقام القياسية ستخجل من تصنيف هاشتاق كليات المجتمع نطالب بالتوظيف وخريجات قديمات عاطلات وغيرها من الهاشتاقات الحقوقية ذات الطابع الوظيفي النسائية أو الرجالية على حدٍ سواء فالسنوات مرت والحلول لم تأتي بعد .

للبطالة أسباب متعددة ولعل من أهمها رداءة التخطيط وسيطرة العمالة الأجنبية على السوق المحلي وشيوع الواسطة والفساد لكن أليس العمل حٌق مقدس للشخص أياً كان جنسه أو معتقده أو تخصصه وتأهيله التعليمي , نعم إنه حقٌ مقدس للشخص وعند عدم توفير وظيفة آمنة من جميع النواحي يتم تعويض طالب /ة العمل بمبلغ كافي حتى الحصول على الوظيفة المناسبة , لكن لدينا ماذا يحدث ’ توفير الوظائف المناسبة لطالبي وطالبات العمل عملية معقدة خاصة في القطاع الحكومي أما مبالغ التعويضات المسماة " بحافز " فقد دخلت دائرة التعجيز والتقصيص فقلتها لم تمنع دائرة التعجيز والتقصيص بل تشددت في التطبيق والبحث عن دوائر قاتمة أشد منها والعلة كيف تنام وتأخذ مبلغ مالي ؟

صاحب تلك العلة وغيرها من العلل لا يٌدرك أنه جزء من المشكلة وليس من الحل فلو كان يؤمن بحق الفرد في العمل لبات مهموماً من ثقل الأمانة وأصبح في حربٍ دائمة مع التخطيط والتصنيف والبحث عن بدائل تسد رمق أسر وتفجر طاقات وتعزز وجود كٌتل بشرية داخل المجتمع الواحد , البطالة النسائية والبطالة الذكورية وجهان لعملة واحدة عملة رداءة التخطيط وانعدامه كإدارة وفن وشيوع الفساد الإداري والمالي وضعف الرقابة ورداءة أدواتها والإ كيف نفسر وجود ثروات ووجود عمالة أجنبية ووجود بطالة متفشية فالبطالة هنا بطالة مقنعة بمعنى أنها بطالة تسبب في وجودها التعليم ورداءة التخطيط والفساد وعدم توفر البيئة المناسبة لطالب العمل من جميع النواحي فالاستقرار والخصوصية مفقودة خاصة للنساء وهذه خاصة بالقطاع الخاص الذي لا أمان فيه ولا خصوصية ولا تطوير للكفاءات ؟

منذ سنوات وصرخات العاطلين والعاطلات عن العمل تعلو لكن المسؤول عن ملف التوظيف بالقطاع الحكومي والقطاع الخاص لا أذن له فالسماء سمعت الصرخات وهو أصم لم يسمع فمتى يسمع صرخات عاطلين وعاطلات يقبعون بنفق مظلم منتظرين قطار التوظيف المتوقف بمحطة الزمن المؤلم ومتى يٌزيل دوائر التعجيز والتقصيص عن "حافز " الذي أصبح عبئاً بعد أن كان حقاً مقابل حقٌ ضائع ؟