موسوعة المختار من الاخبار8:
الصحة بين التناقض والتجارة!
8-ظهرت دراسة بريطانية حديثة تقول: انه مجرد وهم بأن شرب القهوة في الصباح يزيد من الانتباه والتركيز! ومن خلال البحث ظهر انه لا تاثير له بتاتا ولكن المسألة مجرد وهم نفسي ينتاب الكثيرون من خلال انخفاض نسبة الكافيين في الدم!...
ظهور تلك الدراسات يثبت بأن العلم وخاصة في المجال الطبي الان ماهو الا في بداية الطريق، فبين الحين والاخر تظهر دراسات تثبت خطأ الكثير من الحقائق العلمية الثابتة مما يجعل الفرد العادي في حيرة من امره! هل يتبع النصائح ام يتجاهلها؟! خاصة في ظل وجود حالات كثيرة تشير الى حدوث العكس من خلال التجاهل للتعليمات المملة غالبا!.
فقبل فترة وجيزة ظهرت دراسات اخرى تظهر ان خطر التدخين مبالغ فيه كثيرا! وكلنا يعلم بأن مضار التدخين هي حقائق مطلقة لدى العلماء قبل العامة!...اذا هنا هل علينا الانتظار عقود اخرى من الزمن حتى تظهر النتائج النهائية ام نتبع اخر ما توصل اليه العلم حتى لو كان مخالفا للواقع؟!...
هناك حالات عديدة يكون للعامل النفسي تاثيرا بالغا في صحة الفرد وليس اتباع نظام غذائي معين،فقد نرى اناس من ذوي الدخل المحدود يعيشون حياة سعيدة بالرغم من معاناتهم الاقتصادية والعكس صحيح ايضا من ملاحظة حياة بعض المشاهير والاثرياء المليئة تعاسة وتعبا نفسيا!...اذا اتباع التعليمات بحرفية مطلقة لا يؤدي بالضرورة الى تحسن الحالة الصحية بل ان التحسن في اغلب الاحيان يخضع لظروف اخرى يكون للعامل النفسي دورا رئيسيا فيها...ومن خلال العودة الى نتائج الدراسة السابقة لا نستغرب ان تظهر قريبا دراسة اخرى مخالفة لها جملة وتفصيلا!.
كما ان هناك تقريرا جديدا لمنظمة الصحة العالمية يظهر ان 50%من الادوية يتم تناولها بصورة غير ملائمة،كما ان 40%من الاطفال يتنالون مضادات حيوية غير ملائمة! وكأن التقارير والبحوث المتناقضة والمأساوية لا تفارقنا ابدا...انها احصاءات مرعبة حقا وصادرة من منظمة عالمية محايدة تبين لنا ان نصف سوق الادوية العالمية غير واقعية ولا تفيد المستهلك في شيء!...
سوق الدواء العالمي هو مثل سوق اي سلعة اخرى يتنافس المنتجون في الترويج لمنتجاتهم دون ان تكون هنالك حاجة فعلية له،وبالتالي فأن بعض شركات الادوية مثل عصابات المافيا العالمية لا يهمها ابدا صحة البشر مادام الهدف المحدد لها هو الحصول على اعلى حصة من السوق العالمية والربح منها دون الاهتمام بمعايير الصحة العالمية! مع ملاحظة عدم اهتمام الحكومات بالشكل الكافي بالخطر المتمثل بتلك الشركات الشهوانية التي تغش احيانا في المحتوى او الاستخدام مما سبب كوارث عديدة لم يتناولها الاعلام بصورة جدية لحد الان!...لقد ظهر انفلونزا الخنازير ومن قبله الطيور والسارس وغيره في زوبعات اعلامية ومن يدري فقد تظهر لنا امراض وهمية او مبالغ بها في المستقبل...وتلك الامراض حثت المجتمعات على استهلاك الكثير من الادوية وبخاصة المضادات الحيوية دون ان يكون هنالك اثر على من لم يتناول تلك الادوية والمضادات! ومن يدري فقد تكون النتائج عكسية خاصة مع علمنا ان للادوية تاثيرات جانبية قد لا تظهر الا على المدى البعيد!...الجميع يحتاج الى تحقيق شامل ليس فقط في مدى الحاجة للدواء بل ايضا لاساليب الانتاج ونوعيته والمنافسة التجارية الحادة في سوق لا يمكن ان تكون خاضعة لقوانين التجارة المفتوحة!.
لقد اصبحت صحة الانسان والتلاعب بها تجارة رابحة ايضا مثلما اصبحت عقائد الانسان وكرامته لعبة لمن لا يحتاج للتجارة،وتجارة لمن لا يملك المال!..
التعليقات (0)