موسوعة المختار من الاخبار 14:
افضل المدن في العالم:
صدر التقرير الدوري لوحدة البحث الخاصة بمجلة الايكونوميست العريقة حول افضل المدن في العالم من ناحية المعيشة وفق شروط موضوعية صارمة اختصرت بالاستقرار والرعاية الصحية والبنية التحتية والبيئة والتعليم الخ من الشروط اللازم توفرها بغية تحديد من يملك افضل مكان للسكن.
وحسب التقرير الصادر نهاية آب(اغسطس)2011، فأن مدينة ملبورن الاسترالية تربعت على المركز الاول في العالم بعد ان كانت شريكة مع مدينة فانكوفر الكندية منذ عام 2002... وحسب التقرير فأن سبعة مدن من العشرة الاولى هي مدن استرالية وكندية وايضا ورد ذكر مدينة اوكلاند النيوزيلندية مما يؤكد ان تلك البلاد الثلاثة مازالت في قمة الصدارة العالمية في اغلب المستويات المتعارف عليها لتفسير وتوضيح معنى التقدم والتحضر،وعليه فأن دراسة انظمة تلك الدول السياسية والاقتصادية والاجتماعية يمكن ان يوفر مجالا واسعا لخلق الافكار الابداعية لتطوير البلاد الاكثر تخلفا او التي في طور النمو.
ومن اهم مميزات تلك البلاد هي خلق بيئة مناسبة لفئات مهاجرة من شتى بقاع الارض وجعلهم يعيشون في مستوى واحد وكلا حسب قدراته وحاجته بغض النظر عن انتماءه الديني او العرقي او اللغوي،وهذا يعني خلق بيئة مناسبة لحوالي 200 فئة مختلفة تعيش في تناغم وتناسق بديع بينما تعجز الكثير من البلاد ومنها العربية بالذات عن خلق التوازن والمساواة والامن والاستقرار بين فئتين فقط لا اكثر ويمكن لاقل شرارة ان تهلك الحرث والنسل والتعايش الهزيل الموجود منذ قرون في لحظات!!.
المدن العربية بالطبع كانت في مراتب متأخرة!(76 لمدينة ابو ظبي) وهو امر متوقع لان تلك التصنيفات ترتكز على اسس لا يمكن الاستهانة بها،مثل توفر استقرار طويل الامد ناتج عن وجود نظام سياسي واجتماعي مستقر وهو غير متوفر لدى جميع البلاد العربية وكذلك توفر نظام رعاية صحية عالي الجودة لجميع السكان بلا استثناء وايضا وجود نظام تعليمي متطور وأحد اهم اسسه هو وجود مناخ ملائم للبحث والتطوير لا يمكن توفره الا بوجود الحريات الكاملة،وايضا البيئة وليس فقط من ناحية نظافتها بل من ناحية توفر الطقس الملائم والمياه وبخاصة الامطار وهو نادر لدى اغلب الدول العربية التي يسودها طقس حار وجاف لفترة طويلة ولا تتوفر المياه من كافة المصادر بكميات كافية او بنقاوة عالية مع وجود شرائح هامشية قد يصل عددها احيانا الى الملايين من سكنة الاكواخ والمقابر وهم جمر تحت الرماد ويظهر تأثيرهم المتوقع عند اندلاع الثورات !!.
كذلك فأن البنية التحتية مهمة للغاية وبخاصة المواصلات والطرق السريعة والازدحام وشدته وكما هو معروف فأنه اثناء الكوارث الطبيعية تظهر قدرتها الحقيقية المخفية للانظار كما حدث في فيضان جدة مثلا او في زلازل المغرب العربي التي وضعت مدى هشاشتها وعدم قدرتها على الصمود!..
تطوير المدن وسكانها ليس منحصرا ضمن دائرة الماديات فقط والا فأن الكثير من المدن ضمن بعض البلاد الثرية او التي يعيش فيها عدد كبير من الاثرياء لم تدخل اصلا تلك القائمة! وانما توفر بيئة مستقرة سياسيا وامنيا هي الاساس الطبيعي لتنمية البلاد وتطويرها،والحال المتعارف عليه في العالم العربي هو انعدام الحريات السياسية او توفر هامش صغير ليس بذات اهمية!كما ان تطبيق القانون على الجميع غير موجود على ارض الواقع حتى يمكن الاشارة اليه بعلامة فارقة! بالاضافة الى ضعف واضح في النظام التعليمي نتج عنه تخريج اجيال متوالية ملقنة وغير قادرة على النقد والابداع بل سلبت منها حتى احلامها الوردية البسيطة في الحياة الحرة الكريمة! ويمكن معرفة افضل الجامعات من القوائم السنوية من المراكز الدولية وخلوها الفاضح من ذكر اي جامعة عربية!!...
وعموما عدم وجود الاحصاءات الدقيقة هو امر شائع بالرغم من اهميته في تحديد المراكز الاولى في التصنيفات العالمية التي تتحرى الدقة والحيادية.
الانفاق للوصول الى المستويات المتقدمة ليس بالامر الهين بالطبع ولكن ممكن تحقيقه من خلال خلق ميزانية متقشفة في الموارد الغير منتجة والتي تستهلك قدرات الشعوب وامكانياتها المادية،مثل الدفاع والامن والانفاق على الاسر الحاكمة وحواشيها!وكذلك بذل اقصى الجهود لمحاربة الفساد المستشري،وحينها يمكن القول ان اساس التطوير قد بدأ وتم وضع القدم على الطريق المختصر والصحيح نحو بناء حضاري تقدمي يستند على اسس قوية وصحيحة ولا يحرم احدا من ابراز مواهبه وخصوصياته!.
ان تحسين المعيشة لدى القاطنين في المدن ليس بالامر الهين ولا بالمستحيل بل يستدعي توفر ارادة صلبة وجهودا مضنية لتحقيقه وهو الامر المستبعد الان ضمن المناخ السائد في العالم العربي وبخاصة في مجال الحرب المكشوفة بين الانظمة وشعوبها على كافة الاصعدة!.
التعليقات (0)