موسوعة المختار من الاخبار:11
ارتفاع بلا تخطيط:
11-اعلنت البحرين ان عدد سكانها بلغ 1.235مليون عام 2010 بالمقارنة مع 650 الف عام 2001 اي ان العدد تضاعف خلال عقد من الزمن! وحسب الاحصاء الحكومي فأن ارتفاع كان بنسبة 7.3% سنويا وهو مقسم بين 3.8% للسكان الاصليين،و11.8% للوافدين اي ان نسبة السكان الاصليين تدنت الى حدود 46%!.
اذا استمرت تلك الحالة فمعناه ان عدد السكان سوف يصل عام 2020 الى حوالي 2.5 مليون يعيشون على مساحة جغرافية وقدرها 622 كيلو متر مربع مما يعني كثافة سكانية تفوق 4000 شخص للكيلو المربع الواحد! وهو رقم خرافي لا يوجد اعلى منه سوى في خمس دول او مناطق ذاتية متطورة اقتصاديا ولا تحتاج الى موارد طبيعية لكونها معتمدة اساسا على قدرات مواطنيها العالية الكفاءة وهي(ماكاو وموناكو وسنغافورة وهونغ كونغ وجبل طارق) وجميعها متصلة بالبر المجاور وبعضها ينتمي اليه!.
الملاحظ ان نسبة الولادات الطبيعية مازالت مرتفعة جدا فغالبية دول العالم دون نسبة 2%،اما وجود تلك النسبة العالية فأنه يعني ان عدد السكان سوف يتضاعف كل 18 عاما وهو ايضا ارتفاع لا يتناسب معدله مع حجم بلد صغير كالبحرين لا توجد لديه كفاية من الموارد الطبيعية،فحجم أنتاج النفط هو دون انتاج حقل نفطي صغير في البلاد المجاورة،وفوق ذلك فأن البلاد تتكون من مجموعة من الجزر الصغيرة وليست مثل حالة بعض الدول الصغيرة ذات الكثافة العالية والاقتصاد المزدهر الانفة الذكر اللتي متصلة بالبر مما يعني انه من المحتمل الاستفادة من الاراضي المجاورة وفوق ذلك لا تسمح بتوافد اعداد من الوافدين للاقامة ولكن في حالة البحرين فأن الوضع فعلا محير ويدل على عدم وجود تخطيط عقلاني مع ضعف وعي حقيقي لكافة المشكلات القائمة او المتوقعة فالارتفاع الطبيعي هو اساسا كبير جدا مع عدم وجود اقتصاد مزدهر لاستيعاب الاعداد الجديدة من المواليد او ليس لديها استقرار سياسي وهذا بحد ذاته سوف يولد مشكلات لا تخف الا في حالة الهجرة نحو الخارج مثل اللبنانيين وبخاصة الى الدول المجاورة للتخفيف من الكثافة الغير طبيعية على تلك الجزر الصغيرة التي لا تتحمل هذا العدد الخرافي وفوق هذا تسمح البحرين بطريقة غريبة بتوافد تلك الاعداد الكبيرة التي اغلبها من الذكور وقد يكون ذلك بحجة العمل الذي هو غير متوفر بسبب نسبة البطالة العالية! وقد يسمح للبعض منهم مستقبلا بالتجنس رغم ان ذلك يعتبر طبيعيا ويحمل ادنى مراتب الاعتراف بالحقوق الانسانية للمهاجرين الا ان ذلك يتوافق مع احجام وامكانيات دول اكبر حجما بكثير بالمقارنة مع البحرين التي تمتلك وضعا حساسا خاصة من ناحية التكوين النسبي للطوائف لديها...
بالمقارنة فأن حالة الدول المجاورة في استيعاب الوافدين اخف بكثير لكونها اكبر حجما من الناحية الجغرافية والامكانيات الاقتصادية،بالرغم من تجاوزها ايضا الحدود الطبيعية كما في حالة قطر التي تضاعف عدد سكانها خلال اربع سنوات فقط بينما تحتاج اغلب الدول الغربية الى قرن من الزمن كي يتضاعف العدد!.
المستوى الطبيعي هو بحدود 35-50سنة للتضاعف!وهو يراعي الظروف الاقتصادية والاجتماعية والامنية ومدى توفر الموارد الطبيعية مع الحفاظ على حقوق الاجيال القادمة بينما حالة النمو الغير طبيعية كما يحدث الان في دول الخليج فأنه يسبب ضغطا غير معقول على الموارد الطبيعية وبخاصة الماء ولا تستطيع الموارد المالية المتوفرة ان تحل تلك المشكلات التي قد لا تظهر على المدى القريب او المتوسط كما يؤدي الى بقاء الاعتماد على العمالة الخارجية وعدم الاعتماد على العمالة المحلية التي هي مازالت غير قادرة على ادارة الوضع الاقتصادي لوحدها!.
التعليقات (0)