ها هو يوم آخر .... ودفتر آخر يوشك ان يختم بالشمع الاحمر. على مشارف النهاية. ممتليء بكل ماهو ممنوع من النشر. لكنني قررت ان احتفظ به وبكل تجاوزاته.
اجلس في محل اقامتي الدائمي. في قفص شفاف في نفس الوقت ونفس الساعه. كعادتي عندما يضيق الزمن ذرعا بصمت الاسوار العاليه.
هنا الليالي لاتطربني ولا انا اشكل لها اي معنى. ولاتقيم لي اي وزن . فهي تحسبني ضيفا ثقيل الدم.
يأست من محاولة العثور على ارضية مشتركه بيني وبينها.وعندما تتعذر السبل. اطفيء سراجي. تتشبع الاجواء برائحة الزيت المشتعل. يخيم ظلام اخر، ينسل مني كتابي ....الذي يشبهني ويتسلل الي الأرق.
فامسك بكتاب اخر . بجريده، بروايه، بطلسم ، برقية غير شرعيه
اي شيء .. يعيد تشكيل الذاكره
رواية الهجرة نحو الامس لعبد الستار ناصر هي الاخرى تشبهني وتداعب ذاكرتي في محاولة يأسة اخرى!!
اليست كتابا ؟ ردد الجميع بصوت واحد: "بلى !"
قلت: اذا فلماذا الاستغراب؟
ولكن هناك فرق واحد. فهو يكتب عن اعلام، اما انا ..فأكتب عن اناس تغشاهم النسيان. وهو عبدالستار ناصر وانا مجرد متسكع على رصيف الكلمات
توقفت عند الصفحة الرابعه والاربعون وقررت ان اصرخ بعد ان ضقت ذرعا بكمية الموت التي تضمنها الكتاب بين دفتيه.
اما رواية موسم الهجرة الى الشمال (تشبهني هي ايضا) للطيب صالح كانت قد استوقفتني او اجبرتني على التوقف عند الصفحة الخامسة والتسعين. هذه المرة للضحك طويلا وبخبث والناس نيام. "بت المجدوب" كانت قد وضعت حيائها جانبا. اما انا فكدت ان اختنق بالضحك. وحينما توقفت بعد القراءه الثالثه لحوار بت المجدوب مع وود الريس، كان في دفتري الكثير من الجمل العاريه ,كأنها تخرج من مقهى ليلي في بيروت.
ترى اين انت يآدم؟
تذكرتك يوم جئتني بالروايه وقلت لي :" دي روايه قليلة ادب"
قلت لك يجوز للاديب ما لايجوز لغيره.
ملاحظه:"ادم كعادته لم يعر لي ولتفسيري للاحلام اي انتباه."
التعليقات (0)