مواضيع اليوم

موسم الثورة

ابو زيد السروجي

2011-03-14 14:36:03

0

      ألا ما أجمل الربيع . سحر لا يقاوم . الهيام في أحضان الطبيعة متعة للنفس واستراحة للجسد . أو هي على الأقل تحرر من قيود واقع خانق . المدينة سجن مقيت. ما أضيق العيش في المدينة . هي الحصار بعينه . لا مجال أن تتنفس بحرية . ليس لأحد الحق في أن يفكر أو يعبر عن رأي . لا فرق بين الآدمي وقطيع من الخرفان. الكل يأكل ويشرب ويتناسل . أما ماعدا ذلك فلا مجال . مجنون من يفكر في الكرامة أو يستظهر بنود حقوق الإنسان. هل نسي ذاك المواطن الساذج أن القانون خلق ليكتب على الأوراق ؟ ولكي تحشى به رؤوس التلاميذ . ؟ حتى إذا بحثوا عنه في طرقات المدينة لم يجدوا غير السراب.

      هكذا كل شيء في المدينة . القانون والقيم والحرية والديمقراطية. شعارات لتنميق اللافتات ودبلجة نشرات الأخبار. أما في الشوارع فالكل يخرق القانون . تماما كما تذبح الديمقراطية في الإدارات ومجالس البرلمان .

      يتساءل المواطن الساذج : من وضع القانون ؟ نسي أن الكبار هم أول أعداء الوطن . يتكالبون على الثروة . يرتشون و يعهرون . يفسدون ولا يصلحون . كلما تكدست الأرصدة في أبناك ما وراء البحار كلما زاد الجشع . للسمسرة نكهة على موائد المفاوضات. هل يقدر مسؤول سام أن يقدم مصلحة الوطن على مصالح الأبناء والأقارب والأصدقاء ؟ كيف يضمن للأبناء تعليما راقيا دون أن يختلس من خزائن الدولة ؟ هذه الدولة المسكينة الحنون . لا تقدر أن تحاسب أبناءها . يسرقون وينهبون ولكن الوطن غفور رحيم .

    هي المدينة تغتال الآمال . تصادر الأحلام . تسلط على الناس أحزابا ونقابات . العمل السياسي يفقد بريقه . يكفر الناس بالسياسة والسياسيين . فلا يبقى في ذهنهم شيء عدا التمرد على سجن المدينة...

  المدينة هي من علم الناس عشق الثورة . فتحت لأبنائها مدارس وملاعب ودور ترفيه ليتعلموا تمردا على قيم نبيلة . وحين تمردوا على القيم حضنتهم القيم برفق دافئ . ذكرهم في الأخير بأن المدينة لم تكن غير قاسية متكبرة . يومها أحبوا القيم وتمردوا على المدينة. يومها عشقوا الثورة وتعلموا نقش الشعارات على شرايين المدينة . وأدركوا أن الشعب يريد الكثير . يريد إسقاط الظلم والفساد . يريد إسقاط سجن المدينة...




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !