موسكو الجديدة...ترفض النوم

في منتصف الليل في هذه المدينة الرائعة..موسكو، و من فندق اوكرانيا ، تشاهد شبكة من الضوء تكشف عن قبة مذهبة لكاتدرائية المسيح المنقذ.. من حقبة الرعب الستالينيه ،كذلك حلقة مظلمة من نهر موسكو,في الاسفل توجد الاضواء على مدار الساعة...ليتصل الليل بالنهار.. وتبقى الفوضى... فالليل مجبر الوضوح ، والاضواء يبدو انها اثر المستقبل.

عصفور على التلال،لا احد يكترث له ... فكل العيون مركزة على رالي الدراجات الناريه... ليست روسية ..ولكنها يابانيه الصنع ...جميلة وزاهية ... السائقون والمئات من المعجبين حاضرين في المشهد بازياء نجوم السينما ..واخرى مهملة. التشويق في الحشد ...واضح من خلال الهتاف المتصاعد من الحناجر.

بعض الدراجات تم تفصيلها بحيث كان من الصعب تحديد كيف كانت،اكياس البطاطس..عرض من الجلود والازرار...واخيرا حليقي الرؤوس.

يبدأ السباق عبر الشارع. المتنافسين كانوا عبارة عن ضباب بين المتفرجين ، الارض ترتعش تحت الاوزان الثقيلة.و خط النهاية قابل للتداول ،يمكن ان يكون في اي مكان من ضمن مئات الامتار حول الطوق الدائري من الحديقة ، الواقعة على الطريق وسط موسكو ، الدراجات يمكن ان تصل سرعتها الى 120 ميلا في الساعة ، تبعا لحركة المرور...حدثت ايضا سباقات للسيارات ،و لم يتم بعد اتخاذ اجراءات صارمه بخصوص خرق القانون...موقع يوتيوب عرض اشرطه فيديو للسائقين.

حق لك ان تسأل ، من هو المسؤول؟ اين هي الشرطة؟ وانت تشاهد هذه الفوضى

يشير اليك احداهما وبخجل.. على مجموعة من ضباط ميليشيا وقفت في جانب واحد.

من هو المسؤول؟ هل فلاديمير بوتين؟ ام خلفه ، ديمتري مدييديف؟ سؤال تصعب الاجابة عليه...ربما هي اسطوره..ان اعضاء في حكومة الاقليه؟ بالاضافة بعض عملاء الكي جي بي حاضرين متنكرين (يبدو انهم يقومون بتنشيط السباق سرا..لحصد اموال المضاربات والمراهنات ..كوكلاء مجالس لشركات كبرى.) ، كما يقولون ..وليس همسا في روسيا ، "من يعرف ..،لا احد يعرف".ولكن الامر المؤكد هو ان موسكو تطوف على بحيرة من النفط ؛... يوجد عدد من اصحاب البلايين في موسكو اكثر من اي مدينة اخرى في العالم.مقارنة بنيويورك ، لندن ، او دبي. المليونيرات مجموعات مثل طيور الحمام. الى جانب ان الاغنياء فريق ضخم يشكل طبقة اجتماعية فضفاضة كما اطلق عليهم من الروس عندما ظهروا لأول مرة في التسعينات من القرن الماضي. نصفهم من الناجين من الهزات الصناعية مثل " حرب الالومنيوم " قبل عشر سنوات ، عندما قضى التنفيذيين على اليمين واليسار. فاكتشفوا ان سرقة البنوك اكثر ربحيه... نصفهم من الشباب المحترفين في التأرجح المالي.. من صندوق الى آخر.

ولكن ما الذي تغير. في موسكو منذ السبعينيات الي الان ، ماذا حدث لمجموع سكان المدينة الذين يركنون في القبو وقت انخفاض الشمس. والسيارات القليلة التي كانت تجوب الشوارع الصغيرة.و نافذة العرض للمتجر الوحيد..والتي يمكن ان تحتوي على سلعة واحدة فقط.. قد تكون من السمك المجفف. والميدان الاحمر الخالي الا من حرس الشرف في قبر لينين ، والمدرج من اللوحات الحجريه..الحاملة محيا الامين العام بريجنيف. والاعلانات على لافتات كتب عليها "الحزب الشيوعي هو طليعه الطبقة العاملة"!..حيث نشاوا الروس وترعرعوا.. وانه لا عجب في ان القمع والطاقة والاحباط اندلعت مع العاطفه ..لتعلن يوم العالم الجديد.. للروس.

الروس الذين عرفوا "المال القديم" يفضلون الاختباء وراء الجدران التي تغطيها نباتات اللبلاب. الواقع يفرض عليهم غالبا ان يرفضوا القديم. انها أموال جديدة ، ليست اوراق مائة دولار الامريكية ...بل فواتير صاروخية من الروبلات تطير بسرعة فائقه. لتصبح مليار دولار" هو ألف مليون دولار".لم تعتاد اعينهم على قراءتها..نتاج نجاح يستحق الاحتفال.. واسع النطاق،يؤكل فيه الكافيار؟ و تشرب كؤوس الشامبانيا.... لهذا السبب اخترعت اندية ليلية.

النوادي الغنيه تعطي الفرصة للمباهاة ، بمواجهة السيطرة ..ستقف عند الباب ..فربما كنت غبر مرغوب فيك ..الامر يتوقف على لمحة سريعة من قبل رجال بالباب..تحدد على اساسها ملامحك المالية الخاصة بك...او الشهرة...واخيرا السؤال عما اذا كنت تحمل مسدسا.

ضباب كثيف تنجذب اليه..لتجد نفسك داخل زوبعة من الدخان الكثيف ، ليكون المسؤول خلف هذه الكارثة...السيكار في اصابع اشخاص تعطيك " بزنسس كارت " يحمل اسم..ومهنة محامي."...ويدعوك للجلوس

وصول جديد..يلقون عليك التحيه... نساء جميلات.. على مستوى لوحات سوريالية. يستدعين للجلوس...من قبل نقابة المحامين..بعد ان يتبادلن.. وايهن قبلات جوية نماذج من المياه وضعت على منضدة مزدانة باختيارات من السلطعون البحري ، عملاق القشريات تصاحبه ستة انواع من الصلصات...ترفع عيناك قليلا لتشاهد حوائط بتصماميم داخلية لاشهر المصممين..جميلة حتى ولو كان الظلام يلف المكان..لتجعل مراوح السقف تدور بكسل ...فالظلام يغري بالنوم. الصالة لكبار الشخصيات ...والزي الغالب هو.. أسود فقط، فهنا يستطيع الرجل ان يرتشف كؤوس الجوني والكر ، على الضوء الازرق المنبعث من السيجار الكوبي ، فكل رشفة تعني ، تقديم المزيد من المال.

المذهل في الحياة الروسية...التغيير الذي حدث للمرأة ، في السنوات القليلة منذ انهيار الاتحاد السوفياتي ، المراه الروسيه التي ساهمت عاليا في بناء الاشتراكيه..اصبحت الان نجمة من نجوم كرة المضرب " مثل ماريا شارابوفا" ،محط انظار السكان. يتبعونها اثناء النهار ، وهي تنتقل من منتجع صحي الى منتجع صحي اخر....و في الليل ، وهي ترافق زميلاتها من ناد ليلي الى اخر... امل كل مليونير دائخ ...في ان يحظى بجلسة خاصة معها .

قائمة الشراء الروسيه الجديدة "شقة في موسكو ، فيلا في سان تروبيه ، شاليه التزلج في كورشوفيل ، مدارس اجنبية للاولاد ، ومصارف اجنبية للاموال ، وأخيرا ، طائرة خاصة يحلق بعيدا فيها. "

هذا هو مرض العصر في روسيا... في اسوأ ايام حكم ستالين... كان هناك شعور عام بالمساواة... فالناس لا تملك المال ، فقظ المنافع ،تقدم حصة كبيرة من السجق ،كي تحصل على اسبوع اضافي في مصحة ،او الحصول على الافلام الاجنبية. روسيا الجديدة... ظهرت في عاصفه من الدولارات ، في نظر معظم الناس ، اصحابها لصوص. أسلوب حياتهم قائم على الحسد والمقت،.. وبما ان موسكو هي المركز ،فالصورة تبرهن على نفسها ، ايضا تكون اوضح مقارنة بجميع انحاء البلاد... فالتقليد السائد الحالي..هو تحويل المسارح الي نوادي. ومن الانصاف القول انه بالنسبة للكثير من الشباب الروس...يعتبر هذا التحول ايجابي ...، تحديدا الي النوادي الليليه.

الجدول الزمني لارتياد النوادي على النحو الاتي: من 10 الى 12 ليلا للمطعم ومن ، 12 الى 4 للاستمتاع ، من 4 الى 6 صباحا للتهدئة.

هذا يمكن ان يجعلك..تعرف الاستمتاع حتى الفجر. ان لم تتخيل انك في السرير ، ورأسك على الوساده.