موريتانيا ومخالب العسكر ....نشرته سابقا بالقدس العربي

 موريتانيا.. مخالب العسكر وسطوة القبيلة
لم تعد موريتانيا البلد الآمن وبلد المليون شاعرالا ذلك البلد الذي يصنع الاحداث بشكل شبه يومي، على ان الصناعة الموريتانية للاحداث لها طعمها الخاص والمتميز تميز لكنة ولهجة الموريتانيين.
عادت موريتانيا الى واجهة الاحداث بعد سيطرة الجيش على مقاليد السلطة وبالتالي تم انهاء حكم ديمقراطي كتب له ان لايعمر الا وقتا قصيرا.
قبل الانقلاب، عاشت البلاد حدثا مهما أسعد الغرب وانبرت وسائل الاعلام المحلية في تقديم الموسيقى احتفالا بالديمقراطية الجديدة وخلد الشعراء الذكرى واعتبروها مكرمة الهية، لابد من الاعتناء بها. اما السياسيون فكانوا اكثر حظا عندما وجدوا انفسهم وسط قائمة مهمة من وسائل الاعلام، تسلط الضوء على آرائهم ومواقفهم .
وبين الشعراء والصحافيين والمتحزبين وقف الشارع الموريتاني المغيب اصلا لا يملك غير اياد لا تفلح الا في التصفيق وتفشل امام ارادة العسكر، اعين الشعب المغيب على ماقد تجود به الحكومة الجديدة فلا يهم من يحكم البلاد.
استمر المسلسل الديمقراطي الوليد والمتميز فترة من الزمن قبل وأده من طرف العساكر، حتى كدنا لانصدق ان موريتانيا لن تعود الى عرف عساكرها وتزلف سياسييها، خرج الجيش من ثكناته وبذلك عادت حليمة الى عادتها القديمة كما يقول المثل المغربي وسقط قناع الجيش ومعه زمرة من الحزبيين.
الاحداث الخيرة في موريتانيا ستنعكس بشكل كبير على صورتها الخارجية، ستفقد المؤسسة العسكرية احترام العالم لها، بعد ان صفق العالم بأسره لتخلي الجيش عن الحكم وتسليمه للمدنيين.
اننا امام منطق دولة يحكمها منطق الجيش ووراء المؤسسة العسكرية والمؤسسة السياسية منطق القبيلة. اذ لا يخفى عن المتتبع للشأن الموريتاني ان التشكيلات الحزبية المتنوعة والمتعددة المشارب ماهي الاواجهة للقبيلة والفهم العشائري للسياسة وتدبير الحكم.
تجد القبيلة ذاتها في الحزب واضعة كل امكانياتها المادية والبشرية تحت تصرف الحزب الذي لن يخرج عن طوع القبيلة .وعندما يفشل الحزب /القبيلة في الانتخابات، يفتح المجال امام المؤسسة العسكرية لتتدارك اخطاء الحزب/القبيلة.

بوية محمد الاغظف - المغرب