مواضيع اليوم

موريتانيا سنة من حكم الرئيس الجنرال

ماءالعينين بوية

2010-07-19 16:21:05

0

 هل أخطأت المعارضة الموريتانية حين تنازلت و شاركت في الإنتخابات الرئاسية وليدة  اتفاق دكار؟ هل كانت المعارضة تظن أن الجنرال سيترك حكما اغتصبه في واضحة النهار؟ اليوم يجيب ولد مولود و يعترف بأن مشاركتها كانت خطأ، ولد مولود أوعز ذلك  لتقديرات خاطئة، لربما كانت تؤمل نفسها في الفوز نظرا للزخم السياسي و الشعبي و الثقل التي كانت تحمله بين ثناياها، فهي تضم  الرئيس المنتخب و رئيس المعارضة  ولد داده و كلاهما اقتسما نسبة المشاركة العامة في الانتخابات اتي شهدتها موريتانيا بعد إنقلاب ولد محمد فال، إضافة إلى شخصيات من قبيل ولد مسعود وولد مولود.......غير أن الأغلبية و النظام الذي جعل سيدي الشيخ ولد عبد الله رئيسا دون ولد داده، هو النظام نفسه  بزبانيته و أساليبه من جعل ولد عبد العزيز رئيسا للفقراء و محاربا  للمفسدين و .......هل غاب معطى طبيعة المجتمع الموريتاني و طبقته السياسية عن نظر المنسقية حين أبرمت الإتفاق، معارضة متمرسة كهذه تعرف جيدا واقع الحال في بلد تتغير فيه الولاءات تغير الليل و النهار، لعل الإتفاق كان بضمانات غربية و دولية جعلت المعارضة  توافق مقابل شروط  و ضمانات يبدو أنها لم تتحقق، هذا ما جعل ولد مولود يتحدث الآن فقط عن خطأه. أبسط هذه النقاط موضوع الحوار السياسي الذي كان مزمعا تنفيذه عقب الانتخابات.

حلم المعارضة بعودة الشرعية الدستورية و إزاحة الجنرال أجهض، نجح هذا الأخير نجاحا كاسرا و في الجولة الأولى، أخذ الشرعية الدولية، و اتجه لصبر أغوار مرحلة جديدة من حكمه، الرئيس الجنرال حاول خلال حملته الإنتخابية الركوب على قضايا من قبيل محاربة الفساد و المفسدين و محاربة الفقر،استغل الإنتكاسة الإقتصادية التي عرفها آخر حكم الرئيس الشيخ ولد سيدي عبد الله، كما استغل حلم الفقراء و أمالهم بالخروج من مستنقع العوز، زار مدنا هامشية، أوقع بعض معارضيه و بعض كبار التجار في شباك المحاكم و قضايا الفساد، أوهم الناس أنه يحقق بعضا من وعوده، فهل حقا حقق الجنرال المنتخب ما يصبو إليه العامة؟

في واقع الحال، مازالت موريتانيا تعيش نفس أزماتها، و ما فعله الجنرال  خلال هذه السنة لا يعدو أن يكون رتوشا تجميلية، زيارات مكوكية لمناطق نائية، وتعيينات و تغييرات في المناصب  وفق الولاءات و التغطية الحزبية، ومواقف سياسية  رمزية لحجب الإنتكاسات التسييرية لربما. نعم يحسب للجنرال موقفه من قطع العلاقات مع إسرائيل تماما، غير أن سرعته في الاتجاه نحو إيران و زياراته المتكررة للقذافي و مواقفه و مواقف بعض المقربين منه القريبة و الداعمة للمغرب حتى بات معارضوه يتهمون نطامه بأنه صنيعة فرنسية مغربية، أمور توحي بأن النظام الموريتاني مازال يتخبط في تحديد و رسم سياسة خارجية قارة له، الإتجاه إلى إيران قد يبرر ببحث الجنرال عن دعم بديل عن إسرائيل و أمريكا، غير أن هذا التوجه سيضر بالعلاقات العربية الموريتانية خاصة الخليجية، كما سيحمل خطرا عقائديا أكبر إن فتحت موريتانيا أبوابها للمارد الفارسي، السخاء الإيراني قد يقابله سخاء خليجي أكبر فلم هذا التسرع نحو إيران؟ قد تكون الفرصة أيسر للجنرال إن هو غير بوصة الإتجاه نحو الخليج العربي، فليستغل إذا العلاقات المغربية -الموريتانية في عودة الدفئ بين موريتانيا و الإمارات أو السعودية مثلا. موريتانيا كما يقول بعض المعارضين صارت تحت كم جنرال تابع للمغرب، موريتانيا إذا حسب هؤلاء فقدت حيادها،أمر يزعج الجبهة و الجزائر معا، لكن ما الذي استفادته موريتانيا من حيادها طول الخمس و الثلاثين سنة الماضية؟ وأيهما أنفع لموريتانيا علاقات جيدة مع الجزائر أم أخرى أقوى مع المغرب؟

بالنسبة للمشهد الحزبي و السياسي في موريتانيا خلال العام الماضي، عرفت موريتانيا ميلاد حزب الأغلبية، و الغريب أنه في بلداننا أن  الأحزاب تولد جاهزة فقط تحتاج إلى تركيب الرأس و وضع اللافتة، طغمة معاوية  المصفقون لولد محمد فال الكتبية الداعمة للشيخ و المنقلبة عليه هي نفسها من كانت نواة حزب الرئيس مع تغييرات طفيفة، من جهة أخرى شهد الحول الأول من رئاسة عبد العزيز خيبة أمل للإسلاميين، فحزب تواصل الذي خرج من سرب المعارضة الناطحة إلى المعارضة الناصحة، و الذي دخل في تكتلات محلية خلال الانتخابات البلدية لم يجن ثمار التقرب من الرئيس الجنرال، فهل يستمر رفقاء ولد منصور في توجههم أم يعودوا إلى مصف المعارضة يناطحون الجنرال و أغلبيته.

هذا  موجز القول في  بعض ما عرفته موريتانيا خلال عام واحد بعيد إنتخابات 18 يووليوز 2009، الحالة الموريتانية مثال تكرر في دول افريقية عدة آخرها السودان و غيناي بيساو، عسكريون ينفذون إنتخابات ليفوزوا بها، و الغريب أنها مثل هذه الانتخابات  تجد ترحيبا من الغرب، فعلى أي أساس يبرر هذا الترحيب؟ الدولة الديمقراطية الغربية تبحث عن الحفاظ على مصالحها و هي بالتالي تحتاج إلى أنظمة أمنية قوية، غير أن مساندة حكومات غير شرعية و ديكتاتورية أمر مستهجن لدى الشارع الغربي ( أمريكيا كان أو أوربيا)،لتفادي هذا الاستهجان تسارع  الحكومات الغربية في الترحيب و القبول بانوعية الانتخابات السالفة الذكر حتى تجمع بين حكومات أمنية و عسمرية قوية و لها شرعية دستورية.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات